بعد الزواج.. لماذا يغيب الحب؟
بعد الزواج.. لماذا يغيب الحب؟
في فترة الخطبة يشتاق كل من الخاطبين إلى الحديث مع الآخر ويتمنى أي فرصة للحوار بينهما ليتمكن من الإفصاح عن مشاعره تجاه شريكه. حتى إذا تزوجا وأصبح ما كان يتمنيانه واقعاً ذهب هذا الاشتياق وتغير، وإذا سألت عن السبب قالا لك لا نعرف. فما أسباب هذا التغير؟ فترة الخطبة تكون فترة تعارف سطحي حيث يحاول كل منهما أن يفتح حواراً مع الطرف الآخر ليتعرف إليه وإلى شخصيته وعن وضعهما بعد الزواج وعن ترتيبات حياتهما المستقبلية وكذلك ليزدادا قرباً ولينال كل منهما إعجاب الآخر وقبوله. ولكن لابد أن يضعا نصب أعينهما أنه مهما طالت فترة الخطبة فهي ليست بالمدة الكافية لتسمح لهما باكتشاف أدق التفاصيل في شخصيتهما وإنما تتيح معرفة جزئية لحسنات وعيوب الطرف الآخر. أما بعد الزواج فتبدأ مرحلة التعرف الحقيقي للطرف الآخر بعيوبه وحسناته وطباعه وأفكاره ومبادئه ويبدأ الصراع في التبلور إذا تضاربت هذه الطباع والأفكار والمبادئ بينهما فكل منهما غير مستعد للتنازل عن أفكاره ومعتقداته التي نشأ عليها، وتقبل أفكار ومعتقدات شريك الحياة وهذا ما يسبب الإحباط المتبادل بينهما في أولى سنوات الزواج، ما يؤدي إلى إصابة كل منهما بما نسميه في علم النفس "العنف الداخلي" فكلما كان هناك تباعد بين الصورة التي يتخيلها الفرد عن الحياة الزوجية وبين الواقع الذي يعيشه كلما زاد هذا "العنف الداخلي" والذي مهما احتفظ به الإنسان لنفسه فسيأتي الوقت الذي يفيض به الكيل فيبدأ التعبير سواء – بشكل مباشر أو غير مباشر - عن ما يحبطه مثل اكتشاف بعض السمات في الطرف الآخر والتي لا تتناسب مع ميوله الشخصية ومن هنا يختلف أسلوب ولغة الحوار قبل وبعد الزواج فقبل الزواج يغلب على الحوار بينهما طابع المجاملة والعاطفة أما بعد الزواج فيختلف الوضع عما كان عليه سابقاً حيث أنهما أصبحا معاً طوال الوقت ويستطيعان أن يتحاورا معاً في أي وقت وفي أي مجال إلا أنهما لا يستثمران ذلك في مصلحتهما بل يحدث العكس فيتغير الحوار بينهما إلى الأسوأ وهو حال كثير من الأسر في عالمنا العربي غاب طائر الحب عن سمائها عندما فقد القدرة على الاستمرار في جو خانق كئيب لا روح فيه ولا حياة.