منذ حوالي 10 سنوات اي سنة 1998م. حصلت زوبعة اعلامية لم يسبق لها مثيل في كل انحاء العالم عندما توافر في الاسواق عقار الفياجرا للعجز الجنسي واحدث ثورة طبية عارمة واستعمله حتى الآن الملايين من الرجال مع نجاح مرتفع يصل الى حدود 70% واعراض جانبية طفيفة وغير خطيرة. وبرهنت الدراسات الحديثة انه لا يشكل أي خطر حتى لدى بعض الرجال الذين يشتكون منه امراض قلبية معتدلة بشرط انهم لا يستعملون عقاقير "التيترات" الموسعة لشرايين القلب بكل اصنافها.
وبالنجاح الكبير الذي حققه هذا العقار وافاد ولا يزال الملايين من الرجال عالمياً باستعادة طاقتهم الجنسية بطريقة سهلة وسليمة كان ولابد حافزاً للشركات المصنفة للادوية ان تكثف ابحاثها ودراساتها لاختراع دواء منافس له وتجني الملايين من الدولارات من حوالي 152مليون رجل يشتكون من العجز الجنسي في شتى انحاء العالم مع الترقب ان هذا العدد حسب الاحصاءات الطبية سيصل الى ما يزيد على 300مليون رجل في عام 2020م.
وتكللت جهود شركتين واحدة اميركية والثانية المانية بالنجاح وتم اختراع عقار "سياليس" (او سنافي) من شركة "ليلي أيكوس" الاميركية ودواء ليفتيرا من شركة "باير" الالمانية وتمت الموافقة عليهم من مركز التغذية والادوية الاميركي FDA واللجنة الاوروبية للادوية سنة 2003م وانزلا الى الاسواق وتم بيعهما في كل انحاء العالم بعد موجة من الدعاية الاعلامية المكثفة التي قامت بها الشركتان ولاتزالان مع صرف الملايين من الدولارات لتسويق عقارهما وحشدت جهود شركات التسويق لابراز حسنات ومميزات كل من تلك العقاقير.
وقامت منافسة حامية وعنيفة بين الشركات الثلاثة لجذب اكبر عدد من المرضى واستعملت شتى انواع التسويق والدعاية في الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب والمؤتمرات والندوات الطبية العالمية واتفقت تلك الشركات على سعر كل قرص من تلك العقاقير بحوالي 8الى 10دولارات وهو سعر باهظ بالنسبة الى اسعار الادوية الأخرى وجنت الملايين من الدولارت من بيع تلك العقاقير الفعالة والسليمة التي تتشابه مع بعض الفوارق من ناحية نجاحها المرتفع واعراضها الجانبية الطفيفة وسلامتها.
حيرة المريض
ووقع المريض في حيرة والتباس حول اختياره افضلها ووقع تحت تأثير الدعايات المكثفة حول كل منهما واخذ يتحرى ويبحث عن وسيلة لاختيار احدهما الذي قد يوفر له افضل النتائج وأقل المضاعفات ويتطلع الاخصائيون بشغف نحو الدراسات القائمة عالمياً لمقارنة تلك العقاقير ليستطيع ارشاد مرضاه حولهما ووصف الأفضل منها من حيث الفعالية والسلامة والعفوية الجنسية وقلة الاعراض الجانبية واستمرار الكفاءة والمفعول لعدة اشهر او سنين. وسنحاول في مقالتنا هذه مناقشة مميزات كل من تلك العقاقير بناءاً على خبرتنا الشخصية والدراسات العالمية والابحاث العلمية بكل موضوعية وتجرد واتاحة الفرصة للمريض نفسه ان يستنتج ويختار ما يناسبه منها:
1- الفياجرا (سيلدينافيل)
ان الفياجار كالعقارين الآخرين السياليس (سنافي) وليفيثرا يستند في آليته الخاصة في تعزيز الانتصاب بعد حدوث تهييج جنسي بناءً على قدرته في كبح مفعول الانزيم الموجود في الاجسام الكهفية داخل القضيب الذي يثبط المادة الموسعة للشرايين والجيوب التي تدعى cGMP. فعند حصول اثارة جنسية تحث الاعصاب غير الودية اعصاب القضيب وبطانة شرايينه وجيوبه على افراز مادة اساسية في عملية الانتصاب هي "الاكسيد تيتيرك" التي بدورها تحفز انزيم خاص "ادينيلات سيكلاز" على انتاج مادة cGMP التي تساعد مع مواد موسعة أخرى الى توسيع الشرايين والجيوب فيتدفق الدم عبرها ويزيد الضغط الدموي داخل الاجسام الكهفية وتتقلص العضلات حول العضو التناسلي وتضغط الجيوب الممتدة على الادردة تحت الغلالة البيضاء فتغلقها مانعة تسرب الدم من القضيب ويحصل الانتصاب. ولكنه بعد مدة من المجامعة وكما ذكرناه آنفاً يكبح انزيم خاص (فوسفو ndsjdnhb فئة 5) ويهمد مفعول cGMP فيتم اغلاق الشرايين والجيوب ويزول الانتصاب. فآلية العقاقير كالفياجرا والسنافي وليفيثرا ترتكز على كبح مفعول هذا الانزيم العكسي فيستمر تدفق الدم الى الاجسام الكهفية ويدوم الانتصاب الصلب. والجدير بالذكر ان كل تلك العقاقير
لا تؤثر على الرغبة الجنسية ولا فائدة منها الا في وجود تهيج واثارة جنسية التي تبدأ عملية الانتصاب وتساعدها العقاقير على تعزيزه واستمراره وانها لا تؤثر على الانطاف حسب عدة دراسات.
فمن مميزات "الفياجرا" انه برهن فعاليته العالية على الملايين من المرضى عالمياً على مدى 6سنوات تقريباً مع نجاح اجمالي يتعدى 70% لمختلف حالات العجز الجنسي العضوية والنفسية ومع اعراض جانبية مزعجة ولكنها ليست خطيرة حتى عند الرجال المصابين بأمراض قلبية معتدلة أو بعد استشارة وموافقة الأخصائي في الأمراض القلبية على استعماله ولم يسبب مباشرة اية وفيات ثابتة كما زعم في الماضي. ومن اعراضه الجانبية في الدراسات على الآلاف من المرضى الصداع، والطفرة الجلدية الحمراء، ألم في رأس المعدة واحتقان الأنف وسوء الهضم وآلام في العضلات وغمامة زرقاء او خضراء وتشويش النظر بنسبة 4الى 15% من الحالات.
وقد اعطى نتائج جيدة في حالات المشكلات الجنسية لدى النساء اللاتي تعدين سن اليأس في دراسة اجريت في مستشفى جامعة كلفورنيا في الولايات المتحدة من حيث زيادة الحساس البظري والمهبلي اثناء الجماع وارتفاع نسبة الاستمتاع بالمجانسة والمداعبة الجنسية قبل الجماع ولكنه لم يؤثر على الرغبة الجنسية لديهن وقد يكون العقار المفضل لدى الرجال المسنين الذين لا يمارسون الجنس أكثر من مرة في الأسبوع وعند الرجال المصابين بالأمراض القلبية إذ إن مدى مفعوله كالليفيترا لا يتعدى 4أو 5ساعات فإذا ما حصلت نوبة قلبية بعد تلك المدة القصيرة يمكن استعمال دواء النيثرات إذا ما كان ضرورياً، بالعكس عند السياليس (سنافي) الذي يستمر مفعوله 36ساعة فيحول من استعماله ذلك للحالات الطارئة.