سئل فضيلة الشيخ ناصر بن سليمان العمر هذا السؤال
السؤال
فضيلة الشيخ
السلام عليكم ورحمة الله
أسمع الناس كثيراً ما يقولون لمن رزق بمولود "بورك لك في الموهوب وشكرت الواهب وبلغ أشده ورزقت بره"
هل ورد في هذا الدعاء أثر صحيح؟
وهل وردت أحاديث صحيحة لأدعية تقال في مثل هذه المناسبة؟
أفتونا جزاكم الله خيرا.
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذا الدعاء الذي ذكرتم يروى عن الحسن البصري رحمه الله، ولم يثبت عنه بسند صحيح،
بل طرقه إليه شديدة الضعف، ولا أعلم أنه روي مرفوعاً أصلاً ، وإنما الذي ثبت في هذا المقام الدعاء والتبريك دون تخصيص بصيغة معينة .
ففي صحيح البخاري عن أسماء رضي الله عنها قالت: ( حملت بعبد الله بن الزبير، فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء، ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنكه بتمرة ثم دعا له وبرك عليه، وكان أول مولود ولد في الإسلام).
وفي صحيح البخاري كذلك عن أبي موسى رضي الله عنه قال: (ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم، وحنَّكَه بتمرة ودعا له بالبركة، ودفعه إليَّ، وكان أكبر ولد أبي موسى رضي الله عنه)،
وقد ورد عند الطبراني في الدعاء من طريق السري بن يحيى رحمه الله قال:" وُلد لرجل ولد فهنَّأه رجلٌ فقال: لِيْهَنَك الفارسُ ، فقال الحسن البصري : وما يدريك ،
قل : جعله الله مباركاً عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم "، و إسناده حسن.
وجاء عن أيوب السختياني عند الطبراني في الدعاء، وابن أبي الدنيا في كتاب العيال من طريق حماد بن زيد قال : كان أيوب إذا هنأ رجلاً بمولود قال: جعله الله مباركاً عليك ، وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم" .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
قال الإمام السيوطي في رسالة "وصول الأماني بأصول التهاني" (1/108-ضمن كتاب الحاوي للفتاوي/ط.دار الكتاب العربي) :
التهنئة بالمولود :
[ 1 ] أخرج ابن عساكر عن كلثوم بن جوشن قال : جاء رجل عند الحسن وقد وُلد له مولود فقيل له : يهنيك الفارس ، فقال الحسن : وما يدريك أفارس هو ؟ ، قالوا : كيف نقول يا أبا سعيد ؟
قال : تقول : بورك لك في الموهوب ، وشكرت الواهب ، ورُزقتَ بِرّه ، وبلغ أشدَّه .
[ 2 ] وأخرج الطبراني في "الدعاء" من طريق السري بن يحيى قال : وُلد لرجل ولد فهنأه رجل فقال : ليهنك الفارس ، فقال الحسن البصري : وما يدريك ، قل : جعله الله مباركاً عليك وعلى أمة محمد
[ 3 ] ومن طريق حماد بن زيد قال : كان أيوب إذا هنأ رجلاً بمولود قال: جعله الله مباركاً عليك ، وعلى أمة محمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ التخريج ] :
قلت ( أحمد بن سالم ) : وهذا هو تخريج النصوص السابقة :
(1) ضعيف :
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/275-276) من طريق معاوية بن محمد الأذري ، أن أحمد بن إبراهيم بن بكار القرشي حدثهم : نا سعيد بن نصير ، نا كثير ابن هشام ، نا كلثوم بن جوشن به .
قلت : هذا إسناد ضعيف ؛ فيه علتان :
الأولى : كلثوم بن جوشن ؛ قال الحافظ : "ضعيف" .
الثانية : معاوية بن محمد الأذري ؛ ترجمه ابن عساكر ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
قلت : وقد وجدت له طريقاً آخر ، أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (201) عن علي بن الجعد ، عن الهيثم بن جماز ، عن الحسن به .
قلت : هذا إسناد ضعيف جداً ؛ فيه الهيثم بن جماز ؛ قال أحمد : "منكر الحديث ترك حديثه" ، وقال النسائي : "متروك الحديث" ، وقال الساجي : "متروك جداً" ، وذكره البرقي في الكذابين ، وقال أبو حاتم : "ضعيف الحديث منكر الحديث" ، وقال أبو زرعة : "ضعيف" ، وقال العقيلي : "حديثه غير محفوظ" .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) إسناده حسن :
أخرجه الطبراني في "الدعاء" (ص294/رقم : 945-دار الكتب العلمية) : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، ثنا عمرو بن الربيع بن طارق ، ثنا السري بن يحيى به .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3) إسناده حسن :
أخرجه ابن أبي الدنيا في "كتاب العيال" (202) ، والطبراني في "الدعاء" (رقم : 946-العلمية) من طريق خالد بن خداش ، عن حماد بن زيد به .
__________________
منقول من هنا وهناك