--------------------------------------------------------------------------------
هئنذا أجلس فوق كم من الصمت والوحدة والحنين ,,,,أقف وحدى مثل شجرة يابسة عجوز خاوية خالية من الأوراق وتتقاذفنى رياح جفاف ...لا تبشر بغيث أوحتى تروى مابقى من حطام حياتى .....ليس لى من زمانى سوى قصاصات أوراق بخط يدة وبعض صوره الباعثة على الحياة .....كل يوم أقبع فوق بقايا مسكنى اتفحص فيه لعلى أشتم بقايا من عمرى الجميل ........تركنى وحدى وسط كل هذا ....تركنى أتجرع مرارة كل شيىء الطعام والشراب والنوم واليقظة ....كل شيىء مر بدونه.... كل شيىء ماهو الا بقايا من حياة ..كيف يتركنى هكذابلا حياة ...بلا موت....كيف يتركنى هكذا وكنت تابعة له مثل عطره الذ يفوح من ملابسة ...مثل ابتسامة سنة التى لا تفارقه أبدا ....كنت أتبعه كجناحى طير ....كحوراء بحر ..كغماد سيف .... كنا نعتلى عرش الحب وقصصه وأبطالة .....كنا أخوين وزوجين وعاشقين وصديقين...لم نشعر يوما بأن ليس لدينا أطفال لأننا كنا طفلين وكأن هو أبى وأنا أمه ....تركنى هكذا بكل بساطة متعللا بموته ..للمرة الأولى التى يفعل شيئا وحده دون ارادتى ...دائما يستشيرنى...هذه أول مرة ...كيف يموت وهوالحياة ...كيف يموت وهو أنفاسى .....أيتركنى هكذا ليعبث مع حورياته ومليكاته وأميراته فى الجنة ويترك لى جهنم وأنا على قيد حياة ميتة ....كم أتطلع لموتى ..لأفاجئه بين حورياته وأريه كيف يكون الغزل وكيف يكون الدفىء وكيف تكون ضمة الفراش وارتعاشة النشوة التى كثيرا ما كان يحبها ويريدها بين أحضانى ....ياله من أنانى ... ياله من ظالم ....ألم يسأل نفسه فى جنته كيف أحيا أنا ...كيف هى مرارة الدنيا بدونى ...كيف أنام وحدى كل ليلة بدون زراعيه التى طالما ألفتنى وأحتوتنى ....كيف اصبح من يومى وأنا لا أراه بين أضواء النهار وحرارة الصيف ...كم كان يأتينى فى النهار مشتاقا لظل قلبى ورطابة صدرى .......
ليته يعود ....ليته يعود .... أصبحت عجوزا بعده أصبحت أرملة
كيف يرضيك هذا يا حبيبى