بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع جميل وهام وراقي أسمه
مقاييس الجمال عند المرأة :
بين الغرب والإسلام
قراته من احدى المجلات الاسلامية أنشره هنا للفائدة أتمنى من كل النساء ان تقرأه كله لتعي الجمال الحقيقي ؟؟
مقاييس الجمال عند المرأة : بين الغرب والإسلام
إن الفكرة العالمية السائدة عن المرأة اليوم، هي ما يعرف في عالم الغرب بالمرأة الجميلة، الطويلة، الرشيقة، الناعمة، الشقراء الخالية من العيوب.
إن هذه الفكرة عن المرأة تنعكس على مظهرها ولباسها، والصورة التي تصبو إليها، في تقديم نفسها جسدياً للعالم.
وهذه الصورة تمثّل هويتها، التي ترتكز على فكرة أن المرأة، هي التي تحدّد لنفسها كل مظاهر حياتها، وطريقة
لباسها، وعلاقاتها مع الرجال، إنها ترتكز على فكرة أن لا أحد غيرها يحدّد هذه الصورة، حتى الرب الذي خلقها. هذه
هي الهوية التي ترتكز عليها صورة المرأة الغربية، لتكون نموذجاً لصورة المرأة في جميع أنحاء العالم بما في ذلك
العالم الإسلامي. ويلعب الإعلام الغربي دوراً كبيراً في تقديم هذه الصورة من صناعة الموسيقى، والأفلام، وتقديم
الأزياء، ومواد التجميل، وإعلانات التجميل في المجلات واللوحات الإعلانية، ومنه كذلك البث العالمي لمسابقة ملكة جمال
العالم. ففي شهر كانون أول من عام 2002 شاهد العرض أكثر من مليوني شخص من أنحاء العالم. وانطلاقاً من هذه
الصورة للمرأة الغربية يُنظر للمرأة المسلمة على أنها قبيحة ومتخلّفة. فقد علّقت شاري بلير (زوجة رئيس وزراء بريطانيا)
بصراحة في سنة 2001م في مؤتمرٍ صحفي على طريقة اللباس الإسلامي للمرأة المسلمة قائلةً: "لا أعتقد أن هناك ما يمثّل تخلّف المرأة أكثر من البرقع"
وقال السياسي الفرنسي جان ماري لوبان عن الحجاب بأنه "يبعدنا عن النساء القبيحات" .
لقد أصبحت الصورة والمظهر، مصدر انشغال النساء في الغرب اللاتي ربطن الجمال بالنجاح والثقة وتقديرهن واحترامهن في المجتمع.
هل البحث عن الجمال مسألة اختيارية أم إلزامية؟
إن المرأة الغربية ترى أن البحث عن الجمال مسألةٌ اختيارية، وأنها حرةٌ في أن تحدّد لنفسها الصورة والمظهر اللذين
تريد أن تتبناهما في الحياة، على الرغم من أن الحقيقة بعيدةٌ كل البعد عن هذه النظرة السخيفة.
لقد حدّد المجتمع الغربي المقاييس التي تمثل المرأة الجميلة وهي أن تكون طويلة، رشيقة، جميلة، شقراء، مبهجة للحواس، وهذه النظرة للجمال تغصّ بها الآلاف من مجلات الجمال والموضة كمجلة فوغ و La. التي تباع يومياً في شوارع
لندن وباريس وروما ونيويورك، وتشجعه صناعة الجمال وأدوات التجميل، وتقدمه العارضات اللاتي يستخدمن في صناعة الإعلان حيث الجسم والمظهر المثالي يقذف على منازل الملايين يومياً مثل كلوديا شيفر، وسيندي كروفورد، ونعومي كامبل... فقد أصبحن مقياساً للنساء يطمحن إليه.ومع هذه النظرة الطاغية للجمال، والمسيطرة على المجتمع تشعر النساء الغربيات بضغطٍ مستمر لتتأكد من أنها ستظهر جذابة للرجال في المجتمع الذين تأثروا بدورهم بمثل هذه المفاهيم عن الجمال. لقد أصبحت المرأة مستهلكة ومهووسة
ومنشغلة غالباً بمظهرها أكثر من أية مسألةٍ أخرى ففي الولايات المتحدة تكرّس النساء العاملات ما يزيد على ثلث دخلهن للمحافظة على الجمال، ووجد أن 55% من النساء صنّفن المظهر على أن اكثر ما يجذب في المرأة، و1% فقط قلن الذكاء. وهذا الضغط لمجاراة التوقعات المحددة عن الجمال قد أنتج عقليةً مستمرة لعدم الأمان والرهبة في النساء الغربيات فيما يتعلق بمظهرهن: هل هي سمينة جداً، أو نحيفةٌ جداً، أو طويلةٌ جداً، أو قصيرةٌ جداً... حتى أن تقريراً صدر عام 1985 في نيويورك تايمز يقول: "غالباً ما يظهر المعاقون جسدياً رضاً كاملاً عن أجسادهم، بينما النساء القادرات جسدياً اللاتي رأيناهن لا يظهرن ذلك".
وصرّح الدكتور آرثر كي بالين الذي كان رئيساً للمنظمة الأميركية للشيخوخة في 1988م: "إنه سوف يفيد الأطباء النظر للقباحة ليس كشيء تجميلي بل كمرض".
في خضمّ هذا البحث عن الجمال أصبحت المرأة معاقةً بسبب قلّة الثقة واضطهاد العقل. وأصبحت حتى العارضات لا يثقن بشكلهن، ففي مقالٍ نشرته حديثاً جريدة الأندبندنت أظهر معاناة العديد منهن مثل كارين مولدر التي عانت من مرض فقدان الشهية والإحباط، وأخذت مؤخراً جرعةً مضاعفةً من كبسولات التنويم التي أدخلتها في غيبوبة. وهنا يبدو واضحاً أن فكرة أن الجمال يقود إلى السعادة وهمٌ وتخليط.
وإذا بحثنا في فكرة أن المرأة الغربية هي التي تقرر لنفسها طريقة لباسها، وتحدد ما هو جذاب، وما هو غير جذاب يمكننا أن نرى أن الحقيقة غير ذلك.
فصناعة الموضة العالمية التي تقدّر بـ 105 ألف بليون دولار (أضخم من نفقة الصناعة العالمية للأسلحة) هي التي تضع الأساس لما هو مقبول من اللباس للمرأة ولما هو غير مقبول، وهي التي تحدّد المظهر الجذاب من غيره مما يجعل المرأة تحسّ مرةً أخرى بالضغط لمجاراة الموضة حتى تُقبل في مجتمعها ولا يسخر منها أصدقاؤها أو زملاؤها. والذي يضع المقاييس في كيفية تقديم المرأة نفسها هم مصممو الأزياء المشهورون في العالم وغالبيتهم من الرجال مثل فرزاتشي وجون جاليانو... ومثل هؤلاء الرجال الذين يؤمنون بمبدأ الحرية التي تنبعث من اعتقادهم الدنيوي يرون أنهم أحرار برؤية المرأة في أي وضعٍ يتمنونه وقد عرفوا الملابس الجميلة أنها التي تظهر شكل المرأة وجسمها، وكلما كانت أقل ستراً كانت أكثر جمالاً.
لذلك فإن البحث عن جمال الجسد ليس اختيارياً بالنسبة للمرأة الغربية. وفكرة أنها حرة في اختيار شكلها بنفسها هي خرافة. وهذا الأمر لم يبنِ الثقة بالنفس، واحترام الذات في المرأة، ولكنه صنع عقلية عدم الأمان والهوس بمظهرها.
يتبع بإذن الله