إلى التي توهمت أن الحياة لا تكتمل بهجتها إلا بجوار زوج
إلى التي توهمت أن الحياة لا تكتمل بهجتها إلا بجوار زوج ..
لما الحسرة والندم وكأن باب الجنة قد اُغلق !
إلى الأخت الحبيبة
التي أخطأت حين ظنت أن روحها الطيبة
لا تكتمل سعادتها
ولا يزيد رونقها
ولا ترتقي إلى أعالي القمم الشامخات حيث يجلس السعداء
إلا بشئ من متاع الدنيا وزينتها
إنني أعنيك أنت
أيتها المطلقة أو العانس أو الأرملة
إلى التي توهمت أن الحياة لا تكتمل بهجتها إلا بجوار زوج
أقول قد أبعدت النجعه رحمك الله
فما الأمر إلا زينة فعلام الهم والغم
علام التحسر والأسف والأسى
علام هذا الحزن الذي يغمر وجهك الجميل المحيا ويُطفئ بهائه و تخبو خلف ذلك
محاسن تقاسيمه
إن الدنيا بأسرها رعاك الله لا تعادل عند خالقها جناح بعوضة
ولو أنها ذات قدر وشأن لاختارها محمد صلى الله عليه وسلم للبقاء فيها
والتمتع بما جعل الله في مكانها
لربما تسألين أختاه عن سبب كتابتي في هذا الأمر وما الذي دعاني إليه
فأقول
رأيتُ كثير من المطلقات ذهبت طاقتهن خلف الحسرة والندم على فوات زوج
وكأن باب الجنة قد اُغلق
ورأيتُ كثير من العوانس وهن لا يُخفين ذلك الألم الرهيب المستقر
في جوانحهم وصدورهن وألهاهن ذلك عن المسابقة إلى معالي الأمور في شأن الدين والدنيا
فأحببت أن اسطر لك هذه الكلمات التي قد أخرجتها والله من صميم قلبي و قرنته بجميل الألفاظ والكلمات
لعلني أكون قد أبلغت وأحسنت فقد أكون لك طوق نجاة أو دليل خير
اسأل الله تعالى ذلك
أسمعت بأولئك الأفذاذ الأعلام الذين
حفظ لنا التاريخ مآثرهم في العلم وبقاياهم في الفتوى
ودلالة الناس على الخير الذي حواه
الكتاب والسنة لهم
هناك الكثير منهم ماتوا عُزابا ولا نحسبهم أنهم
تركوا ذلك رغبة عن سنة نبيهم
ولكن غلبتهم هممهم فا أشغلتهم نفوسهم بطلب العلم وتحصيله
ونشره والعمل به والدعوة إليه
ومنهم
شيخ الإسلام احمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى وإيانا
وجميع المسلمين
لعلك رعاك الله قد رايتي ما ترك هذا الرجل من عظيم الأثر
وهذه كتبه لا تكاد تخلو منها مكتبة و مآثره يدرسها
طلاب الجامعات في جامعاتهم بل هي أعظم الزاد لقمع المخالفين
وأهل الأهواء والشبهات سوء كان ذلك في الفرق المنتسبة
للإسلام أو الأديان الأخرى المحرفة
ولو انك رحمك الله تتبعت ما كتب هذا الرجل
وأحطت بشئ من جملة ما كتبت أنامله الكريمة
لأحاط بك العجب من كل مكان
وخلاصة الأمر لم يمنعه حين كان اعزبا أن يكون شمعة في طريق
الناس ودليلا إلى الحق وجلدا لحوحا على الباطل وأهله لله دره
ومن النساء كذلك رعاك الله من لم تتزوج وقد
أحاطت بخير الدين والدنيا فكانت عاقبتها حميدة ولم يكن
عدم زواجها مانعا لها من أن تكون أنيسة كريمة عالية الهمة
تقود من حولها إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم
هذه عائشة رضي الله عنها وأرضاها وعن جميع أمهات المؤمنين
مات عنها زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي
في عنفوان شبابها لم تكمل العشرين بعد
و قد أخرجت لأمة محمد صلى الله عليه وسلم هذا العلم الوفير
الذي لا يستغني احد عن الأخذ به ونشره
وليس لها ولد وما تزوجت بعد نبيها ولا ينبغي لها ذلك
فيا أختاه
إن عالية الهمة كريمة الأخلاق صافية النفس
ليس لها الوقت أن تمضي أيامها في الحسرة والندم أو حتى
البكاء في أوائل الليل أو آخره لأجل أمر جعله الله قدرا مقدورا
إن بإمكانك أن تفعلي الكثير مما يجعلك والذي نفسي بيده
من أكمل الناس سعادة وأشرحهم صدرا
لعلك تريدين من الحجج والبراهين ما يؤكد لك أن كلامي
السابق صحيح من غير عله ؟ فأقول لك :
إنه كذلك ودونك ذلك ولن تري أثره حتى تجعليه
واقعا لك ذائبا في خاصتك وسترين بإذن الله كيف تصلين
إلى منتهى الأنس والحبور ولو أن الدنيا كلها انطبقت على الأرض
ما كان لذلك عندك أن يهز شعرة في بدنك
أذكر ذات مرة أنني قرأت في كتاب لا يحضرني والله
عنوانه واسم مؤلفه يقول صاحبه في افتتاحية كتابه
حول أسباب النجاح إن مما يجعلك سعيدا أن تشارك من حولك
في تحقيق أهدافهم ....
وهذا كلام جميل وله والله الأثر البالغ على من يطبقه
ويجعله من ضمن أهدافه في حياته الخاصة والعامة
وقد جاءت السنة الشريفة بتأكيد هذا المعنى
فمن النصوص التي تؤيد هذا المعنى ( خير الناس انفعهم للناس )
(خياركم خياركم لأهله )
( لان امشي في حاجة أخي أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد شهرا )
( لان امشي في حاجة أخي أحب إلي من الذهب والفضة )
( الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )
وغيرها كثير لو تأملتي السنة الشريفة لوجدت من مثل هذا ما يجعلك تعجبين منه ....
ولو انك أختاه كان لك هدفا أن تساعدي من حولك على
تحقيق أهدافهم ونيل مبتغاهم في أمر دنياهم ودينهم
لكنت على فراش السعادة تتقلبين
تعينين أخا أو أختا تسعين في إسعاد أمك وأبيك تصلين رحمك
أحسن ما تكون الصلة تستمعين إلى الآلام من حولك تحفظين
أسرارهم تشاركينهم أحزانهم تقترحين عليهم المرة تلو الأخرى
أجمل الطرق وأحسنها في كيفية تجاوز محنتهم ونكدهم
طليقة الوجه دائمة الابتسامة تبتدرين الحزين بالضحكة والنكتة
تدخلين على المهموم السرور تأخذين بيدك من كانت نفسه
تتقلب في هموم الدنيا لترفعيه إلى هم الآخرة وما ينتظر
المؤمن الصالح هناك من جنات فيها مئة درجة وفيها مالا عين
رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
أتعرفين يا عزيزتي ما الذي سيحدث بعدها
سيتمنى كل احد لو رآك حتى تحتفي روحه بجمال أخلاقك وعلو همتك
كل من حولك سيلهج لك بالدعاء أن يحفظك ويرزقك من خير الدنيا
والآخرة
وأقول بل والله سترين من الأثر ما يجعلك تنسين خاصة نفسك
وممتع أحلامك وجميل أهدافك فيما يتعلق بأمر دنياك
لن يبقى لك من الوقت ما يجعلك تذكرين مصابك لأنك حين ذاك
تريدين كل الوقت لجعل من حولك سعداء تعلوهم آثار الفرحة
والسرور برؤيتك والتحدث إليك ......
اعرف امرأة مطلقة صالحة كانت أخلاقها شبيهة بمثل ما ذكرت لك توفيت رحمها الله تعالى.... والله العظيم لقد غبطتها على خاتمتها الحسنة تقول إحدى قريباتها أنها ساعة وفاتها رأتها تتناول شيئا وتضعه في فمها فسألتها عن ذلك فقالت لم أتناول مثل هذا العنب الحلو من قبل ..!! رحمها الله وإيانا وجميع المسلمين واشهد لله أنها كانت صالحة تسعى في الخير وتدل عليها جعلنا الله من أهل ذلك ....
ولقد كانت هذه الأخت مجرد رؤيتها باعثة على الفرح
والسرور لا ينتظر أحد أن تأتي لتنطلق بكلام يخترق الأرواح
بل يكفي مجرد النظر إليها
أختاه رعاك الله وجعل منك منارة للهداية والدلالة على الخير
هل تساءلت يوما
كم هم أولئك المتزوجات السعيدات حقا بحياتهن الزوجية ؟!!
أنظري من حولك وابحثي عن إجابة شافيه وستجدين والله
ما يجعلك تحمدين نعمة الله عليك .....
فمن النساء من زوجها ردئ الخلُق وإن كان صاحب دين
لا يعرف لها فضلا
ولا يؤدي لها شكرا
ولا يرى لها حقا عليه أو واجبا يؤديه
ومثلها مثل الجارية
يغضب حين تغفل أو تنسى أداء حقه أو شكر فضله
ولا يذكر لها من الخير والحق شيئا
ومن النساء من زوجها كفقراء اليهود ليس له من الدين والدنيا شئ
لا يعرف ما صلاة ولا صوم ولا حج وهو مع ذلك من أفقر خلق
الله واقلهم في دنياهم مستحكم الغفلة والغباء شديد البأس
على امرأته جبانا كالنعامة مع أهلها وذويها
قويا على زوجته أرخما على أنداده من الرجال
ومن النساء يا عزيزتي من زوجها لا هم له إلا عمله وتحصيل مادته
والزيادة في أسهمه وتدفع الزوجة ثمن تضحيته بعافيته ووقته
فلو رايتها يا أختاه تصارع الجدران وتشكو هجير الرياح وصفيرها
على غرفتها وكأنها في عالم أشباح
لا يرى لها من الحق والواجب إلا ساعة النوم أما غير ذلك فهو
لعمله الصديق الصدوق الرؤم الحنون الشفوق أما لزوجته فليس لها
من أدنى ذلك حظ ولا نصيب
ومن النساء يا أختاه من زوجها نصف يومه في أعماله ونصفه
الآخر لزملائه لا يأتي بيته إلا لأجل وسادته فينام غارقا
في أحلامه وزوجته لا ترى وجهه إلا مرتين مرة في الصباح
عند مغادرته ومرة في المساء عند رجوعه من عند أصحابه
والكثير من هؤلاء النسوة يا أخوتي قد استحالت
حياتهن الزوجية كالجحيم في باطنها لا يرى له أحد
من الخارج اثر لأنه استمكن من روحها وما يمنعها من فراق
هذا الزوج إلا جملة الأولاد الذين رُزقت بهم
تخاف عليهم الضياع أو التشرد أو أن ينال نفسياتهم
ما يضرهم في مستقبلهم فمن اجل ذلك
فهي بين أمرين أحلاهما مُر
تحتفظ بكرة الجحيم في صدرها
وتُكره حالها على ملازمة هذا الزوج الذي لا يرعى لها
حظا ولا يعرف لها قدرا
وقد تكون تمنت يوما أن منيتها قد سبقت هذا النصيب
الذي قلب أيامها بؤسا وشقاءا إلا مارحم الله تعالى
ومثلها في حياتها الزوجية
مثل رجل تدلى من حبل مشنقة جسد بلا روح و منظر يُغري
القادم من بعيد أن صاحبه ذا بأس فإذا جاءه لم يجد فيه شيئا
فيا عزيزتي إن الكثير ممن حولك في حياتهم الزوجية
كسراب بقيعه إذا ذهبتي إليه لم تجدي شيئا .....
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الناس كإبل مئة لا تكاد تجد فيهم راحلة ) .....
أيقنعك يا أختاه ما ذكرت لك سابقا أن الخير ليس في ما يظنه
الإنسان ويعتقده بل فيما يختاره الله تعالى لعبده وهو أعلم به
وأدرى بحاله من نفسه وأشفق عليه من أمه ولأجل هذا يا عزيزتي
شرع لنا هذا الدين العظيم الجميل الإستخارة في كل حين ووقت
لأجل أن يسبق قدر الله الذي فيه الخير أقدارنا التي يعتريها النقص
والخلل ..
كلام جميل وجزاك الله خير الجزاء في الدنيا والاخرة على هذا الموضوع وفيه المساعدة والتشجيع على الصبر على البلاء الشئ الكثير، ولكن سبحان الله ، حب المراة للارتباط بالرجل من اجل الزواج والاستقرار شئ غريزي لتحقيق غريزة الامومة، كما ان الزواج نصف الدين وهو عصمة، رغم صعوباته فقد لا تعيش الواحدة منا سعيدة في زوجها او قد لا ياتي نصيبها او اها قد ترملت او تطلقت فعليها بالصبر والاحتساب، وانتظار الفرج من الله ، فكل شئ عليه الاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، فكل امر المسلم خيرا اذا منعناه وصبر كان له الاجر على صبره، واذا اعطيناه فشكر كان له الاجر على شكره لله، فالحمد لله رب العالمين ، اللهم حصن نساء المؤمنين وافرج كربهن وضيقهن واعطهن الاجر والثواب في الدنيا والاخرة جزاء بما صبروا
روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه
( قد ماتت له امرأتان في الطاعون وكان هو مطعونا أيضا فقال زوجوني فإني أكره أن ألقى الله أعزب )
وقال ابن مسعود رضي الله عنه
( لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام وأعلم أني أموت في آخرها يوما ولي طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة )
فأين نحن من هؤلاء نشترط ونشترط ونشترط ثم ننظر الى انفسنا وكاننا حور عين لا عيوب فينا ونتوقع ان نعامل كاميرات ؟؟؟؟؟