قد أختلف مع الشاعر نزار قباني في كثير من الأمور أو أتفق معه ، ولكن الحق يقال إن بعض قصائده أخاذة تسلب العقول وتأسر الألباب ... إنها وببساطة ذات سحر جذاب !!
ومن تلك القصائد التي نالت إعجابي قصيدة ( إلى رجل ) صاغها الشاعر على لسان امرأة ما مصورا بدقة متناهية وبإحساس مرهف كيف تكون حياتها من غير رجل .. أدهشني العمق النفسي الذي وصل إليه الشاعر في فهم مكنونات المرأة ومحاولته سبر أغوارها لفهم طبيعتها العصية على الفهم عند البعض ...وفي كثير من الأحيان يغني فهم الرجل وتفهمه لمعاناة المرأة عن كثير من كلمات العزاء والمواساة ..
وقد اخترت لكم من قصيدة ( إلى رجل ) هذه الأبيات المعبرة ..
انزل قليلا عن الأهداب يا رجلا
مازال يقتل أحلامي ويحييها
كفاك تلعب دور العاشقين معي
وتنتقي كلمات لست تعنيها
كم اخترعت مكاتيبا سترسلها
وأسعدتني وردودا سوف تهديها
وكم ذهب لوعد لا وجود له
وكم حلمت بأثواب سأشريها
وكم تمنيت لو للرقص تطلبني
وحيرتني ذراعي أين ألقيها
ارجع إلي فإن الأرض واقفة
كأنما الأرض فرت من ثوانيها
ارجع ...فبعدك لا عقد أعلقه
ولا لمست عطوري في أوانيها
لمن جمالي ؟! لمن شال الحرير ؟!
لمن ضفائري منذ أعوام أربيها ؟!
ارجع إلي كما أنت صحوا كنت أم مطرا
فما حياتي إن لم تكن فيها ؟!!
أبلغ بيت في الوصف :
ارجع إلي فإن الأرض واقفة ..
كأنما الأرض فرت من ثوانيها ..