إخوتي سبق وأن نقلت لكم مقطعا من هذا الكتاب المفيد جدا وهو بعنوان
(بداية كاتبة) للكاتبة هناء الصنيع وفقها الله.... ونظرا لأهميته في تطوير مهارة الكتابة في منتدانا الحبيب لنحافظ على تميزه ..... وكذلك هو يجيب عن كثير من التساؤلات التي تدور في ذهن الكاتب وييسر أمامه الطريق ويحفزه بقوة.........
من أجل هذا كله يسعدني أن أنقله لكم يوميا إن شاء الله فتابعونا وأهلا بكم
المقدمة
بسم الله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، أحمده وأستعينه وأستغفره ثم أصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، أما بعد :
فهذا الكتاب هو بداية كاتب ..
كما هو بدابة كاتبة ..
فهو يخاطب الجميع ( الإخوان والأخوات ) ..
ولكن رغماً عني أجد قلمي يميل للكتابة بصيغة (هن) دون (هم) ربما لأني (منهن)..!
وإن كنت أقصد بكلامي الجنسين ..
هذا الكتاب يشير إلى بعض المهمات الكتابية .. بينما يركز على الناحية الإنسانية والحفز .. فهو يأتي كطبق المقبلات في بداية الطعام ، وما عليك إلاَّ أن تستمتع به تمهيداً لما بعده ..
بداية كاتبة
بداية كاتبة ..
فراشة تخرج من شرنقة ..
تطل بألوانها الزاهية ..
كاتبة تحتسب الأجر ..
وتشرح الصدر ..
تتمايل الأحرف مع تمايل قلمك ..
إنها بدايتك .. إنها حياتك
إنه الخط الذي ترسمينه لنفسك
فهل سترسمين خطاً مستقيماً
إلى رضا خالق اللوح والقلم (سبحانه) ..؟
أم خطوطاً متعرجة .. م . ت. ق . ط . ع .ة
تضيع عليك الأيام والليالي ..
بينما الأخريات سبقنكِ في الوصول .
وما زلت تتخبطين في المتاهات .. ؟
بداية كاتبة ..
تسير في طريق طويل لتصل ..
قد يهتز قلمك ، ويرتجف كيانك ..
فتماسكي لتعبري جسر البداية ..
وليكن هذا الكتاب صديقاً لك
يحكي معك لذة الكتابة وزادها ..
ولكنه يظل خيطاً رفيعاً يحتاج أن تجمعيه مع خيوط أخرى
لتنسجي بقلمك عذب المعاني ..
ـــــ ـــــ
قلم من ؟
هو قلم خاص !
لأن .. مداده التقوى
لأنه .. يسقى العقول بماء العلم
لأنه .. لا يؤذي إنساناً إلاَّ بحق
لأنه .. يرسم الخير على لوحات الحياة
لأنه .. لا يكتب رياء ولا سمعة بل لوجه الله
إنه قلم فتاة مسلمة ..
لعله يكون قلمك .
ـــــ ـــــ
املئي حياتك
هل مللت
من المكوث في المنزل ؟
من إنتظار الوظيفة .. والزواج ؟
من طول وقت الفراغ ؟
من إنتظار الإنجاب ؟
هل تشعرين
بالغربة ؟
بالوحدة ؟
إذاً .. أين أنت من الكتابة ؟
التي ستملأ حياتك ووقتك بالسعادة الروحية عندما ترين استفادة الناس مما تكتبين ..
ساعات الفراغ الطويلة هذه حوليها إلى ( عبادة الكتابة ) ..
نعم تعبدي اله بما تكتبين ولو كان بسيطاً في نظرك فهو عند الله عظيم ، لأنك تسعين لمرضاته سبحانه بما تملكين من قدرات ولو متواضعة ، فالله بك عليم ، وعلى توفيقك والفتح عليك قدير ..
ـــــ ـــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل أن تكتبي
قال الرافعي رحمه الله : ( إذا لم تزد
شيئاً على الدنيا زائداً عليها )
ماذا تحتسبين عند الكتابة ؟
1. عبادة الله ، إمتثال لأمر الله ، لتكسبي الحسنات وتحققي الغاية التي من أجلها خلقت فالكتابة في الخير تدخل في ( العبادة بمفهومها الواسع ) ..
قال الله تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ﴾ .( فلا طريق للفلاح ، سوى الإخلاص في عبادة الخالق ، والسعي في نفع عبيده ، فمن وفق لذلك ، فله القدح المعلَّى من السعادة ، والنجاح والفلاح ) .
2. شكر نعمة : اليد ـ البصر ـ السمع ـ العقل ـ العلم ـ الكتابة ـ الفراغ ـ الصحة . وذلك بتسخيرها في طاعة الله من خلال الكتابة الهادفة ، قال الله تعالى : ﴿ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ﴾ . ( خص هذه الأعضاء الثلاثة ، لشرفها ، وفضلها ، ولأنها مفتاح لكل علم ، فلا يصل للعبد علم ، إلا من أحد هذه الأبواب الثلاثة …وذلك لأجل أن يشكروا الله ، باستعمال ما أعطاهم من هذه الجوارح ، في طاعة الله ، فمن استعملها في غير ذلك ، كانت حجة عليه وقابل النعمة بأقبح المعاملة ) .
3. أمر بمعروف أو نهي عن منكر ، قال الله تعالى : ﴿ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم من بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز
حكيم ﴾ .
4. دعوة إلى الله ، عن الحسن البصري رحمه الله أنه تلا هذه الآية : ﴿ ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ﴾ ، فقال : هذا حبيب الله ، هذا وليٍّ الله ، هذا صفوة الله ، هذا خيرة الله ، هذا أحب أهل الأرض إلى الله ، أجاب الله في دعوته ، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته،وعمل صالحاً في إجابته ، وقال إنني من المسلمين ، هذا خليفة
الله ) .
هل أعجبك ذلك ؟ ..
نكمل غدا بإذن الله