
حادث مؤلم؟ إخفاؤه أو تجاهله يؤذيهم أكثر!ساعدي أطفالك على مواجهته
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، احبتي في الله ... احب ان اشاطركم ما اراه ان شاء الله مفيدا... فاليكم هذا الاقتباس المفيد ان شاء الله ... قراءة ممتعة ********* .........***********..........***********......... ..********
حادث مؤلم؟ إخفاؤه أو تجاهله يؤذيهم أكثر!ساعدي أطفالك على مواجهته المرض أو الموت أو الحوادث المؤلمة هي جزء من الحياة. هذا ما يقوله خبراء علم نفس الأطفال وينبهون إلى ضرورة الانتباه للتعامل مع أطفالنا من خلال اعتماد أسلوب لمواجهته والاعتراف به بدلاً من اخفاء الأمر والتحايل على الصغار وهو أسلوب ثبت انه أكثر أذى لهم من معرفة حقيقة الأمر. ونحن من خلال إيماننا نعتاد تقبل الحوادث المؤلمة أو المصائب، ولكن ما هي أفضل الطرق للتعامل مع الصغار حول هذه الأمور؟ هنا حكايات وتجارب ونصائح. تقول سعاد: عشت تجربة خاصة مع ابنتي (8 سنوات) التي كنت مضطرة مرتين لشرح حدثين مؤلمين عاشتهما العائلة، الأول خاص بشقيقتي التي توفيت في حادث مؤلم واحترت أن اشرح لابنتي التي كانت أيامها في عامها الرابع والتي كانت دائمة السؤال «لماذا ماتت وهي صغيرة؟ وأين ذهبت؟» كل ما كنت أجيبها هو أنها رحلت إلى عالم أفضل وسترتاح من الألم الذي كانت تتألمه بسبب الحادث، وحاولت معها أن تقول «رحمة الله عليها» كلما ذكرتها، لكن أسئلتها لم تنضب، وفي المدة الأخيرة تابعت قصة طفلة قريبة لنا في عامها الثاني اصرت ان نعودها احدى المرات وهي ترقد في المستشفى وكانت طفلة جميلة لكن مرضها كان فتاكا فتوفيت بعد مدة، وتكررت الحكاية ورغم اخفائي خبر موتها. وجدت نفسي مضطرة لإبلاغها الخبر، فانفجرت بالبكاء حضنتها وأفهمتها أنها ذهبت لتكون «طائراً في الجنة» فسألتني وهل ستنزل إلينا لنراها؟ حاولت أن ألهيها ونصحتها بأن تطلب الرحمة لها لأن الدموع ستؤلمها أكثر، وفعلاً كفكفت دموعها وبعدها ذهبت للنوم، وبعدما تفقدتها وجدتها تبكي تحت الغطاء، تألمت وحاولت أن أطمئنها وفاجأتني قائلة: «قولي يا ماما بشرى ستشفى عند الله حين تشرب ماء الكوثر» لم أفارقها حتى نامت وأنا أقرأ لها قصة طويلة. اسئلة غير متوقعة وتحكي أمل عن تجربتها مع ابنتها (4 سنوات) حين علمت بوفاة طفلة احدى الجارات فسألتها اذا كان الأطفال يموتون. تقول أمل: قلت لها عندما سألتني لماذا يموت الأطفال؟ لأن الله سبحانه وتعالى أراد ذلك. لكن لم أسلم من أسئلتها: لماذا وكيف؟ ولم يكن أمامي إلا أن ألهيها باللعب معها أو تغيير دفة الحديث. خوف من الحدث! أما فتيحة فتعتبر كيف أن التعامل في بعض المواقف يصبح صعباً للغاية لكن الطفل بحدسه يستوعب أشياء كثيرة ويحسن التصرف، تقول: كانت ابنتي ذات الثماني سنوات شاهدة على وفاة والدتي رحمها الله العام الماضي وكانت محيطة بها إلى جانب أحفاد آخرين، وحينما بدأ البكاء في كل اتجاه، لم أنتبه لها في تلك اللحظات العصيبة لكن اختي اخبرتني ان ابنتي بمجرد سماعها البكاء أصمت أذنيها بيديها وامتقع لونها وهرولت خارج الدار لتقبع في السيارة مدة طويلة قبل أن يهدأ روع البيت. رأي علم النفس - الحياة تستمر تقول الدكتورة فاطمة اللعبيش (اختصاصية في علم النفس والاضطراب السلوكي لدى الأطفال) بأن تعامل الأم مع الطفل في مواجهة حقائق الحياة كموت احد افراد الأسرة مثلا يختلف باختلاف المرحلة العمرية التي يمر منها الطفل، فمرحلة ما بين 3 و 9 سنوات تختلف كليا من مرحلة ما بين 9 إلى 14 سنة، أما النقطة المشتركة بينهما فهي ضرورة التزام الصدق وعدم الكذب أو تأجيل قول الحقيقة لفترة طويلة جدا، والمرحلة الأولى من عمر الطفل تستلزم محادثة الأهل للطفل بطريقة مبسطة وواضحة تتناسب مع عمره. تقول د. فاطمة الموت ينبغي نقله بحذر كبير بإفهام الطفل بأنه يمكن ان يقع لأي انسان سواء من الأسرة أو الأصدقاء أو الجيران دون تمييز وتتدخل فيه المشيئة والقدرة الإلهية فقط ويمكن هنا تشبيه الأمر بلعبة أو دمية يمكن للإنسان تكسيرها لأنها من دون روح، أما الإنسان فله روح يأخذها الله متى يشاء، وعند هذه النقطة يجب الحرص على عدم توصيف الموت بظاهرة سلبية فقط تغتصب الإنسان وتسلبه من يحب أو أن الموت عقاب على أخطائنا بل انه رغم تسببه للألم لنا غير انه قد يكون ايجابياً حين يموت الانسان فيتخلص ويرتاح من آلام المرض والعجز، وكذلك ضرورة وجود الموت من أجل استمرار الحياة وتوالي الأجيال من الجد إلى الأب إلى الحفيد، أي أن الموت تعقبه الحياة. ومن أهم ما يجب التأكيد عليه للطفل: > أن الحياة العادية يجب أن تستمر. > أن بإمكاننا التعبير عن أحزاننا ليس بالبكاء والنواح فقط. > أن تذكرنا لمن فقدنا يجعلنا نقوى على حزننا، وهذه القواعد أساسية وهي ضرورية حتى لا يعيش الطفل حالة من الخوف والقلق. جرعات الحب يسبب الحادث المؤلم للاطفال في المرحلة العمرية (9 ـ 14 سنة) يسبب لهم حساسية كبيرة لاتساع وعي الطفل وإدراكه الجيد للزمان والمكان وكذلك لطريقته التملكية في النظر إلى المحيطين به باعتبارهم مصدراً للمتعة والسعادة، وعدم استعداده المطلق لفقدان احدهم لأي سبب من الأسباب، ونتيجة لذلك قد تحصل له بعد الصدمة النفسية الأولى حالة من ظهور أعراض الكآبة والقلق المبكر إذا لم يحسن الأهل التعامل مع حالته، أما العلاج الفعال والناجح هنا فهو: > ضرورة إشباع ما يمكن إشباعه من حاجاته النفسية والعاطفية بمضاعفة جرعات الحب والحماية والأمان خاصة عند فقدان الأم التي يجب تهييء بديل لها واستحضار صورتها عن طريق الجدة أو الخالة أو العمة أو المربية. > الدور الجوهري للأب. > الطلاق رغم آثاره السلبية الكبيرة على الأطفال قد يكون أقل تعقيداً في محاولة الأهل تبريره وشرح ظروفه للطفل بعد استحالة الحياة بين الأبوين لكن الأهم للخروج بأقل الخسائر النفسية الناجمة عنه أي في تفادي قطع صلة الطفل النهائية أو لمدة طويلة بأحد أبويه المطلقين. النقاش مهم! حقائق الحياة لا تقتصر على الأحداث الفجائية التي تعصف بهدوء وسكينة البيت بل تتعداها إلى أمور أخرى عديدة، فالطفل ما أن يبلغ الثالثة من عمره حتى يتحول فضوله من تلمس الاشياء واكتشافها بحواسه الى صورة رمزية تأخذ طابع السؤال والاستفهام، إنها مرحلة الأسئلة التي تثيره للبحث عن كل ما هو غامض، لهذا على الأم أن لا تتوقع من طفلها أن يقتنع بسهولة بما تشرحه له فأسئلته ستتوالى دون ملل أو كلل لأنها علامة على تنامي الذكاء وقوة الخيال لهذا من الضروري اهتمام الأهل بتوسيع لغة الطفل عن طريق التكلم معه واتاحة الفرص له بالتحدث والاجابة عن تساؤلاته بصورة واضحة لأن اتصال الأطفال لغويا على عكس الاعتقاد السائد مع راشدين متفهمين يحقق الكثير من الفوائد كما أن مناقشتهم في بعض التفاصيل وإتاحة المجال لهم لإبداء رأيهم، كل هذا له دور كبير في بناء إنسان واثق من ذاته قادر على التفكير باستقلالية بعيداً عن تأثير الآخرين عليه. وتنبه الدكتورة فاطمة اللعبيش الى الآتي: > الا يقدم الأهل مغالطات حول المواضيع التي تثير تساؤلات طفلهم فهذا يجعل الشك وعدم الثقة يستحوذان عليه. > اخبار الطفل بأنه سيعرف المزيد ويفهم بشكل جيد مع تقدمه في العمر: فهذه الطريقة تعطينه فرصة للتأمل وتحثين ذهنه على التفكير وتصحيح المفاهيم تلقائيا أو بمساعدتك دون أن تضطري للكذب. مبادئ أولية > يمكن للأم أن تعمل على توسيع دائرة إدراك الطفل بالأشياء وذلك بشرح بعض المبادئ الأولية والأساسية كبداية الخلق مثلا وكيف أوجد الله ـ هذه القوة التي نحس بها ولا نراها ـ شخصين هما آدم وحواء ومن سلالتهما خلق باقي البشر. > يمكن أيضا تنمية قدرته على التفكير الصحيح بعمل بعض التجارب كتجربة بخار الماء ناقشيه فيها ماذا حدث للماء وكيف حدث، ازرعي معه بعض البذور وساعديه في إروائها بالماء، ماذا حدث للبذرة؟ فاهتمام الوالدين بإنماء ذخيرة الطفل الفكرية وتعزيز قدراته على التفكير والتحليل سيوفر عليهما الكثير من الجهد من أجل بناء فرد سوي يستمتع بالحياة ويتشوق لفهم أفضل.