طفلةٌ أمّ لثلاثة أطفال. مطلقة
هاااااااااااااي
مالي أراكم لا تردون ؟
أوه ، نسيت تحية الإسلام ،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
لكن على الأقل ، لو رديتم و قلتم : و عليك الهاي!
صراحة : خفت أن أبدأ بـ : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و تقولون : هذا ( مطوع ) سيثقل دمه علينا.
حسبي الله عليك يا سلوى ، ما تركت في عقلا و زدتيني سقما.
بالتأكيد لا تعرفون سلوى .
سلوى هذه محترفة انترنت درجة أولى.
مطلقة ، أم لثلاثة أطفال.
يتيمه ، أبواها متوفيان ، تسكن في شقة منفردة.
نسيت أحدثكم عن نفسي،
أنا أيضا ، محترف درجة أولى انترنت.
أضحك على الفتيات على الإنترنت و أوهمهن برغبتي في الإرتباط بهن ثم لا أفعل .
لا تفهموني خطأ،
لست أريد منهن أن أخلو بهن أو أكشف عوراتهن ، إنما هي متعة
مسنجر أو جوال و انتهى الأمر ، ثم أغير الجوال و أغير المسنجر و أصيد صيدة أخرى.
لا تعجبون ،
السوق مربح هذه الأيام بكثرة ، خسرت في الأسهم و فشلت في كل شيء في الحياة
فأردت أن أربح مع الفتيات!
من كل الألوان هن ، تريد مقلي ، تريد مشوي ، تريد سوشي ياباني ،
موجود موجود و ببلاش بعد.
ها ، لا تكفروني ، أنا أشهد أ إله إلا الله و أحافظ على الصلوات.
لكن عندي معاصي ، و أحاول جاهدا الإقلاع عنها . و إليكم موضوعي و برهاني.
وصلت إلى مرحلة أني أريد أن أتزوج فعلا . لا والله إني كذاب.
كان هذا قبل أن أعرف سلوى .
عندي قاعدة : ليس كل من يدخل برامج التشات من البنات فاسدا .
عادي لو أتزوج من النت.
لكني ما رأيت إلا فاسدات.
منهن من تحضر لسنوات و لا يسمع صوتها أبدا و لا تكتب إلا طيبا .
بحكم خبرتي في التشات لتسع سنوات .
كانت سلوى هي الوحيدة التي ما رأيتها تتحدث أبدا كل تلك السنين ،
تكتب فقط و تسأل و تجيب .
كنت أثقل الشباب مع البنات ، أتصنع الثقل حتى تعجب بي فلانه و تقول : هذا ماهو راعي بنات .
ما كن يعلمن مسكينات أنها حيلتي في الإيقاع بهن ، و كم أوقعت و أوقعت منهن .
ماعاد ينفع اسلوب الغناء بصوت جميل ،
و لا خلفية رومانسية و إلقاء قصيدة ، لا لا .
لم يعد ينفع إلا أن تكون ثقيلا و لبقا .
لو سمعتموني أتكلم في الأدب لقلتم نجيب محفوظ زمانه ،
و لو تكلمت في السياسة لقلتم سعود الفيصل بحنكته ،
ولو سمعتم هدوئي في الحديث و بلاغته لقلتم سيبويه النحوي حضر عندنا.
وأنا لست هذا و لا ذاك ، صعلوك سربوت خريج الشارع بامتياز.
كان لسلوى غرفة تملكها في برنامج المحادثة .
دخلت يوما عندها مع من حظر ، ولسبب لم يكن مقنعا ، طردتني .
لو كنت خفيفا : لسارعت و أرسلت لها رسالة خاصة : لم الطرد ، و أنا آسف.
لكني كنت ذكيا و علمت أنها محاولة منها للتعرف علي بهذه الطريقة ، على قاعدة :
( من سبك حبك ) .
طنشتها و أنا قلبي يقول : يأتي يومك يا سلوى و آخذ حقي منك .
رأت مني جفاءا لشهور ، تنتظر مني ان أكتب إليها : لماذا طردتني ؟
لكن لم يحصل مني هذا ، فسلكت سلوى حيلة أخرى معي .
أصبحت ترسل لي نصائح دينية على الخاص .
معقولة : تطردني من غرفتها و تمنعني من الدخول للأبد و في نفس الوقت ترسل لي نصحا و حكما
على الخاص ؟
علمت حينها يقينا أن تلك علامة من علامات رغبتها في التعرف علي لكن بشكل غير مباشر .
أرسلت إليها بعد شهور : عجبي منك ، كيف تطردينني و تحرصين على إهدائي نصائح كل يوم !! .
ممكن أعرف سبب الطرد ؟
قالت ، لا أحب أن يضايقني أحد ، غرفتي و أنا حرة فيها .
تريدني أن أحذفك من قائمة الأسماء لدي ؟
كان جوابي هكذا : على الرحب و السعة ، أسعد الأوقات عندي .
لو غيري لقال : لا لا لا ، أنا آسف إذا ضايقتك و أرغب أن نكون صديقين .
كان جوابي بتلك الطريقة فيما بدا لي ( جذابا إليها ) فقالت لي :
في الحقيقة لا أود أن أخسرك ، أنا أرتاح لوجودك في غرفتي ،
فقلت لها : و غرفتك أيضا كانت مكانا لراحتي يومئذ .
قالت : لديك مانع في أن تعود إلينا ؟
قلت : لا .
فدعتني و ذهبت.
بدات تزيد مراسلاتها يوما عن يوم على الخاص .
فأحببت أن آتيها بقميص المهذب العفيف ، و أنا من داخلي دنيء خسيس ،
قلت لها : لا يعجبني هذا الذي نفعله أنا و أنت على الخاص.
أنا رجل أريد الزواج ، إن كنت تسعين إلى الزواج من وراء علاقتك هذه فانا أتمها معك ، و إن كنت تريدين
التسلية فقط فأنا أنصرف .
زاد إعجابها و ثقتها في أكثر ، و رأتني جادا و أنا أكثر مراوغة و تلاعبا من مارادونا .
قالت في نفسها : لا يمكن أن يكون شخص يكذب في علاقة و يبدأ بأمر الزواج في أولها ، الكثير من
الشباب يخاف من أن تأتي سيرة الزواج على لسان الفتاة فيهرب حينها لأنه لا يريد إلا الإستمتاع.
و ثقت في سلوى ثقة كبيرة ، مسكينة سلوى.
ساقول لكم كيف كان مفعول ( كبسولة ) الزواج قويا عليها ،
حصلت على رقم جوالها في نفس الجلسة ، ياااااااااااااااااحلاوة ،
هذه هي التي كنت أحسبها لا تكلم أحدا ؟ لا تلوموني ،
تسع سنوات ما سمعت صوتها على التشات.
كلمتها تلك الليلة لمدة خمس ساعات متواصلة .
قالت لي : ان شاء الله ينتهي هذا الأمر بالزواج ، لكن لو كان في القدر ألا نتزوج فنبقى صديقين ،
اتفقنا ؟ ( كان هذا ما أردته ) لكني قلت لها : أخاف أنك مترددة بهذا الشأن ؟ إن كنت مترددة فسأقطع
الكلام معك حتى تتأكدين وتقررين .
( أصلا أنا من يوم عطتني جوالها غسلت يدي منها.)
رأتني حريصا جدا فزادت ثقتها في ، و أنا أكذب الكذابين .
بس شوف ، لا بد نشوف بعض يمكن ما نعجب بعض ،
أنا قلت متغابيا : بالطبع بالطبع ، فيه زواج من غير رؤية شرعية ؟
قالت لا لا ، أقصد نشوف بعض في مكان ما ، في سوق أو كافيه
( الله يخلي رجال الهيئة لأمثالي و أمثالها ) ،
ألحت علي إلحاحا شديدا ، قلت أين ؟
قالت في السوق الفلاني عند المحل الفلاني في الساعة الفلانية .
بس شووووف ، ترى من بعيد بس ، قلت أكيد أكيد .
شافتني ولا شفتها ، كانت متغطية و أنا كاشف ! ، لكن جسمها و طولها ؟ ما شاء الله تبارك الرحمان.
تقابلنا من الغد و تحدثنا .
قالت هكذا : وااااااااااااااو و سيييييييييييييييييييييييييم
قلت لها : وااااااااااااااااو ما أقبحك .
وشوووووووو ، قبيحة ؟
قلت : لم أر منك شيئا ، عدم وجود الماء أقبح و أصعب من وجود ماء ملوث .
قصدي : عندما لم أر منك شيئا كان ذلك بالنسبة لي أقبح من أن أرى فيها قبحا حقيقيا .
لكن ما شاء الله يا سلوى : قوامك فتان .
ضحكت وانبسطت سلوى ، يا حليلها .
استمر حديثنا على الجوال أياما عديدة ، ساعات طويلة طويلة طويلة .
وين بنسكن لو تزوجنا ، متى بننجب أطفال ، وش لون أثاث البيت ، وين بيكون البيت .
حتى من زائد ثقتها في أمر الزواج ، كانت تدخلني غرفة نومها ! ، لكن في الجوال ! وافهم يا فهيم .
في يوم كان منى بالنسبة لي و تعيسا بالنسبة لها سمعت منها اعترافا شيقا !
بقول لك شي لازم تعرفه يا فلان من الآن ،
تفضلي ، قولي الذي في خاطرك ،
ترى أنا سبق لي الزواج ، بسرعة قلت لها : ما يهم ، دام فيه حب بيني و بينك .
كم استمر زواجك الأول :
خمس سنوات .
ما في مشكلة ، الله يعوضك خير بي ، هذه هي الحياة .
أردفت : و بعد ودي أقول لك شي لازم تعرفه من الآن .
عندي ثلاثة أطفال ، و لدين و بنت .
أردفت بسرعة : ما شاء الله، الله يخليهم لك ، لا يهم أن أتزوج بكرا أو ثيبا من دون أطفال ، المهم
انك تحبيني و أحبك .
زاد اعجابها في و تعلقها بي ، وبدأ مشوار التخلص منها عندي ، أصبحت كاسدة ! .
جاء دور الدبلوماسية في الفكاك منها .
قالت سلوى مرة :
نشأت في بيت محافظ جدا ، أبي و أمي رحمهما الله كان مستقيمين بشكل كبير .
يكرهان كل حرام و يحبان كل خير ، ينشآنني أنا و إخوتي على المكارم و الأخلاق
و حب الخير و حفظ القرآن والإحتشام إلى أن كبرت و تزوجت ، تزوجت من مستقيم أيضا ،
أنجبت منه الطفل الأول ثم توفي والدي واحد تلو الآخر في فترات متقاربة رحمهما الله.
بدأ تمردي بسبب صويحباتي ، كنت أزورهن و يزرنني و أرى فيهم ما لا أراه في من اللباس
و الإهتمام باللباس و الحديث عن المسلسلات و الأفلام حتى وصلت إلى قناعة أن الحياة التي كنت
فيها مع والدي و مع زوجي حياة سقيمة ( أستغفر الله ، بحسب فهمها ) و أردت بل قررت أن أصبح مثلهن ،
قررت أن أشتري كل موضة تستجد و أقلدهن في اللباس و المكياج .
أصررت بشدة أن أشتري ستلايت قنوات فضائية و أتابع كما يتابعون ، أتيت به و زوجي غير راض ،
فصرت أتابع كل شيء فيه في غيابه و أغلقه في حضوره حتى صرت تماما كما يكن صديقاتي .
زوجي لم تعجبه حياتي و أخذ يضايقني فيما أحب حتى ساء حالي معه و طلقني طلاقا رجعيا .
كنت حاملا بالثاني و أرجعني قبل نهاية العدة ووضعت ابنتي الثانية عنده ، لكني لم أزل على
تغيري الذي لا يعجب زوجي المستقيم . تزوج هو بأخر فأردت أن أبتعد عنه بشقة لي لوحدي و لأولادي ،
و كنت أنوي أن أنفصل عنه لكن بعد ما يكبر ابنائي قليلا ، مكثت سنتين في شقتي الجديدة و كان في
زياراته
أمنعه من الوصول إلي إلا ان طول الشهور شوقتني إلى أنال منه ما يريد أن ينال هو مني ، فوقع ما وقع
على أيام متفرقه ، حملت منه بثالث و أنجبت و قررت أن أتطلق منه ، وفعلا افصلت عنه و أنا في بيتي الآن
و معي أطفالي . صارت حياتي كلها انترنت ، صرت مدمنة عليه ، لي فيه أصدقاء كثير ، أريد إن أتزوجت
أتزوج شابا يتفهم ادماني على الإنترنت و لا يحرمني منه .
( سيرة تعجبني و فيها مخارج لي عديدة كي آتيها من عند الكتف التي تؤلمها ) .
قلت لها في أيامي الأخيرة معها ،
أنا أتفهم تماما مسألة تعودك على الإنترنت ، لكن لا أخفيك ، أنا رجل و أغار ،
اراك أحيانا في غرفتك تثنين على فلان ( مغني ) يغني في غرفتها .
قالت لي : لا لا لا إلا هذا ( المغني ) ما أقدر استغني عنه ، هو اللي يحيي لي الروم ، صوته يجنن ، ياااي
عليه . (تحسبني بصفق لها و بحكم إني منفتح كما ترغب هي بقول ، عاادي الوضع فرييييي.)
لكن ، أستبقين على نفس ميلك إليه حتى بعد زواجك ؟
هااا ، وش فيك ؟ أشوفك بديت تصير ( مطوع ) ، خلك ( فري ) ، الدعوة انترنت . ( مسكتها من يدها الي
توجعها ) .
والله شوفي يا سلوى ، كنت في فترة المراهقة و ما بعدها طائشا بقوة إلى عهد قريب ، و أخطأت كثيرا
في حق ربي ، و بكل صراحة ودي بعد ما أتزوج أصير مستقيم و أفلت اللحية ،
وشوووووووووو ؟ ، لا لا لا يبه أنا ما أبي أرجع لحياتي الأولى ، لحية ؟ لا يبه أبي آخذ
راحتي في وجهك ، أكيد انت تمزح صح ؟
لا والله ، أتكلم بكل صدق .
لم يعجبها حديثي الأخير وأقفلنا السماعة وشيئا في صدرها .
من بعدها بدأت هي تبتعد عني شيئا فشيئا .
وداعا يا سلوى يا طفلتي ، ودااعا .
أحداث القصة لم تكن تجربتي ، كانت على لسان كنعان ، صديق ناقلها صفوان .
يوم أن قال لي كنعان :
قالت لي : وااااااااااااااااو، وسييييييييييييييييييييييييييييم.
قلت لـ كنعان : أكيد سلوى نست النظارة الطبية في البيت!.
(الولد شييييييييين)
بالنسبة لقولي : هناك منهن مقلي و مشوي و سوشي ياباني ، يقابله
من الرجال من هو مسلوق و محمس بالخضار مغفل مستهتر .
بالصحة و العافية.
تعليقي :
تفكيرها سلوى تفكير أطفال ، كان الأجدر بمثلها أن تكون شامخة كالجبال ، تقف في وجه
المحن و تنظر إلى حياتها نظرة جدية تسعى فيها إلى سعادتها و سعادة أطفالها و ليس ذاك إلا بالتقوى.
التعديل الأخير تم بواسطة ^- صــفــوان -^ ; 24-08-2007 الساعة 10:35 PM