سرقتُ بعض الوقت ..
واختبأتُ عن الأهل لأكتبَ بعض الكلمات ..
ذلك أنّنا انتقلنا ، ولم ننتهِ بعد من اللمساتِ الأخيرة ..
والتي من المفترَض من حضرتنا أن تعملَ على إنهائها ، أو التفكير فيها !
يا الله !
لعلكم تدركون ماذا يعني أن نغادرَ منزلنا ..
اليومين الماضيين أصبتُ بنوبة بكااااء ..
لم تفلتني حتى مَنّ المولى عليّ بالراااحة !
عاتبتُ نفسي كثيراً ، ولمتُها أكثر ..
لماذا لم أتزوج وأنتقل قبل أن أُنقلَ قسراً إلى بيتٍ جديد
لا تربطني به أيّ علاقة سوى " الهمّ "
أشعر بـ همّ مركّب ، بل أشعر بالاختناااااق
ودمعاتي على أهبة الاستعداد للهطول مع أيّ عارض ..
لا أدري حقيقة الشعور المثقِل هذا الذي أشعره ..
لكنّي _ وأستغفر الله _ أشعر بأنّ وجودي عبء على البشريّة
فضلاً عن أمّي وأهلي ..
باتَ الأهل يحاولونَ قدر الإمكان ألا يضايقوني ..
حتى أمي التي أتعبتها وأثقلتها هماً وترقّباً ..
لا تفتر تبتسمُ في وجهي في كلّ آن ..
وكم تترك ابتسامتها في قلبي من ندوب !
حتى الزواج ..
أشعر بأنه لم يعد يناسبني مطلقاً/ مطلقاً
ويُلحّ عليّ دوماً سؤال ..
ماذا تفعل الفتاة إن لم تتزوج ؟ هل لها قبول ؟
هل ستستطيع أن تعيش .. عفواً : تحيا ، بشيءٍ يشبه العاديّة !؟
ما يقلقني أنني بتّ أشعر بتأنيب مبالغ فيه
لا سيما إن سمعت بوفاة أحدهم ، خاصةً إذا كانت فتاة أو أمّ ..
أشعر _ وأستغفر الله _ أنّه من المفترض أن أكون أنا في مكانها
وأن تبقى هيَ .. لأنها فاااعلة
لا أرغب مطلقاً في العمل ..
مع أنه الآن متاح .. ولا طاقة لي بوسطٍ جديد
بما يتبعه من غرباء ومسؤوليات إضافية ..
كلماتي مبعثرة ..
تماماً كـ تفكيري.. كبيتنا القديم الذي أحنّ إلى زواياه
وإلى رائحة الغالي رحمه الله ..
كـ غرفتي وأحلامي الجريحة التي خبأتها هناك ..
كنتُ أعلم أن الوضع الجديد لن يناسبني ..
لكني كنتُ أسلي نفسي بـ " ربّ أنزلني مُنزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين "
لم أشأ أن أثقلكم بكلماتي الواهنة ..
وكنتُ أخذت على نفسي عهداً ألا أكتبَ هنا ..
لغايةٍ في نفسي ، وحتى لا أغذّي السلبيّة في الرفيقات ..
لكنّي والله مثقلة ..