خمس خطوات حقيقية لصنع الشخصية الناجحة في الدنيا والآخرة
خمس خطوات حقيقية لصنع الشخصية الناجحة في الدنيا والآخرة
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله اشرف المرسلين وسيد الخلق أجمعين.
أما بعد: أيها الأحبة في الله :
نقرا كثيرا عن روشتات النجاح في الكتب فنقبل بشدة إلى هذه النصائح التي وضعها لنا هذا المؤلف وسرعان ما نجد أنفسنا نسير قليلا ثم نرجع مرة أخرى ولم نحقق شيئا يعنى (محلك سر) لم تتقدم خطوة نحو الإمام.
أحبتي: قرأت موضوعا جيدا للأخ (المناجى كان يتكلم فيه على الايجابية وقال نحن أفضل ناس تتكلم; نحن نستطيع أن نؤلف مجلدات عن النجاح ولكن أين الثمرة للأسف مفقودة، وأنا أضم كلامي إلى كلامه، نعم الثمرة مفقودة).
الآن أحبتي في الله سأضع لكم (خمس خطوات ايجابية لتحقيق الايجابية).
أحبتي في الله هل فعلا تريد نجاح حقيقي متواصل.
1. هل تريد تحقيق ما تصبو إليه.
2. هل تريد أن تكون شخصية قيادية.
3. هل تريد أن تكون شخصية ايجابية.
4. هل تريد أن تكون شخصية بناءة.
5. هل تريد أن تكون شخصية صاحبة همة.
6. هل تريد أن تكون شخصية ذو إرادة قوية.
7. هل تريد أن تكون شخصية منظمة.
8. هل تريد أن تكون شخصية محبوبة بين الناس.
9. هل تريد أن تكون شخصية مبدعة.
10. هل تريد أن تكون شخصية إذا وضعت هدفا أمامها حققته.
11. هل تحب أن تكون شخصية ناجحة في دنياها وملتزمة بأمور دينها.
هذه (أول خمس خطوات ايجابية لتحقيق الايجابية). في البداية وقبل عرض الخطوات أقول:
من هو انجح شخصية عرفها التاريخ .الإجابة أليس رسول الله أنجح شخصية عرفها التاريخ.
إذن ما السر في ذلك :
هيا نقوم بجولة بسيطة نطوف معها حول حياة هذه الشخصية العظيمة الشخصية الناجحة ونرى كيف أصبح الرسول أعظم شخصية عرفها التاريخ ونعرف كيف أعده الله لقيادة العام بأسره.
كيف اعد الله نبيه للقيادة:
1. الإعداد العام:
وخلاصتها أن رسول الله كان يتحنث في غار حراء ـ قبل البعثة بثلاث سنوات ـ أي يتطهر ويتعبد ـ وكان تحنثه ـ عليه الصلاة والسلام ـ شهراً من كل سنة ـ هو شهر رمضان ـ يذهب فيه إلى غار حراء على مبعدة نحو ميلين من مكة، ومعه أهله قريباً منه. فيقيم فيه هذا الشهر، يطعم من جاءه من المساكين، ويقضي وقته في العبادة والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون، وفيما وراءها من قدرة مبدعة.. وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك المهلهلة، وتصوراتها الواهية، ولكن ليس بين يديه طريق واضح، ولا منهج محدد، ولا طريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه.
وكان اختياره لهذه العزلة طرفاً من تدبير الله له ليعده لما ينتظره من الأمر العظيم. ففي هذه العزلة كان يخلو إلى نفسه، ويخلص من زحمة الحياة وشواغلها الصغيرة؛ ويفرغ لموحيات الكون، ودلائل الإبداع؛ وتتعانق مع هذا الجمال وهذا الكمال؛ وتتعامل مع الحقيقة الكبرى وتمرن على التعامل معها في إدراك وفهم.
ولا بد لأي روح يراد لها أن تؤثر في واقع الحياة البشرية فتحولها وجهة أخرى.. لا بد لهذه الروح من خلوة وعزلة بعض الوقت، وانقطاع عن شواغل الأرض، وضجة الحياة، وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة.
وهكذا دبر الله لمحمد وهو يعده لحمل الأمانة الكبرى، وتغيير وجه الأرض، وتعديل خط التاريخ .
"يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ {1} قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا {2} نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا{3} أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا {4} إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا {5} إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا {6} إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا {7} وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا {8}رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا {9} وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا"
اعتقد أن الأمر اتضح الآن: أول خمس خطوات ايجابية حقا هي:
1. قيام الليل
2. ترتيل القران.
3. ذكر الله.
4. التوكل على الله.
5. الصبر.
• قـــــم:
إنها دعوة السماء، وصوت الكبير المتعال.. قم.. قم للأمر العظيم الذي ينتظرك، والعبء الثقيل المهيأ لك. قم للجهد والنصب والكد والتعب. قم فقد مضى وقت النوم والراحة.. قم فتهيأ لهذا الأمر واستعد..
وإنها لكلمة عظيمة رهيبة تنتزعه من دفء الفراش، في البيت الهادئ والحضن الدافئ. لتدفع به في الخضم، بين الزعازع والأنواء، وبين الشد والجذب في ضمائر الناس وفي واقع الحياة سواء.
إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً، ولكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً. فأما الكبير الذي يحمل هذا العبء الكبير.. فماله والنوم؟ وماله والراحة؟ وماله والفراش الدافئ، والعيش الهادئ؟ والمتاع المريح؟! ولقد عرف رسول الله حقيقة الأمر وقدّره، فقال لخديجة ـ رضي الله عنها ـ وهي تدعوه أن يطمئن وينام: "مضى عهد النوم يا خديجة"! أجل مضى عهد النوم وما عاد منذ اليوم إلا السهر والتعب والجهاد الطويل الشاق..
• قيام الليل:
!إنه الإعداد للمهمة الكبرى بوسائل الإعداد الإلهية المضمونة.. قيام الليل. أكثره أكثر من نصف الليل ودون ثلثيه. وأقله ثلث الليل.. قيامه للصلاة وترتيل القرآن. وهو مد الصوت به وتجويده. بلا تغن ولا تطر ولا تخلع في التنغيم.
وإن قيام الليل والناس نيام، والانقطاع عن غبش الحياة اليومية وسفسافها؛ والاتصال بالله، ، والأنس بالوحدة معه والخلوة إليه، وترتيل القرآن والكون ساكن، وكأنما هو يتنزل من الملأ الأعلى وتتجاوب به أرجاء الوجود في لحظة الترتيل؛ واستقبال إشعاعاته وإيحاءاته وإيقاعاته وفي الليل الساجي.. إن هذا كله هو الزاد لاحتمال القول الثقيل، والعبء الباهظ والجهد المرير الذي ينتظر الرسول وينتظر من يدعو بهذه الدعوة في كل جيل! وينير القلب في الطريق الشاق الطويل، ويعصمه من وسوسة الشيطان، ومن التيه في الظلمات الحافة بهذا الطريق المنير.
• "إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً..":
هو هذا القرآن وما وراءه من التكليف.. والقرآن في مبناه ليس ثقيلاً فهو ميسر للذكر. ولكنه ثقيل في ميزان الحق، ثقيل في أثره في القلب إذا تدبرته فسيزيد إيمانك فتحيا بعقيدة قوية تتغلب بها على كل ما يواجهك من تقلبات الحياة وستتعلم من الأنبياء والصالحين كيف تعاملوا مع الله و كيف تعاملوا مع الخلق إلى غير ذلك من المعاني والفوائد والعبر التي ترفعك في الدنيا والآخرة:
• "واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً..":
وذكر اسم الله، ليس هو مجرد ترديد هذا الاسم الكريم باللسان، على عدة المسبحة المئوية أو الألفية! إنما هو ذكر القلب الحاضر مع اللسان الذاكر؛ أو هو الصلاة ذاتها وقراءة القرآن فيها. والتبتل هو الانقطاع الكلي عما عدا الله، والاتجاه الكلي إليه بالعبادة والذكر، والخلوص من كل شاغل ومن كل خاطر، واستحضار صفات الله جل وعلا بكامل الحس والمشاعر.
• "رب المشرق والمغرب، لا إله إلا هو، فاتخذوه وكيلاً..":
فهو رب كل متجه.. رب المشرق والمغرب.. وهو الواحد الأحد الذي لا إله إلا هو. فالانقطاع إليه والتوكل عليه والاتكال على الله وحده هو الثمرة المباشرة للاعتقاد بوحدانيته، وهيمنته على المشرق والمغرب، أي على الكون كله.. والرسول الذي ينادى: قم.. لينهض بعبئه الثقيل، في حاجة ابتداء للتبتل لله والاعتماد عليه دون سواه. فمن هنا يستمد القوة والزاد للعبء الثقيل في الطريق الطويل.
• "واصبر على ما يقولون ..":
والصبر هو الوصية من الله لكل رسول من رسله، مرة ومرة ومرة؛ ولعباده المؤمنين برسله. وما يمكن أن يقوم على هذه الدعوة أحد إلا والصبر زاده وعتاده، والصبر جنته وسلاحه، والصبر ملجؤه وملاذه. فهي جهاد.. جهاد مع النفس وشهواتها وانحرافاتها وضعفها وشرودها وعجلتها وقنوطها.. وجهاد مع أعداء الدعوة ووسائلهم وتدبيرهم وكيدهم وأذاهم. ومع النفوس عامة وهي تتفصى من تكاليف هذه الدعوة، وتتفلت، وتتخفى في أزياء كثيرة وهي تخالف عنها ولا تستقيم عليها. والداعية لا زاد له إلا الصبر أمام هذا كله، والذكر وهو قرين الصبر في كل موضع تقريباً!هذاهوالإعداد الإلهي للرسول صلى الله عليه وسلم.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة الرميصـــــــاء ; 28-08-2007 الساعة 08:38 AM