كانت لدي مشكلة فنية مفاجئة طرأت على سيارتي هذا الصباح ..!!
وكما هي عادتي دوماً في عالم ميكانيكا السيارات الذي لا أفقه فيه شيئاً .. اختار أسهل الحلول ..
وألو .. فلان .. تعال إذا تكرّمت شيل السيارة وشوف ايش فيها ..!!
كانت المشكلة كهربائية لم تستعدي الوقت الطويل لإصلاحها ..
لذا وفي عز ظهر مدينة جده الحارق؛
والممطر في نفس الوقت لأجسادنا بالتعرّق؛
والمصيب لمن أراد السير على الأقدام بنوبات من الصرع من الوزن الثقيل؛
الذي فرّيت منه كفراري من الأسد؛
لأحتمي منه تحت هواء مكيف توشيبا البارد ..
وإذا بي مستمتعاً بهذه الأجواء الربيعية تحت أسقف منزلي ..
أتصل علي الميكانيكي وقال لي السيارة في الأسفل وفي حالة طيبة بإذن الله؛
فقلت إنتظر سأنزل لإيصالك؛ مع إن ورشته في الشارع الخلفي من منزلي ..
ولكن تأملت كيف أن جليد جده أقصد لهيبها قد أهلك السيارة وهي من حديد .. فكيف به كإنسان من روح ولحم ودم ..
فنسأل الله ان يحرّم أجسادنا جميعاً من لهيب جهنم وأن يدخلنا الفردوس الأعلى برحمته بغير حساب.
وسبحان الله .. فربما إيصالي له كان سبباً من الله ليقودني لـ قصة وعبرة ..!!
وأركبته معي .. وحديث سريع فيه روح الدعابه لينسينا عناء الأجواء في ذلك الوقت..
وإذا بي ألجمت فجأة عن الحديث ..!! حتى حبست دموعي أن تنهمر لما رأيت ..
فقد توقفت حواسي كلها لا إرادياً عن التأثر بالأجواء المحيطة لتتوجه كلها نحو إمرأة عجوز
كانت تسير أمام محله بحجابها الساتر تجر خطاها التي أثقلتها السنين ..
فحدّثت نفسي بكلمات؛
حتى نظر إلي الميكانيكي ويقول ماذا ..؟!
وقد عزمت الحديث معها؛ وأن أنزل لأحملها وأوصلها لأي مكان تريد ..
فمن لها بعد الله في ذلك الوقت الذي شعرنا فيه بالتعب ونحن وجوهنا لا تبعد عن هواء السيارة البارد سوى سنتيمترات قليلة ومحدودة ..!!
وهي تجر خطاها الموجعة .. تحت لهيب الشمس الحارقة ..!!
فقال لي إصبر . فهذه ليست مسكينة .. ولا تحتاج إلى من يعول
قلت كيف .. أنظر لها ..!!
قال لي بل أنظر أنت إلى هذا القصر الذي أمامك
إنه قصرها .. وهؤلاء الخدم خدمها
قلت إذاً لما هذا حالها ..
قال سأخبرك ماهي قصتها ..!!
هذه المرأة منذ سنين طويلة تخرج من بيتها .. وتحدّث نفسها ..
وتجلس على الأرصفه وتجوب الطرقات .. وتبحث في النفايات ..!!
حتى يأتوا خدمها ليأخذوها ويدخلوها ..
حتى قال ..
أتعلم لما هي كذلك الآن .. قلت لماذا ؟
قال ..
.
.
.
لقد تزوج عليها زوجها
..
ومنذ تلك اللحظة
فقدت عقلها ورشدها
قلت وأين هم أولادها .. قال لا أولاد لها
قلت وأين هو زوجها ..
فدعا عليه ..
قلت لا تدعي ويكفي .. فما ذنبه إن تزوج وأصبح هذا حالها
قال وإن يكن .. هاهي أمامك .. فأينه الآن عنها .. وقد فقدت بسببه عقلها ..
إنتهى ..
.
.
.
مازال شريط الأحداث التي رأيتها وسمعتها إلى الآن أمامي ..
وكثير من التساؤلات المحيرة تهاجمني ..!!
فهل حقاً من الممكن ان تفقد المرأة عقلها نتيجة لزواج زوجها عليها ؟
أم أن في القصة جوانب أخرى نجهلها ..
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها
وأن يعافينا مما إبتلاها به؛
ربما كان زواج زوجها باخرى هي القشه التي قسمة ظهر البعير...
لا تستغرب في الدنيا اصناف العجاب وما اكثر القصص المشيبه في ذلك
ام ريان
__________________
سئل الخوارزمي عن الانسان فقال..
اذا كان الانسان ذو (اخلاق) فهو =1
واذا كان ذو جمال اضف الى الواحد صفر=10
واذا كان ذو مال ايضا اضف صفرا=100
واذا كان ذو جمال اضف صفرا ثالثا=1000
واذا كان ذو حسب ونسب اضف صفرا =10000
فلوذهب العدد (1) ذهبت قيمة الانسان وبقيت الاصفار بلا فائدة...
%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%
اللهم اشفي امي وابي شفاء تاما..وعوضهما كل خير