التكرار ممل، لكن بعض التكرار يفرضه المشهد!

الشخص هو نفس الشخص الذي صرخت في وجهه بمحبة قبل سنوات!

عاد بروح جديدة!

ونظرة ثاقبة!

وقلب أبيض كقلوب العجائز!

قبل سنوات .. التقيته في مقتبل العمر قلقا كعاصفة شمالية .. يهتز كشجرة وحيدة رحلت عنها الغابة وتركتها للنسيان، في عينيه خوف من المستقبل، وفي كلماته حزن دفين لا يتفق مع عمره الصغير!

قال: من يدلني على الطريق؟ قلت: بوصلتك الأولى .. عقلك!

قال: ثم ماذا؟ قلت: عقلك!

قال: ثم ماذا؟ قلت: آثار أقدام من سبقوك على الطريق!

قال: الطريق موحش! ولا خبرة لي في قطع الفيافي، ولا مؤنس ولا زوادة من طعام!

قلت: إلتجأ إلى عقلك فلا عاصم اليوم من جهل يلف القرى والمدن، ويبحث عن مستقبله في قراءة الكف والفنجان وخرافات الشعوذة سوى العقل!

قال: أخاف من الضياع؟ قلت: للطائرة صندوق أسود يلجأ إليه المحققون وقت الحاجة، وللإنسان عقل، صندوق أبيض، إلتجأ إليه فهو بوصلتك الأولى والأخيرة!

قال: إنهم يحاربونني بلا سبب، إنني مثل فراشة صغيرة لا تؤذي أحدا أحاول أن أبدع قدر إمكانياتي المتواضعة!

قلت له: تذكر أن هناك من لا يملكون هواية سوى إعداد القبور والأكفان للفراشات وللإبداعات الجميلة الصغيرة! أولئك الذين تملأ قلوبهم الكراهية وتملأ نفوسهم الأنانية!

قال: من يفتح الأبواب المغلقة؟ من يتسور الجدران العالية؟ كيف نقهر هذه الحواجز المتلاصقة؟!

قلت: بسحر الإرادة، وإعلان الطلاق البائن مع اليأس، وقراءة صفحة من كتاب التفاؤل كل صباح وإقامة حفلة صاخبة راقصة مع العناد والتصميم! في داخل كل واحد منا قدرة هائلة على النجاح وإمكانيات لا محدودة للإبداع ومخزون لا ينتهي من الخير. إنظر إلى نفسك في المرآة، حدّق جيدا هذا الذي أمامك هو أنت، وفي داخلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من القدرة على التحدي والنجاح والإبهار!

قلت: اقرأ جيدا «فألهمها فجورها وتقواها»، ابحث عن الخير فستجد قوة سحرية هائلة في داخلك، وستجد أن عالما جديدا جميلا سينفجر في وجه ترددك وخوفك. جرب فإن فشلت جرب مرة أخرى.. لا تتوقف أرجوك!

ابتسم وغادر المكان. رأيت فيه مشروع إنسان أتمنى له أن يجد طريقه في زحمة حياة قلقة، وغياب للعقل
وحضور خطير للخرافة والإحباط وحفلات الزار الجماعية.

عاد من جديد .. شخص آخر .. روح جديدة .. وقلب أبيض كقلوب العجائز.




مقال رائع للدكتور أحمد الربعي

سلمت يداك

__________________
Nweerh

اشكرك اخوي على النقل الموفق

مقال رائع أخي الكريم

فبارك الله في الناقل و الكاتب

و كثر من أمثالكم

نسأل الله تعالى ان يديم علينا نعمة العقل

التي قد لا يستخدمها الناس كثيرا

او قد لا يشعروا بها

حتى يروا من فقدوا هذه النعمة


حفظكم الرحمن

__________________
اللهم تقبل دعاء

جزاك الله خيراً

نقل موفق