أن الذنوب تمحى بحبر القلم لكنت أول الكتّاب، ولو أن السعادة كانت بهيئة إنسان لكنت أول الباحثين عنها، ولو كان لي صاحب في هذه الدنيا لدعاني إلى الطريق الصحيح... هذه كانت آخر كلماته المجهشة بالبكاء. عيناه الدامعتان تحكيان قصص الماضي الأليم. لن أقف أمامه مكتوفة الأيدي على رغم صعوبة الموقف قليلاً، فحالته النفسية تمر بأزمة صراع داخلي بين العدول عن هذا الطريق ومواصلة الدرب لحد الانهيار.
مسكت بيديه، فجأة أحسست بحرارة الدمعة الحبيسة في عيني... أفلت يديه وهو مازال في حالته. وقفت أضبط نفسي كي لا يقودني إلى طريقه. تقدمت بضع خطوات إلى الأمام، فوجدت تلك الكلمات التي وقعت على عاتقه كالبرق الخاطف، فدخل في مرحله الصمت. أكملت حديثي بطلاقة من دون النظر إلى عينيه، قلت له: لا داعي للذكريات الأليمة فبإمكاننا تضميد كل الجروح حتى ولو كانت من الحبيب الذي لا تتوقع منه جرحك. دعنا من الماضي ولنعش باقي الحياة، ولنجعلها بداية انطلاقة لحياة جديدة للنهوض، والتوبة، والوقوف على القدمين من جديد.
كان لكلماتي تأثير كبير على مسامعه، فبدا لي بأنه شعر بالتفاؤل فتبسم قليلاً... ما زادني ثقه في نفسي، أكملت حديثي قائلة: إن العزوف عن الخطأ لجهاد يا عزيزي. جاهد بكل ما أوتيت من قوة لتعود إلى رحمة الرب قبل فوات الأوان، حينها لن ينفع الندم، فكل إنسان معرض في حياته للخطأ، ولكن السؤال هنا من منا يتعلم من أخطائه؟ وهل يستفيد من تجربة فاشلة أم تجره إلى طريقها؟ تلك العزيمة التي من خلالها ستصمد ولن تهزك العواصف، فبإرادتك القوية ستمحو آثاماً متراكمة، وبالنية الخالصة لوجه الخالق ستعود إنساناً كما ولدت، بلا ذنوب أو معاصي، ذلك هو الإنسان التائب.
الشيخة جوهرة
عجبني مقال في جريدة الوسط البحرينية فاحببت ان يقرأه الاخوان
منقووووووووووووووووووووووووووول