السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنتُ صغيراً وكنتِ دائماً ترعين بمحبتك وعطفك عليّ
كبرتُ وما زلتِ تنظرين إليّ على أنني طفلك الصغير
لم أكن وحيدك ولكنني كنت وسط العنقود
كنتُ دائماً أسمع لكلامك وأضعه في قلبي قبل رأسي
وخاصة عندما كنتِ تطلبين مني أن أقوم بشراء حاجات البيت
كنتِ دائماً تطلبين مني أن أعتني بأخواتي الصغيرات
لقد كبرت يا والدتي وتغربت وتركتك في حزنك عليّ
كنت دائماً أكلمك بالتلفون وأنتظر بفارغ الصبر بين المرة والأخرى
صوتك الحنون دائماً يبث فيّ الطمأنينة والحب
حب الوالدة لولدها والأم لابنها الصغير
كم كنتِ تبكين وأنا أكلمك
فربما كان بكاءُك فرحاً لسماع صوتي
وربما كان حزناً على غربتي وابتعادي عنكِ
كنت دائماً أقول لك يا والدتي الحبيية كُف عن البكاء
فالبكاء يضر بصحتك وخاصة يضعف بصرك
كنتِ تبكين بكاءً مراً وكأنك تعلمين شيئاً أنا لا أعلمه
وكم من مرة قلتِ لي
سوف أموت وأنا لم أراك يا ولدي
وكنتُ أقول لك الأعمار بيد الله يا والدتي
وإن شاء الله عن قريب سوف نرى بعض
نعم لقد رأيتك وكنت أنظر إليك وكأنني أراك لأول مرة
لم أكن أملي عينيّ من النظر إليك
وفي آخر مرة رأيتك فيها قبلت يديك و وجنتيك
مودعاً باكياً على حرقة الفراق
وعندما جاءني الخبر المفجع بكيت وبكيت .......... وما زلت أبكيكِ
أبشركِ بأن ولدك الصغير قد أصبح كبيراً وهاهو يدع لك
فتعبكِ لم يذهب سدى ولله الحمد
والدتي الحنونة رحمات الله عليك ليل نهار
رحمات الله عليك ما غرد الحمام وناح
رحمات الله عليك أرسلها لك من قلبي كل صباح ومساء
راجياً رب العزة أن ينور عليك قبرك
وأن يجعله روضة من رياض الجنة
وأن يجمعنا سوياً في جنات عرضها السموات والأرض
أخوكم أبو أحمد