إذا اراد الله بعبدا خيرا الهمه الطاعة ، و الزمه القناعة ، وفقه في الدين ، وعضده بباليقين ، فاكتفي بالكفاف ، و اكتسي بالعفاف
و إذا أراد به شرا حبب اليه المال ، وبسط منه الآمال ، وبسطه بدنياه ، ووكله إلي هواه ، فركب الفساد ، وظلم العباد
****************************
حكي عن بعض البخلاء أنه حلف يوما علي صديقه و أحضر له خبزا و جبنا وقال له
( لا تستقل الجبن ، فأن الرطل منه بثلاثة دراهم
فقال ضيفه :
أنا أجعله بدرهم ونصف
قال وكيف ذلك ؟
قال : آكل لقمة بجبن و لقمة بلا جبن !!!
**************************
كان لرجل غلام من أكسل الناس ، فأرسله يوما يشتري له عنبا و تينا ، فأبطأ عليه حتي عيل صبره ، ثم جاء باحدهما فضربه وقال : ينبغي لك إذا استقضيتك حاجة أن تقضي حاجتين ، فمرض الرجل فأمر الغلام أن يأتيه بطبيب فغاب ثم جاء بالطبيب ومعه رجل اخر فساله عنه ، فقال :
أما ضربتني و أمرتني أن أقضي حاجتين في حاجة فجئتك بالطبيب ، فإن شفاك الله تعالي و إلا لك هذا قبرك ، فهذا طبيب ، و هذا حفار
*******************************
يروي في بعض الأخبار أن ملكا من الملوك امر أن يصنع له طعام و احضر قوما في خاصته فلما مد السماط اقبل الخادم وعلي كفه صحن فيه طعام فلما قرب من الملك ادركته الهيبة فعثر فوقع من مرق الصحن شئ يسير علي طرف ثوب الملك فأمر بضرب عنقه
فلما رأي الخادم العزيمة علي ذلك عمد بالصحن فصب جميع ما كان فيه علي رأس الملك فقال : ويحك يا هذا ؟
فقال : أيها الملك ، أنما صنعت هذا شحا علي عرضك و غيرة عليك لئلا يقول الناس غذا سمعوا ذنبي الذي به تقتلني : قتله في ذنب خفيف فلم يضره و اخطأ فيه العبد و لم يقصده
فتنسب إلي الظلم و الجور فصنعت هذا الذنب العظيم لتعذر في قتلي ، وترفع عنك الملامة
فأطرق الملك مليا ثم رفع رأسه إليه و قال : يا قبيح الفعل يا حسن الأعتذار قد وهبنا قبيح فعلك و عظيم ذنبك لحسن أعتذارك
اذهب فانت حر لوجه الله تعالي
********************************
حكي أن رجلين تنازعا في ارض ن فأنطق الله تعاي لبنة من جدار تلك الأرض فقالت :
إني كنت ملكا من ملوك الدنيا ، ملكت الدنيا الف سنة ، ثم صرت رميما ألف سنة ، ثم أخذني خزاف وعملني أناء ، فاستعملت ألف سنة ، حتي تكسرت وصرت ترابا ، فاخذني وعملني لبنا ، و أنا في هذا الجدار كذا وكذا سنة ، فلم تتنازعان في هذه الأرض و أنتم عنها زائلون و إلي غيرها منقلبون ؟! و الله سبحانه و تعالي أعلم
*********************
روي أن ملكا بني قصرا وقال أنظروا إن كان فيع عيب فاصلحوه فقال رجل : اري فيه عيبين : فقالوا له : وما هما ؟ قال : يموت الملك ، ويخرب القصر
قال : صدقت ، ثم أقبل علي الله ، وترك القصر و الدنيا
**************************
وقف سائل علي باب فقالوا : يفتح الله لك فقال : كسرة فقالوا : ما نقدر عليها فقال : فقليل من بر أو فول أو شعير فقالوا : لا نقدر عليه
قال : فقطعة دهن أو قليل زيت أو لبن ، قالوا : لا نجده قال : فشربة ماء قالوا : و ليس عندنا ماء قال : فما جلوسكم هنا ، قوموا فا سألوا معي ، فأنتم أحق مني بالسؤال
***************************
كانت أمرأة عمران بن حطان من أجمل الناس وجها وكان هو من أقبح الناس وجها فقال لها يوما : أنا و أياك في الجنة إن شاء الله تعالي فقالت له و كيف ذلك ؟ فقال : لأني أعطيت مثلك فشكرت و أعطيت مثلي فصبرت و الصابر والشاكر في الجنة
منقول من كتاب
المستطرف في كل فن مستظرف
لشهاب الدين محمد بن أحمد الأبشيهي
توفي رحمه الله 850 هجرية
__________________
انا منتدي عالم الأسرة و المجتمع