من مذكرات مجاهد سابق - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-2008, 11:39 PM
  #1
dhudkd
عضو مثالي
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 189
dhudkd غير متصل  
من مذكرات مجاهد سابق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجموعة من مذكرات مجاهد سابق (كم تمنيت أن ألقي هذا الشخص لأخبره اني أحبه في الله)




المجموعة بحق رااااائعة جداً وجزا الله خير كاتبها وجعل الجنة داره وقراره


نبدأ بسم الله

القصة الأولى بعنوان
على الريق





كان القمر بدراً تلك الليلة ..
أشعته الفضية تتسلل إلى الغرفة ذات الشباك الواحد ..
و تستلقي على السرير تحت الشباك مباشرة .. فتقسمه نصفين ..
ليلة من ليالي الربيع .. باردة النسمات ..
كان يجلس على حافة السرير في الجانب المظلم منه .. عارياً ..
ينظر إلى الجدار مقابله .. وقد ألقى عليه ضوء القمر ظلال قضبان زنزانة باردة ..
هل أنا في سجن فعلاً .؟؟ ..
لم تكن تلك القضبان إلا ظل القضبان الحديدية للشباك ..
تنهد و استلقى على قفاه و غاص في السرير الكبير الفاخر ..
الجوال على الطاولة .. و السيارة الجديدة تقف عند الباب ..
و زوجة حسناء خرجت من عنده للتو .. و صحة و عافية ..
هل هناك سبب آخر للسعادة .؟؟ ..
.. إلتفت إلى القمر .. فشعر بحنين جارف لا يدري ماهيته ..
رجعت به الذاكرة سنين طويلة ..
يا لعجيب خلق الله في هذه الذاكرة .. كيف تختزل الأعوام المديدة في لحظات ..
سافرت عيناه إلى القمر .. اقترب منه .. حتى أصبح ملء عينيه .. أطال في تأمله ..
ثم رجع فوجد نفسه في سفح جبلٍ أشم .. في طرف من أطراف العالم المنسي ..
في صحبة فتية غرباء .. و هذا هو القمر بعينه .. الذي كان يشرف عليهم من خلف الجبل ..
يشهد كلامهم .. و يسمع نشيدهم ..
كانت وجوههم تلمع بألوان الذهب و الفضة ..
فتارة تعكس لون ألسنة اللهب الذهبية من النار التي يتحلقون حولها ..
فإذا خفت اللهب .. انعكست على وجوههم أشعة القمر الفضية ..
لم يتذكر نشيدهم .. ربما كانوا يرددون .. لبيك لبيك لبيك .. أو كلمة نحوها ..
كان كل واحد منهم يحتضن رشاشه في حنان و مودة .. و كأنه طفله بين يديه ..
قصصهم شبيهة بالأساطير .. فهذا يسند رأسه على سبطانة سلاحه
و يقص حكايات بلاد المغرب .. التي جاء منها .. و هذا يروي قصص أقصى الشرق ..
و آخر بدوي يروي قصة صحراء مهلكة .. و كيف وصل إلى بلاد لم يسمع بها أبداً ..
لم يتخلل جلستهم رنين جوال أو بيجر .. و لم يكدر صفوها صوت مذيع .. أو معلق كرة ..
لا تتوسطهم لمبة كهربائية .. لا أزيز محرك .. و لا أنوار من بعيد .. و لم يكن هناك أي أثر للسيارات ..
ليس ثمة إلا القمر .. و الحطب .. و الخيل صافنات قد ربطت إلى الشجر ..
ضحكات متفرقة .. تقطع هدوء الوادي المهجور ..
.. لقد أحبهم كما لم يحب أحداً من قبل .. كم هو في شوق لتلك الجلسة ..
قطع عليه سيل الذكريات صوت الباب .. رجعت عرسه و قد اغتسلت ..
فزادها الماء بهاءاً و جمالاً .. نظر إليها .. جميلة .. كما أرادها و تمناها ..
تذكر أولئك الفتية .. و كيف كانوا يشربون الشاي و يتحدثون عن العرس ..
أي عرس .. و قد كانت النساء أبعد ما تكون عنهم ..
ربما أقرب امرأة من جلستهم تلك مسيرة أربعة أيام ..
أي عرس .. و أي امرأة ترضى بهم .. و بثيابهم الرثة .. و جيوبهم الخاوية ..
طبقات التراب على أجسادهم .. يشتكي بعضها من بعض .. و القمل يتزاحم على رؤوسهم ..
لا يملكون بيوتاً و لا حتى خياماً .. لا يملكون مهوراً .. إلا .. دماءهم ..
فهل هناك من ترضى بالدم مهراً لها ؟؟ ..
نعم .. كان هناك نساءاً يحبون هذا النوع من المهور الغالية .. بعيدات جداً .. قريبات جداً ..
بعيدات بعد السماء .. قريبات .. أقرب لأحدهم من شراك نعله ..
فبين أحدهم و بين عرسه طلقة أسرع من الصوت ..
أو شظية كانت في طريقها إليه و هو في مكانه ذلك ربما لن تمهله حتى ينتهي من كأس الشاي
.. أو لغم متحفز له على بعد أمتار من جلستهم .. ينتظر قفوله .. يكمن بينه و بين حصانه ..
كانت الحور العين .. أقرب إليهم من نساء الدنيا ..
ذلك العرس الذي كانوا يتحدثون عنه .. بشوق ..
و هذا العرس الذي كان يحدث به نفسه .. بشوق أيضا ..
كانوا يتحدثون .. و كان الله أعلم بما في قلوبهم ..
لقد حضر زفاف أكثرهم .. فقد دفنهم الواحد تلو الآخر ..
.. ثم رجع لعرسه الذي تمنى .. و لم يحضر زفافه أحد منهم ..
دمعة حارة .. تدحرجت على خده ..
ليتني صدقت مع الله .. كما صدقوا ..
مسحت عرسه الدمعة .. . ما الذي يبكيك أيها الحبيب ..
أفي ليلة مثل هذه يبكي الرجل .. هل رأيت مني ما يكدرك ..
بكت معه .. و لم تدري ما به ..
و لن يدري أحد ما به .. و لا حتى هو نفسه ..
ربما يبكي شوقاً إليهم .. أو حزناً عليهم .. أو على نفسه ..
ربما يبكي لأنه تذكر ذلك الشرط المخيف .. لمن أراد أن يلحق بهم ..
شرط .. و مــــابـــدلـــواتــبــديـــلاً ..


البقية باذن الله في الردود القادمة
__________________
إضغط على الصورة لمشاهدتها بالحجم العادي

ليــس هنـــاك وظــائف شـــاغرة *** ولــكن هنــاك فــرص كــامنة

إذا مكثــت مكانك منتظراً تحول كل الأضواء إلى اللون الأخضر ولم تبادر تــأكد أنك لن تبرح مكـانك


قديم 04-02-2008, 12:11 AM
  #2
black_rose
موقوف
 الصورة الرمزية black_rose
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 415
black_rose غير متصل  
السلام عليكم
يااااااه ما اجملها اسال الله تعالى ان يرزقه الجنه

ما اصعبه من شرط اشعر ما يدور في قلبه وذهنه وعقله
ما بدلوا تبديلا
يا الله
كم يخاف الانسان من قلبه والا يكون من الصادقين
اللهم ارزق زوجي الجنه والجهاد والشهادة
قديم 04-02-2008, 12:26 AM
  #3
( أبوفلان )
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية ( أبوفلان )
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 1,248
( أبوفلان ) غير متصل  
,
,

اللهم احفظ كل مجاهد يجاهد في سبيلك ..

,
,
قديم 04-02-2008, 03:39 PM
  #4
ام معاذ2
عضو متألق
 الصورة الرمزية ام معاذ2
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 469
ام معاذ2 غير متصل  
اللهم انصر المجاهدين في كل مكان


جزاك الله خيرا
__________________
قديم 04-02-2008, 10:14 PM
  #5
dhudkd
عضو مثالي
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 189
dhudkd غير متصل  
black_rose
( أبوفلان )
ام معاذ2

جزاكم الله خير على هذه الدعوات الجميلة لأخوانكم المجاهدين
نسأل الله لهم النصر والعزة والتمكين
__________________
إضغط على الصورة لمشاهدتها بالحجم العادي

ليــس هنـــاك وظــائف شـــاغرة *** ولــكن هنــاك فــرص كــامنة

إذا مكثــت مكانك منتظراً تحول كل الأضواء إلى اللون الأخضر ولم تبادر تــأكد أنك لن تبرح مكـانك


قديم 04-02-2008, 10:20 PM
  #6
dhudkd
عضو مثالي
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 189
dhudkd غير متصل  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضلوا القصة الثانية
بس عاد لا أوصيكم... الدعاء ثم الدعاء لأخوانكم المرابطين في كل بقاع الأرض

يوم في جاجي
حارس آخر نوبة يؤذن و يدخل الخندق ليوقظ النائمين لصلاة الفجر ..
تخرج من الشرنقة .. ( كيس النوم ) ..
تطلع إلى الخارج .. يصفقك الهواء البارد .. و تتلفت فلا ترى إلا بياض في بياض ..
أشجار صنوبر كأنها دمى من الثلج .. الأرض كأنها دكان نداف متروس قطن ..
و الأرض تحتك طين جامد .. و ماء يتكسر تحت أقدامك مثل الزجاج ..
وش ذا الحلم .. تتذكر الدفايات الزيتية سيمنس .. و البيلر
تجد صعوبة في لبس الحذاء المتجمد الشمالي .. تناقز على الطين .. اللي صاير مثل السكاكين ..
تدخل أطراف أصابعك في الحذاء و تمشي .. يدفى مع كثر الدوس ويلين شوي ..
تأخذ الماء من (البخاري) .. حار يغلي ..
تغسل يديك بالماء فإذا هو دافي .. تغسل وجهك فإذا هو فاتر ..
تغسل رجليك فإذا الماء بارد ..
تنتهي من الوضوء .. فإذا الماء المتبقي يجمد في قاع الإبريق ..
بعد الصلاة .. و الأذكار .. (الله يا طول الأذكار ذيك الساعة .. علشان ما تبي تروح للمطبخ ) ..
تذهب للمطبخ .. الدور عليك في الخدمة اليومية .. كل يوم الطبخ على اثنين من الشباب ..
تدور على كم قطعة حطب تحت الثلج ..
الحطب صاير قوالب ثلج .. تلقاه لازق في الأرض .. تشوت فيه بالبسطار أبو السفتي حتى يطلع ..
تصب عليه الديزل .. يحترق الديزل .. و يبقى الحطب .. كما هو ..
تصب ديزل مرة ثانية .. يحترق الديزل .. و يبقى الحطب .. كما هو ..
و الديزل يسوي روحه عسل .. يتمغط .. تشوفه ثقيل ما له خلق يشب ..
تصب ديزل .. و تصب .. و تصب .. حتى تذوب طبقات الجليد داخل الحطب ..
و يحن عليك الحطب و يشب .. و يطفى .. و يشب .. و يطفى .. و يشب ..
تتخيل الحطبة تلتفت عليك و تقول : عربي .. و الله كسرت خاطري .. علشانك و الله هالمرة ..
لكن مرة ثانية اجمعوا الحطب و حطوه في مكان مسقوف .. أحد يجمع الحطب بعد تساقط الثلج ؟؟ ..
البيض .. و ما أدراك ما البيض .. لو تفلق فيه كافر أسلم ..
صلابيخ .. ضد الكسر .. يتقشر تقشير ..
و ما تدري هو القشر اللي يطيح و إلا أظافرك ..
ما تعرف أصابعك من أصابع خويك .. ما عاد تحس فيها ..
تطلع البيضة بعد التقشير .. آيسكريم أصفر .. ترميها في القدر .. دردب .. صخرة ..
تقلب البيض بالقدر كأنك تطبخ حصى .. خرخشة .. و قرقعة ..
حتى يذوب البيض .. و يستوي .. و ما يمديه يوصل داخل الخندق إلا و هو صاك مرة ثانية ..
ثم تبدأ رحلة البحث عن المواعين تحت الثلج .. الثلج اللي نزل البارحة ..
الله يهدي الخدمة حقين أمس .. ما غسلوا المواعين ..
أما غسيل .. ما لك أمل ..
الماعون عقب بيض ؟؟ .. حط فوقه بيض ..
الماعون عقب مربى ؟؟ .. حط فوقه مربى .. و اخلطه شوي ..
و هكذا هلم جرا دواليك طوالي..
بعد الفطور الشباب يستغلون النار اللي توها تدفى و تتمغط .. و تاكل بعضها برفق و حنية ..
يجلسون عن النار .. قبل لا يتجهون للأعمال الشاقة حقت أبونوفل .. الله يسامحه ..
كل واحد قاعد يشوي حذاءه ..
صراحة .. معلق حذائه في حطبه طويلة .. و قاعد يحميه .. علشان يلين .. و يطاوع ..
علشان يقدر يدخل رجله فيه ..
و بعد عملية تطويع الأحذية ..
ينتشر الشباب إلى الأعمال الشاقة ..حفرخنادق .. و مد الأسلاك الشائكة ..
كريكات .. و فواريع .. و مرزبة .. و عتلة .. و شغل مساجين ..
و لا يرجعون للخندق إلا عند صلاة الظهر .. للصلاة و الغداء ..
ثم يعودون للعمل حتى المغرب حيث العشاء .. ثم صلاة العشاء .. ثم النوم ..
و هكذا جرا دواليك هلم على طول ..
ناهيك طبعاً .. (لاحظوا ناهيك ) ..
أقول ناهيك عن الإنزلاقات العفوية و التقلبات الجمبازية و الحركات البهلوانية ..
طبعاً الشباب ما تعودوا على المشي على الثلج ( اخوكم مقطوع سره في بيروت )
و طبعاً الحكم ضدنا و الأرض و الجمهور .. و لا ننسى الضغط النفسي للصحافة .. و المدرب الغشيم ..
المهم .. صار الواحد منا يمشي مثل رامبو .. .. وخر عنه ..
طلعت لنا عضلات في أنحاء متفرقة من الجسم مع احتمال تدني في الرؤية الأفقية جعلها الله عضلات خير و بركة ..
و صراحة .. حتى ما نظلم حبيبنا أبونوفل ..
كان هناك استراحة بين الشوطين .. شاي بالطين .. و حلاوة أفغانية .. إن وجدت ..
الساعة عشرة تقريباً .. بس هناك في أماكن العمل .. الشاي يدور عليهم .. و الحلاوة ..
أحلى أيام ..
أذكر مرة سويت لهم حلاوة ..
أنا أعرف المقادير .. لكن ما أعرف الطريقة .. سميد و مويه و سكر .. و زيت ..
حطيت المقادير كلها في القدر على النار .. و قعدت أقلب فيها ..
حتى استوت .. طلعتها من النار .. و أنا أحركها .. اشوف الخلطة تثقل .. تثقل .. تثقل ..
حتى صارت صبة .. الله وكيلك اسمنت .. حتى الملاس صكت عليه ..
طبعاً .. ما عجبت الشباب .. أصلاً ما قدروا يذوقونها .. قطعة بلوك مصبوبة في قدر ..
ما تصلح معها الملاعق .. هذي توكل بإزميل و مطرقة ..
ناس ما تقدر المواهب .. لا تشجيع و لا ترقيع .. شلون الواحد يتعلم ؟؟ ..
عاد أنا تحسفت أكب الخلطة .. لكن كيف أخلص القدر و الملاس .. المتفجرات يمكن تعور القدر ..
رحت و حطيت القدر لحمار المركز .. أعزكم الله .. يمكن يحل المسألة و يأكل شوي من الحلاوة ..
الحمار .. طالع في الصبة .. شمها .. طالع فيني ..
ثم قلب وجهه .. و راح ..
حتى أنت يا أبوصابر ..
لكن أنا من الناس اللي مجاديفهم تعصى على التكسير ..
يعني وجه عريض مغسول بمرق .. صرت طباخ غصب ..
و في المرة الثانية أعلمكم عن سالفة المطازيز اللي سويناها في كابل ..
وللحــــديث بـقيـــــــة
__________________
إضغط على الصورة لمشاهدتها بالحجم العادي

ليــس هنـــاك وظــائف شـــاغرة *** ولــكن هنــاك فــرص كــامنة

إذا مكثــت مكانك منتظراً تحول كل الأضواء إلى اللون الأخضر ولم تبادر تــأكد أنك لن تبرح مكـانك


قديم 04-02-2008, 11:34 PM
  #7
**تعبت من البعد**
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية **تعبت من البعد**
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 2,178
**تعبت من البعد** غير متصل  
..اسلوبك رائع اجبرني على متابعة القرأة

والاستمتاع بهذه القصص..
__________________
اللهم اهديني وعافني واعفو عني واحفظ لي بنتي وولدي ووفقني في دراستي وحقق لي مااتمناه
قديم 05-02-2008, 03:31 PM
  #8
dhudkd
عضو مثالي
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 189
dhudkd غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **تعبت من البعد** مشاهدة المشاركة
..اسلوبك رائع اجبرني على متابعة القرأة

والاستمتاع بهذه القصص..
يجزاك الله خير على مرورك

لكني لست كاتب هذه المذكرات للأسف
لأن كاتبها هو مجاهد سابق
__________________
إضغط على الصورة لمشاهدتها بالحجم العادي

ليــس هنـــاك وظــائف شـــاغرة *** ولــكن هنــاك فــرص كــامنة

إذا مكثــت مكانك منتظراً تحول كل الأضواء إلى اللون الأخضر ولم تبادر تــأكد أنك لن تبرح مكـانك


قديم 05-02-2008, 04:09 PM
  #9
little dreams
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية little dreams
تاريخ التسجيل: Sep 2004
المشاركات: 2,778
little dreams غير متصل  
اللهم احفظهم بحفظك واكنفهم بكنفك وأبعد عنهم شرور خلقك ،، وبلّغهم مناهم وانصرهم على من عاداهم ..
قديم 07-02-2008, 03:02 PM
  #10
dhudkd
عضو مثالي
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 189
dhudkd غير متصل  
جنة الدنيا
يجزاكم الله خير على هذه الدعوة الجميلة لأخوانكم المجاهدين


الذكرى الثالثة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبر في اوروبا



رأيته أول مرة في بيشاور قادما من مطار اسلام آباد
كان فتاً يافعاً .. قادماً لتوه من المدينة
يقلب طرفه في وجوه الموجودين .. حائراً لا يعرف أحداً و لا أحد يعرفه
اقتربنا منه أنا مع أحد الأخوة و تعرفنا عليه .. أبوالعباس المدني ..
دمث الأخلاق .. حييّ .. قليل الكلام .. لا تكاد تسمع صوته إذا حدثك
افترقنا من اليوم التالي .. ذهب إلى معسكر التدريب ..
ثم سمعنا أنه ذهب إلى قندهار ..
دارت الأيام .. و الشهور .. و السنوات
التقيته كذا مرة .. في خوست .. ثم استقر في جلال آباد
كان يدرب الشباب على قيادة الدبابات
…..
عندما التقيت به آخر مرة .. كان أميراً لسرية حطين
و كان أن فتحت جلال آباد و استسلمت للمجاهدين ..
في تلك الليلة كان الفرح يعم المجاهدين المرابطين حول المدينة
و ترى الطلقات النارية من الرشاشات وصواريخ ( آر بي جي ) تتعانق في السماء
و كان الشباب يحيون سمراً حول النار في سرية حطين احتفالاً بسقوط المدينة
لمحته .. منعزلاً .. شارد الذهن
حزيناً ..
اقتربت منه .. أبو العباس .. الناس يفرحون و يحتفلون
ماذا أصابك .. لماذا هذا الحزن
التفت إليّ وقال : و بعدين ؟؟ ..
أبو العباس .. ماذا تقصد : و بعدين
قال : يعني هل انتهى الجهاد .. هل نرجع إلى بيوتنا
كانت عبراته تخنقه .. لم يختارنا الله
لسنا أهلاً للشهادة ..
أخذت بيده إلى مكان السمر .. فهو أمير القوم
الشباب في انتظارك
….
عندما رحع إلى إهله في المدينة ..
كان أبوه يقول .. إنه لم يكن ينام على السرير مثل إخوانه
.. كان يفرش له حصير وينام عليه

ثم كان أن نفر الشباب إلى البوسنة لنصرة المسلمين المستضعفين
فكان أبو العباس و أبو الزبير المدني أول النافرين
و كانا .. أول الشهداء
لم أسمع عن استشهاده ..
و في أحد الأيام .. كنت عند أحد الإخوان ....
فقال لي .. سوف أريك صورة رجل تعرفه
.. أحضرها
فإذا هي.. صورة أبو العباس المدني .. بعد قتله
كأنه نائم .. و مبتسم ابتسامة توحي بأنه ليس ميتاً
خنقتني العبرات .. تذكرت تلك الليلة
قلت .. …هنيئاً لك أبوالعباس .. فقد اختارك الله
" فمنهم من قضى نحبه .. و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً "
أبو العباس .. لقد كنت ممن ينتظر ..
و كل من عرفك .. يشهد .. بأنك لم تبدل تبديلاً
سبحان ربي
لو قلت له تلك الليلة في بلاد خراسان ..لا تحزن فإنك
سوف تقتل .. بعد سنة أو سنتين
و تدفن في وسط أوروبا
لضحك علي ..و قال أنت تحلم .. ..
و لو قال لي ذلك .. لضحكت و لقلت له أنت تحلم

و ماتدري نفس ماذا تكسب غداً
و ما تدري نفس بأي أرض تموت ..
الناس تغدو و تروح هناك .. في البوسنة .. مشغولون في دنياهم
ربما يمرون من أمام قبر لا يعرفون صاحبه ..
قليل من أهل البوسنة .. من يعلم أن هذا القبر يضم جسداً لفتى من أهل المدينة المنورة
فارق أهله و احبابه .. و هجر أرضه و وطنه .. ليقاتل دونهم .. و ليحمي أعراضهم
قليل من أهل البوسنة .. من يعلم من هو أبو العباس .. و لماذا جاء إلى هنا .. و أين يرقد الآن
و لكن حسبه أن الله يعرفه .. و يعلم مكانه ..
و الذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم .. سيهديهم و يصلح بالهم
و يدخلهم الجنة .. عرفها لهم .
و لقد سألت أبو القعقاع بنفسي عندما قابلته في خوست عن القصة و أعادها علي بحذافيرها
و قال و الله لم أعرف أبو العباس و لم أقابله و لم أسمع باسمه في حياتي
إلا ما كان من ذلك المنام
رجع المجاهدين و بقي أبوالعباس هناك
تحت التراب في مكان ما بين تلك الجبال قريباً من مدينة خوست
لا أحد يعلم مكانه
و قليل من يعلم قصته
ربما لا أحد يزور قبره
أو ربما جرفته السيول أو واسته بالأرض
نسيه الناس ، و ربما نسيه أهله و أحبابه
و لكن الله يعرفه " و ما كان ربك نسياً "
" و اللذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم
سيهديهم و يصلح بالهم
و يدخلهم الجنّة عرّفها لهم "
وا حُرَّ قلباه ……أبو العباس …… ليتنا خُلِّفنا معكم
__________________
إضغط على الصورة لمشاهدتها بالحجم العادي

ليــس هنـــاك وظــائف شـــاغرة *** ولــكن هنــاك فــرص كــامنة

إذا مكثــت مكانك منتظراً تحول كل الأضواء إلى اللون الأخضر ولم تبادر تــأكد أنك لن تبرح مكـانك


موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:36 AM.


images