لابن القيم رحمه الله تعريف لحياء من نوع خاص جدا ...
حياء لا ينبغي إلا لمن شرفت نفسه وعظم قدره و عظمت في سبيل الدعوة همته ...
ذلك هو حياء النفس العظيمة ...
فيعرفها ابن القيم بقوله ...
”فحياء النفس العظيمة الكبيرة
إذا صدر منها ما هو دون قدرها من بذل وعطاء و إحسان ...
فإنه يستحي مع بذله حياء شرف نفس وعزة...
فهو حياء النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة من رضاها لنفسها بالنقص, وقناعتها بالدون. ...
فيجد نفسه مستحيا من نفسه , حتى كأن له نفسين , يستحي بإحداهما من الأخرى ...
وهذا أكمل ما يكون من الحياء“
انتهى كلامه...
لله درك يا ابن القيم
يعني أ ن يستحي المرء من إنجازاته أنها دون المستوى ...
وأني لم أقدم هذا العمل إلا على استحياء من نفسي ...
وأن همتي أعظم من ذلك و تستطيع أن تقدم أضعاف أضعاف ما فوق ذلك ...
و أن هذا العمل لايمثل همتي و إنما قصرت نفسي فكان هذا العمل ...
وأني أخجل من نفسي إذا صدر منها ماهو دون طموحها وشموخها وعلوها وهمتها وقدرها...
أنا همتي أعظم من ذلك بكثير ...
الله أكبر ... ما أعظم هذه النفس ...
اللهم ارزقنا نفسا مثل هذه النفس و أعظم منها بكثير وارزقنا...
وارزقنا حياء النفوس العظيمة ...