الطفل والأب ... من يقود من ؟
تنائيت كثيراً عن الدخول لوقعي المفضل .... ليس رغبة عنه ... وإنما مشاغل الدنيا التي لم أعد أستطيع التوفيق بينها وبين متابعة التغذية الثقافية في شتى المسارح التي يعبق بها النت المحترم .......
وهذا هو موضوع اليوم :
تتزايد يوما بعد يوم ضراوة العولمة لاجتثاث موروثات الشعوب وعاداتهم ....وبعيداً عن البلوى التي أحاطت بنا كمسلمين فإنه لا يكاد ينجو مجتمع يؤمن في قاع نفسه بموروثه وتراثه من لهيب هذه النار الحامية .....
العولمة طوفان هائل مدمر .ا... يقتلع جذور التراث والماضي .... ويعمل على تذويب الشخصية وتطويعها كيفما كان اتجاه العاصفة ....
ولعلي هنا ألا أطوف بك قارئي العزيز في هذا البحر الهائج فنخرج منه ممحلين .....لا أرضاً قطعنا ولا ظهراً أبقينا ....
وهنا ألتفت لمشكلة تؤرقني كثيراً بكرة وعشياً ، كلما غدوت إلى عملي أو رحت منه ، كلما قابلت أبنائي على باب بيتي أو ودعتهم منه ... إنها قضية المستقبل التربوي ... والمصير الديني والثقافي الذي يصير إليه جيل الأطفال هذا اليوم ....
لقد كانت التربية في آن قريب مضى مع مافيها من صعوبة نسبية تظل تحت السيطرة الأسرية ...وذلك عائد لطبيعة الحياة السهلة آنذاك .... بعكس واقعنا التي بات يشكو عقدة في كل جزء من أجزائه....
أما الطفل فقد بات هو الضحية البريئة لهذه التغريب والتشريق والتذويب ..... لقد كان في الزمن الأول يطمئن الأب حينما يرسل الطفل إلى المدرسة ... لينهل من العلم ويغترف من المعرفة والتربية ... وكان البيت والمدرسة والشارع مؤتلفين إلى حد ما ، وحينئذ يتفرغ الأب لمهامه الأخرى إذ سيكون الأبناء في محصن ومأمن ... وأما اليوم فقد أصبح ذلك الثالوث شركاء متشاكسين ..... فما يسمعه الطفل في بيته .... يسمع ضده في مدرسته ... ويرى ما يناقضه في شارعه ...
والآن ما هو موقف الأب الناصح حينما يرى الزمان يضطره لإحضار ما كان يكرهه بالأمس ، بينما يرى غيره مستعداً ليقدمه له بأجرة أو بدون أجرة ....
سؤال ليس إلا: هل يصح أن يكون الابن هو القائد بدل الأب ؟
أم العكس .....وكيف .... يا امة الإسلام اجيبوا