بسم الله الرحمن الرحيم
إن الإنسان في هذه الحياة يبحث عن الجمااال في كل شيء ، فتجده يشتري الجميل ويلبس الجميل بل وحتى في التعامل يختااار الجميل من الألفاظ والكلمات ، واللطيف من العبارات حتى الاسم فهو يختار لأبناءه وبناته الجميل من الأسماااء ( وهو من حق الأبناء على آباءهم ) ...
وكل هذا لأن الجمال وإختياره فطرة مفطور عليها الناااس ، ولأنك لا تجد أحداً يميل أو يحب الأسمااء التي تفسد عليه سمعته أو يكون مذمّة لأحد عن طريقهاااا .... ومنها اختيار الأسماء ، ولأن مثل هذه الأسماء الجميلة تجعله مقبولاً في مجتمعه والإنسان بطبعه إجتماعياً .....
وكلنا يعلم بل ويؤمن بأن الله أنزل علينا هذا الدين لأن فيه سعادتنا وراحتنااا ..ولأنه سبحانه يعلم بأن إتخاذنا لأسمااء - نتعارف عليها فيما بيننا - قد يؤثر تأثيراً سلبياً أو إيجابياً ، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يغيّر بعض أسماااء أصحابه ، لأنه يحب لهم الخير ويريد بهم الخير ......
وإليكم أمثلة بالأسمااء التي غيّرها ...
فعن ابن عمر : أن ابنة لعمر كانت يقال لها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة . رواه مسلم ( 2139 ) .
وما رواه البخاري (6190) عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : حَزْنٌ . قَالَ : أَنْتَ سَهْلٌ . قَالَ : لا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي . قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ : فَمَا زَالَتْ الْحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ .
والحزونة هي : الصعوبة وشدة الخُلُق .
ولعلكم عرفتم الحكمة من هذا التغيير...
وتعالوا نطبقها على من يسمي نفسه بأسماء لا تدل ظاهرياً ولا ضمنياً للراحة والسعادة التي ينشدها كل إنساااان ..
إن مثل هذه الأسماء التي يصيبك العجب من أهلها حين يختارونها ... لماذا لم يختاروا إلا التي في مضمونها الحرماااان والكآبة والهم والغمّ والأحزان والجروووح والحيرة و.....
فصاحب ذلك الإسم.....
إذا كتب موضوعاً نسبوه إليه .......
وإسمه يتكرر على ألسنتهم كلما رأوه أو تحدثوا عنه ......
وإذا غاب عن المنتدى كتبوا مقالاً يسألونه الرجووووع .....
وإذا إشتهر أسمه .. أصبح له شعبية بذلك الإسم ...!!!
وإذا أراد الأعضاااء منه شيئاً نادوه باسمه ...!!!
بل والغريب إذا أرادوا مدحه ... مدحوه باسمه المتنافي مع المدح ...!!!
ولا ننس أن إسمه يؤثر عليه بالسلب لا بالإيجاااب ،فهو يؤثر على النفس ويصقل فيها صفات ويؤكدهاااا ، بل ويتبناها العقل الباطن الذي لا يفرق بين الصواب والخطأ ... وبعدهاااا يبدأ تأثير الاسم على المزاج وعلى الأحاسيس والمشاعر .... وبالتأكيد ستنقلب النفسية من الراحة إلى التعب والكدر ، بل ومن السعادة إلى القلق والحيرة ...
......... أمثلة واقعية .........
المحرومة .... (( وأعتذر عن من تسمّت بهذا الأسم فما هو إلا مثال ))
إذا غابت نادوهاااا أين أنت يالمحرومة ... ؟؟؟ فماذا سيزيدها هذا الإسم غير الحرمااان ..؟؟
إذا أرادوا أن يمدحوهااا قالوا لها مشكوووورةريالمحرومة على المساعدة .... هل لاحظتم التناقض ...!!!
لو أراد أحد أن يسبّها أو ينال منها ... قال لها ... مسكينة فمن عرف أسمك نظر إليك بالشفقة لأنك محرومة ...!!
وإليكم هذا المثال الواقعي الذي نقلته لكم من شريط ((( ابتسم لتكون أجمل ))) للأستاذ مريد الكلاب
في دولة غانا ... وبالتحديد في قبيلة الأشانتي ...حين قابل أحد الأخوة من تلك الدولة وقال له أنه يوجد لديهم عادة غريبة وقد أثرت على النفوس وذلك من خلال الإسم الذي يطلق على مولودهم حيث أنهم يسمون المولود بحسب اليوم الذي ولد فيه ...
فمن ولد يوم الأحد سموا ذلك المولود بــ ( أكواسي ) ... ومعناها اللطوف والحنون والطيب والعطوف .
وأما الذي يولد يوم الأربعاء فيسمونه بــ ( أكواكو ) وعناها الشرير والعنيف والعدواني .
وكانوا يتشائمون من الولادة في هذا اليوم ...
وقد أجريت دراسة علمية على هؤلاء فوجدوا أن 50 % من الجرائم التي ترتكب في غانا تكون ممن ولدوا يوم الأربعاء ، وهم ( أكواكو ) ...!!!
والتفسير الوحيد لهذا .... أن الوالدان كانوا يتوقعون من هذا الولد الإجرام بسبب ولادته يوم الأربعاء ...
- ولذلك يقلق الوالدان أثناء الحمل ... خوفاً أن يولد لهم مولود في يوم الأربعااااء ...!!!
- وإذا ولد لهم مولود وأصبح طيباً حنوناً ، قالوا لا غرابة فأنت قد ولدت يوم الأحد ..
- وإذا ولد لهم مولود وأصبح شريرا عنيدا ، قالوا لا غرابة فأنت قد ولدت يوم الأربعاء .. وماهذا إلا لتوقع أهله عنه ...
والملاحظ أن من يختار مثل هذه الأسماء قد يعتبر أن أسمه وصف لحاله مرت به في وقت إختيااار هذا الإسم ... ولكنه نسي أن هذا وصف مؤثر شعر أو لم يشعر ...!!!
قال ابن القيم- رحمه الله-: "فقلّ أن ترى اسماً قبيحاً إلا وهو على مسمى قبيح كما قيل:
وقل أن أبصرت عيناك ذا لقبٍ إلا ومعناه لو فكرت في لقبه
وسأضرب أمثلة للأسماء أو الالقاب أو الأسماااء المستعاارة ... وأحكموااا أنتم ..
المحرومة : وإني أسألهااا من ماذا ..؟؟
المكتئبة : سبحان الله هل أحد يحب هذا الإسم ..؟؟؟ ومع هذا يوجد ..!!!
بين جروحي : ...........!!! ولماذا باقية بينهاااا ..؟؟
فاقدة حنان : أليس الأفضل منه عقلاً وطبعاً وإحساساً ( الحنونة ) ..؟؟
المظلومة : ...........!!!
الفقيرة :..... ومن الذي يريد أن يعيش فقيراً ...؟؟
الحزينة : ولنفترض أنك حزينة لأمر مااااااااا فلماذا تجعلين أسمك حزينة وأنت أحياناً مسرووورة ..؟؟
الدموع : ........... لا أدري بماذا أعلّق ..؟؟ سبحان الله
الأسيرة : ولو خيروها بين الحريةوالأسر لأختارت عكس أسمهاااااااا فلماذا هذا الإختيااار ..؟؟
التائهة : ...... ومن ذا يتلذذ بالتيه والضيااااع ...!!!
المجروحة : ....أعلم أنه وصف ، ولكن من ذا يتلذذ بالجراح
مجرمة : ............ لا تعليق ..!!!
ما أقدر أنام : .........!!!
الحيرانة ...
الممزقة :
زعلانة جدا :
وغيرهااااااااااااا الكثير ممن تتعجب ... أين وعي الأخواااات في إختيار الإسم الغير مناسب ..!!!
ولقد خالف هؤلاء منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الفأل فلقد كان يتفاءل في أحلك الظروووف ويأمر الصحابة بالنظرة الإيجابية لكل شيء .... وما أعظم من بشارته للصحابة بفتح كسرى وقيصر مع ان الكفاااار كانوا محيطين بالمدينة ومحاصرينهاااا ... بل أن قلوبهم وصلت إلى حناجرهم كما في الآية ......
فالفأل يحيي النفوس ، ويصقل الخير والبشر والسعادة فيهااااا .
لكن أنظري إلى من تسمي نفسهااا أسماً تفتخر به بين الناااس ، فهو قد أثر على شخصيتهاااا ، تعاملهااا ، كلامهااا ، نفسيتهاااا ، نظرتها للحياة ، فألها بحصول الحل للمشكلة التي تواجهها ،،،،
وكلنا يعلم أنه من طرق تثبيت المعاني الإيجابية في النفوس أن تكتبينها بورقة وتضعيها أمامك في كل وقت حتى تؤثر على النفس وتجعلها تسير حسب الوصف المراد والمكتوب في الورقة ...
فالواثقة : تعطيك إنطباع بأنهااا فعلاً واثقة .. بل وتتعامل معهااا بهذه الثقة
الجميلة : حتى لو كانت في أوساط النساء عادية الجماال ولكن في نفسها وشعورهااا أنها جميلة ..
المؤمنة : تجدها ترغب في الخير ولو لم تكن معروفة بكثرة العمل ... ولكن المشاعر الإيمانية تملأ جوانحهااااا .
المتمسكة بدينها : فأنت تعلمين مباشرة أنها تحب التمسك بدينها زيادة على تمسكهااااا
وأخيراً ...
لست مسؤولاً أيها – المشرفون والمشرفات – عن طلبااات تغيير الأسماااء التي ستنهااال عليكم من الأعضااء والعضوااات بعد أن فهموااااااااااا مرادي في هذا المقااال ...