رجل طُرِد من عمله =
فأُصيب بصدمة نفسية
آخـر احـترق بيته =
فأُصيب بصدمة نفسية
ثالث خسِر في تجارته =
فأُصيب بصدمة نفسية
امرأة تزوّج عليها زوجها =
فأُصيبت بصدمة نفسية
ثانية اكتشفت أن زميلتها في العمل هي ضرّتها =
فأُصيبتْ بصدمة نفسية
ثالثة طُلّقت =
فأُصيبتْ بصدمة نفسية
إلى غير ذلك مما نسمع به بين الحين والآخر بهذه العبارة (
أُصيب بصدمة نفسية )
ومما لا شك فيه أن هذه الصدمات النفسية لم تكن تُعرف عند أسلافنا ، ولم تعرف إلى نفوسهم طريقاً .
لمـاذا ؟
أعُدِمَ الإحساس عندهم ؟؟
أم أنهم لا يُحسّون ؟؟
أم أن نفوسهم تختلف ؟؟
أو تغيّر الزمان ؟؟
ما السِّـرّ إذاً ؟؟؟
السِّـرّ – بارك الله فيكم – يكمن في الإيمان بالله والرضا بالقضاء .
السِّـرّ يكمن في صدق الإيمان بالله
(
فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )
حتى يتبيّن الصادق في إيمانه من الكاذب
وحتى تظهر حقيقة الإيمان بالركن السادس من أركان الإيمان
الإيمان القدر خيره وشرّه . حلوه ومُرِّه
والتسليم لله سبحانه وتعالى في مواطن القضاء والقدر
وحقيقة الصبر ، واحتساب الأجر ، وصدق الإيمان بالقضاء والقدر تظهر على محكّ " الصدمة الأولى "
فمن صبر عند الصدمة الأولى ... عند تلقّي الخبر ... عند وقوع الفاجعة
من صَبَر في هذه المواطن ، وعوّد نفسه عليه ، وتصبّر ، لم تضرّه نازلة تنزل به .
و " إنما الصبر بالتّصبّر " كما في الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام .
ومن صَبَر في هذا الموضوع "
عند الصدمة الأولى "
وصبر في تلك الحالة "
أول وقوع الخبر "
من كان كذلك لم يُصب بأذى .
ومن آمن بالله وحقق الإيمان بالقضاء والقدر ، وأيقن أن الكلّ من عند الله [
الخير والشر ]
وآمن أيضا أن الله لم يخلق ولم يُقدّر شرّاً محضا خالصاً ، علِمَ أن ما يُصيبه ليس شرّاً على كل حال (
لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ )
ثم نَظَر إلى المُقدَّر بعين البصيرة فتلمّح المنحة في طيّ المحنة .
ثم تذكّر أن هذه الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة
وليس لها قدر عند العقلاء
وأنها دار ابتلاء وامتحان
وأنه خُلِق في كَبَـد ... في همٍّ وغمٍّ ونكـد (
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ )
طُبِعت على كدرٍ وأنت تُريدها *** صفواً من الأقذاء والأكدار
ومُكلّف الأيام ضد طباعهـا *** مُتطلّب في الماء جذوة نار
فإذا استحضر المسلم أو المسلمة هذه الأمور مُجتمعة هانت عليه المصائب فلم يجمع على نفسه كُومة مصائب !
= المصيبة التي وقعت – من خسارة أو حريق أو طلاق أو زواج زوج !
= مصيبة المرض النفسي .
= فوات الأجر بالجزع والتّسخّط .
= تحصيل الإثم بالتّسخّط .
والمسألة تحتاج إلى صبر ومُصابرة ، وجهد ومُجاهَدة .
(
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )
والله يتولّى السرائر .
وأترككم في حفظ الله ورعايته .
بقلم فضيلة الشيخ / عبد الرحمن السحيم -حفظه الله