بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الصادق الأمين
أخوتي أخواتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصة قصيرة بعثها لي أخ كريم عبر الإيميل أسوقها إليكم للأستفادة
قصة قصيرة
جلس رجل أعمال أمريكي في أواخر عمره أمام بيته الشتوي الخاص على أحد أنهار المكسيك ..
جلس وكأنه في الجنة .. يستمتع بالمناظر الخلابة والجو الصافي النقي البديع ...
ولفت نظره اقتراب صياد مكسيكي بسيط من الشاطيء ..
فنظر رجل الأعمال الأمريكي إلى حال ذلك الصياد البسيط ..
فوجد مركب صيده غاية في البساطة .. وكذلك الأدوات التي يستعملها .. ورأى بجانبه كمية من السمك
قام الصياد باصطيادها بالفعل ....
فناداه الرجل ليشتري منه بعض السمك ... وليتحدث إليه ..
جاء الصياد البسيط إلى رجل الأعمال .. فاشترى منه بعض السمك .. ثم سأله :
ماذا تحتاج من الوقت لاصطياد مثل هذه الكمية من السمك ؟..
قال الصياد البسيط : ليس كثير الوقت يا سنيور ..
فسأله ثانية : فلماذا لا تقضي وقتا أطول إذا ً في الصيد .. فتكسب أكثر من ذلك !!..
فرد الصياد البسيط : ما أصطاده يكفي حاجتي وحاجات أسرتي بالفعل سنيور !!...
فسأله رجل الأعمال الأمريكي : ولكن ماذا تفعل في بقية وقتك ؟؟؟...
فرد الصياد البسيط : أنا أنام بما يكفيني من الوقت .. وأصطاد لقليل من الوقت ..
وألعب مع أطفالي ... وأنام القيلولة مع زوجتي بالنهار أيضا .. وأقضي معها بعض الوقت ..
وفي الليل أتجول مع أصدقائي في القرية ونجلس معا ونتسامر فترة من الليل ...
فأنا حياتي مليئة بغير العمل .. سنيور ...
هز رجل الأعمال الأمريكي العجوز رأسه في سخرية من كلام الصياد المكسيكي البسيط ..
ثم قال له : سوف أسدي لك نصيحة غالية صديقي ... فأنا رجل أعمال أمريكي مخضرم ...
أولا : يجب أن تتفرغ أكثر للصيد .. حتى تزداد كمية ما تصطاده ..
ثانيا : بعد فترة من الزمن .. ومع تقدمك المادي تشتري مركبا أكبر وأحدث من هذا القارب الصغير ...ثالثا : يمكنك بعد ذلك بفترة ومع ازدياد أرباحك أن تشتري عدة قوارب كبيرة للصيد ..
رابعا : ستجد نفسك في النهاية وبعد فترة من الزمن صاحب أسطول بحري كبير للصيد ....
وبدلا من قضاء الوقت والجهد في بيع السمك مباشرة للناس .. سترتاح ببيعك فقط للموزعين ..
وأخيرا : وبعد كل هذا النجاح ستستطيع وبكل سهولة أن تنشأ مصانع التعليب الخاصة بك .. والتي
يمكنك بها التحكم في إنتاجك من الأسماك وكميات التوزيع أيضا !!!...
وتنتقل بهذا النجاح من قرية الصيد الصغيرة هذه التي تعيش فيها .. وتنتقل إلى العاصمة ( مكسيكو
سيتي ) ... ومنها لأمريكا ..... وهكذا .. فتصبح مليونيرا كبيرا يشار إليه بالبنان !!!!!...
أرأيت يا صديقي المسكين كيف يكون التفكير الصواب ؟!!!..
سكت الصياد قليلا ثم سأل رجل الأعمال الأمريكي العجوز :
ولكن سنيور ... ماذا يتطلب كل هذا النجاح من وقت ؟؟؟؟..
ضحك رجل الأعمال وقال : من 15 إلى 20 عاما فقط !!!!!... أتصدق هذا ....
فقال الصياد : وماذا بعد ذلك سنيور ؟!!!...
فضحك رجل الأعمال وقال : هنا نأتي لأفضل ما في الموضوع ....
عندما يحين الوقت المناسب والذي تختاره ... تقوم ببيع جميع شركتك .. وجميع أسهمك .. وتصبح بعدها :
من أغنى أغنياء العالم !!!!...
سوف تملك ملاييين الدولارات أيها الرجل !!!!!!...
نظر الصياد البسيط إلى الرجل .. ثم سأله : وماذا بعد الملايين سنيور ؟!!!!..
قال الرجل العجوز في فرح :
تستقيل بالطبع .. وتستمتع ما بقي لك من العمر ....
تشتري شاليه صغير .. في قرية صيد صغيرة .. تستمتع فيه مع زوجتك وأبناءك ... تنام بالنهار القيلولةمع زوجتك .. وتقضي معها بعض الوقت .. تلعب مع أبناءك .. تخرج ليلا تتسامر مع أصدقائك .. وفوق
كل ذلك تستطيع النوم لفترات أطول وأجمل !!!!!...
فقال الصياد المكسيكي البسيط في دهشة :
هل تعني أن أقضي 20 عاما من عمري في التعب والإرهاق والعمل المتواصل .. والحرمان من زوجتي
وأبنائي والاستمتاع بصحتي .. لأصل في النهاية إلى ( ما أنا عليه أصلا ) .....
... شكرا سنيور !!!!!!!!!!!!...
----------------------------------------------------------
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) رواه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم/300) والترمذي في "السنن" (2346) وقال : حسن غريب . وقال الشيخ الألباني رحمه الله بعد تخريجه الحديث عن جماعة من الصحابة : " وبالجملة ، فالحديث حسن إن شاء الله بمجموع حديثي الأنصاري وابن عمر . و الله أعلم . انتهى. "السلسلة الصحيحة" (رقم/2318)
من أصبح منكم :
آمنا في سربه .(غير خائف من عد، أي نعمة الأمن والأمان )
معافى في جسده (صحيحاً سالماً من العلل والأسقام،أي نعمة الصحة والعافية )
عنده قوت يومه . (كفاية قوته من وجه الحلال،أي نعمة الكفاية والكفاف وعدم الحاجة ) ..
فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ' ( فكأنما أعطي الدنيا بأسرها،أي بكل ما فيها ) .
وقال المناوي رحمه الله " يعني : من جمع الله له بين عافية بدنه ، وأمن قلبه حيث توجه ، وكفاف عيشه بقوت يومه ، وسلامة أهله ، فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها ، فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها ، بأن يصرفها في طاعة المنعم ، لا في معصية ، ولا يفتر عن ذكره :
اللهم صلي وسلم على رسولك محمد
والسلام عليكم ورحمة الله