
عندما تكون الأم سبباً في تعاسة ابنتها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تحية طيبة... وبعد،
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى الرائع.... أود في البداية أن أشكر الأخوة والأخوات المشرفين على هذا الموقع لجهودهم في سبيل تطويره وتقدمه دائماً، وكذلك الشكر الجزيل للأخوة والأخوات الأعضاء المشاركين في المنتدى والذين يساعدون بعضهم البعض ولا يتأخرون عن تقديم النصائح والمعلومات المفيدة.
لا أعتبر نفسي (عانس) لما تحمله هذه الكلمة من معاني سلبية في ذهني.
ما أشعر به عن العانس هو أنها المرأة التي تقدمت في السن ويأست من الزواج أو وجد الآخرون زواجها مستحيلاً لعيب فيها وأنا ولله الحمد ما زلت أرى نفسي في ريعان شبابي، رغم أن البعض يرى أن من هي في نهاية العشرينات "عانس" ويقولوها بملأ الفم ولكنني لا أبالي بما يقوله الغير خاصة اذا لم يكونوا بنفس مستواي الفكري وبنفس نظرتي للحياة.
وسبب هذه الثقة بالنفس وعدم اهتزازها وعدم الشعور بالخوف والقلق رغم اقترابي من الثلاثين هو أنني أتمتع بمميزات متعددة ولله الحمد كالجمال والثقافة ووظيفتي ومواهبي التي تشغل فكري وبالي، لذا ليس لدي وقت للتفكير في المستقبل بهلع كما تفعل الكثير من الفتيات في سني ممن يسبقن الأحداث ويتشائمن ببساطة.
أحياناً أسمع كلمة من هذا وكلمة من تلك وأتظاهر بأنني لم أسمع أو أر رغم أنها جارحة أحياناً ولكن ثقتي بذاتي قوية فلا أبالي بما يقولون خصوصاً أنني متميزة عن غيري من الفتيات ولله الحمد وأيضاً لأنني مؤمنة بالقضاء والقدر خيره وشره فربما كتب الله لي التأخر في الزواج وربما لن يأتي نصيبي أبداً فلم أتعب نفسياً على ما كتبه الله لي قبل ولادتي!؟
ولكن..... المؤلم والمؤسف أن تكون الأم سبباً في تحطم شخصية ابنتها بعد كل هذا العمر وسبباً من أسباب تعاستها وإحساسها بالهم بعد أن كانت مثالاً للقوة والثقة العالية بالنفس.
توفي أبي منذ سنتين وترك أمي وحيدة تواجه حياة قاسية من بعده، فهي التي تدير البيت بمفردها فلا أبناء فيهم خير كما يقال، ولا يوجد سوانا نحن البنات من نساعدها. 2 من أخواتي متزوجات وهن الأكبر سناً وبقيت أنا والأصغر مني. كنت أظن أن أمي مثل أبي، لم يكن رحمه الله يهتم بهذا الأمر وكان يرى أن الزواج لا يجب أن يتم بالإكراه وقد منحنا حرية الرأي والقرار على حياته، وبعد وفاته أصبحت أمي قلقة للغاية وكل يوم ودون مبالغة نعم كل يوم تتكلم في موضوع الزواج وتتسائل؛ متى ستتزوجون!!؟
ولكن النصيب لم يأتِ بعد لا لي ولا لأختي، وحدث وتقدموا لنا ولكن لم يكتب الله وليس بيدنا شيء!؟
المهم، أمي لها فترة هذه السنة مكتئبة، ولها فترة - منذ شهرين تقريباً- نائمة في غرفتها 24 ساعة لا تخرج إلا للضرورة ودائماً تشكو من التعب النفسي والجسدي مع أننا لا نقصر معها بالضحك والكلمة الحلوة والمال فأنا وأخواتي نعطيها من رواتبنا وأنا أكثر واحدة من أخواتي أعطيها، أقتطع من راتبي مبلغاً محترماً لها شهرياً، ولا أمن عليها فهي والدتي ومهما فعلت وأعطيتها لن أوفيها حقها ولن أرد لها ربع الجميل حتى!
ولكنني أريد في المقابل على الأقل أن أراها مرتاحة ومتفائلة. هناك فتيات في سني وربما أكبر ولم يكتب لهن الله الزواج حتى الآن ولكن أمهاتهن يعاملنهن بشكل طبيعي ولسن قلقات ويتمارضن كما يحدث مع أمي سامحها الله.
أمي لم تكتف بالتمارض والقلق المبالغ به، لقد انفجرت في أنا وشقيقتي اليوم قائلة أننا سبب مرضها وأننا سنتسبب لها بالموت وأننا سبب تعبها النفسي وغيره من الكلام الذي يسم البدن.
وأخذت ترمي علينا من الكلام الجارح، قائلة: كل بنات الناس يمشون وكل شوي نسمع بخبر زواج واحدة من العايلة وانتوا قاعدين بمكانكم، الناس بيتكلمون علينا وبيقولون هذول فيهم شي (قصدها فينا عيب أو بلا!!)...... إذا كان هذا الكلام يصدر من أمي التي أنجبتني للدنيا وعارفة أخلاقي زين أنا وأختي ما أستبعد ان الناس فعلاً يفكرون كذا!!
المشكلة أنه لم يتقدم لنا أحد حالياً وهي تشعرنا بالذنب لكأن الخاطبين مصطفين في طابور عند باب بيتنا!!؟
تعبت نفسيتي من كلامها ولا مجال للتفاهم، وعندما تكلمت قالت حسبي الله ونعم الوكيل فيكم!!
أمي التي أنجبتني لهذه الدنيا المفروض أنها تطيب خاطري وتقول لي أن أصبر وأحتسب لا أن تزيد الإحباط فيني لمجرد أن بنات العائلة تزوجوا وأنا لا!؟
والله لولا خوفي من الله وخوفي عليها من كلام الناس ومجتمعنا وخاصة مجتمع العائلة لسافرت إلى الخارج وطلبت حق اللجوء الإنساني في أي دولة غربية ولكنني لا أريد التهور.
لم يبق لي أحد في هذا العالم ألجأ إليه. أمي التي كانت سندي ومصدر الأمان في هذه الدنيا تصبح ضدي وتدعو علي وأشعرتنا أنا وأختي بأننا عبء كبير عليها رغم أننا لا نأخذ منها قرشاً واحداً بل نصرف عليها وكافين خيرنا وشرنا في البيت!!
والله أنني أرخصت نفسي وكلمت خطابات ودللت على روحي من أجلها. دخلت موقع للزواج وعرضت نفسي على الرجال كأنني سلعة من أجل أن ترتاح هي في النهاية، من أجل أن أرضيها. ولكن بلا جدوى. حاولت أن أريحها مني بشتى الطرق ولكن لم يشأ الله أن أتزوج فماذا عساي أن أفعل؟ أنتحر لكي ترتاح نهائياً من هذا الموضوع أم أهرب من البيت لترتاح هي وأرتاح أنا من الاسطوانة التي أسمعها كل يوم وكأنني أنا المسؤولة عن تأخري في زواجي وزواج شقيقتي.
الحمدلله لا ينقصنا شيء أنا وشقيقتي، جمال ونسب وعلم، ولكن الزواج نصيب وهناك من هن أقل مني في الشكل والعلم والثقافة ومتزوجات ولديهن أبناء وأسرة. ولكن أمي لا تفهم ولا تريد أن تسمعني. لا تريد أن تعي أن الزواج قسمة ونصيب.
آسفة على الإطالة.
اعتبروها فضفضة من أخت لكم لطالما دخلت المنتدى وقرأت لكم وهذه أول مشاركة لها وأتمنى أنني لم أكن ضيفة ثقيلة عليكم.