إلــى نفســي.. .. ونفســك
إلــى كل من تجرع كأس الضياع والوحدة .. .. .. تعال معي نتشارك بعض الهموم


ترحل مني المعاني .. تبحر في بحر لا شاطي له .. أو مرفأ ، أشعر فيه بالدّف الروحي
والحنين إلى أرضٍ تضم جسدي المرهق بالتفكير والتأمل .. ..

ترحل مني المعاني .. مثل كل شيء في الحياة يزحف نحو الزوال
كل شيء قد تبدل !! لا بل قد تحور ..
لمن نرمي اللّوم إذاً .. من يتحمل مسئولية هذا التغيير ؟؟
أنا .. أنت .. .. ؟؟
يا إنسان أنت .. .. بلا شك اللغز الأكبر والمسئول الأول عن مثل هذا الضياع
ماذا جنيت من التخبط والبحث المضني عن المجهول ؟؟
ماذا استفدت من جاهك وسلطانك ..
وقد فقدت نفسك ؟؟ وتبدلت فيك مفاهيم ..

كم أنت مسروق بإتباع شهواتك وملذاتك
ومازال صراعك الأزلي يفرض نفسه ،
البقاء للأفضل فيك والأقوى قاعدة اتخذتها في معاملاتك ومحور تدور حوله ،
ضاع الضعيف فينا يا إنسان .. .. من يرحم هذا المسكين ؟
من غيرك الله يرحم هذا المسكين

البحث عن الدائم عن الحقيقة .. .. هاجس أصبح يؤرقنا
حقيقة الأشياء .. .. والمحسوسات وهي تشاركنا هذه الدوامة

هذا السباق الزائف .. .. متى ينتهي
ومن منا يسابق الآخر .. ويجري خلف من ؟؟
هل نحن نسابق الزمن أم هو يجري لاهثاً خلفنا ؟؟
وأين تكون نقطة الوصول لهذا التناقص العجيب ؟؟

أرى من على البعد نهاية لا أدري متى ستكون .. ولكنها حتمية من دون شك ، ولأنها الحقيقة الوحيدة التي لا يتشارك فيها لبِسٌ ولا غموض ، والميزان العادل لقانون الحياة والطبيعة .. .. ولأن كل مخلوق يولد يكون يوم ميلاده نقطة البداية لنهاية معروفة .. لحفنة من تراب ،
هو كل مكسبه الذي خرج به من هذه الدنيا ..

غريبة أن تكون نهايتنا معروفة ولا نضع لها ألف حساب ،
ويكون رصيدنا من الدنيا ( فلان مات .. رحمه الله ) ولكن ..!!
هل كنا نرحم أنفسنا .. والناس ؟؟

الموت ، السؤال الأكبر .. الذي يتساوى فيه جميع الناس والقانون الأسمى والأعلى
لمبادئ وضعت قبل مولد البشرية وصراخ طفل لم يرى النور بعد

هذا أساس للعقيدة المطلقة .. التي ندعي معرفتها والإيمان بها
تزعزعت هذه العقيدة في نفوسنا ، وأصبح كل الذي ننشده
الخلاص من الضمير
نعم الضمير "ولمن شعر بوخزه يوماً ما" يطاردنا أينما سرنا
ولولاه لانقلبت الموازين وصار موطن الغابة .. وطناً لشياطين أنفسنا ..

أيها المتحجرون .. بغياب الضمير
فلتصحوا من غفوتكم وترحموا خلق الله .. .. قبل أن لا ترحموا