عيد الأم ؟ أو الأسرة ؟ ورعاية المسنين عند المسلمين - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

العلاقات الأسرية والإجتماعية أفضل الحلول لقضايا الأسرة والمجتمع والمراهقين والأطفال .

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 16-03-2004, 09:11 PM
  #1
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
عيد الأم ؟ أو الأسرة ؟ ورعاية المسنين عند المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

الاحتفال بعيد الأم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

المقدمة : يقلد بعض المسلمين البلاد الغربية في تخصيص يوم في العام للاحتفال بالأم،

وأطلقوا عليه عيد الأم، ودعا بعض الكتاب في مصر لذلك منذ ما يقرب من أربعين سنة؛

بسبب ما رأى من إهمال الأبناء بآبائهم و أمهاتهم ،فلما عارض بعض العلماء إقامة عيد

للأم في يوم محدد ، وأوضحوا أن الإسلام أمر بالبر بالآباء و الأمهات دائما، وبينوا عناية

الإسلام الفائقة بالوالدين خصوصا وبالمسنين عموما ، وأنه لا يجوز إقامة عيد خاص لم

يشرعه الإسلام.

وليس للمسلمين سوى عيدين ، ولا داعي لتقليد الغربيين ؛

لأن حياتهم المادية غلبت العاطفية ، وأهملوا الآباء ، وتركوهم لقسوة الزمن،

أو لدور الرعاية، ودعا المصلحون هناك لإقامة مثل هذا العيد للإحسان للأم والحث على

تذكرها والإحسان إليها مرة واحدة فقط في العام، وقد يأتي هذا اليوم ويكون الابن

مشغولا، فلا يبر أمه أو يشفق عليها مرة في العام .



أما المسلم مطالب بالبر بالوالدين والإحسان إليهما طوال السنة،

وعدم الاكتفاء بيوم واحد فقط، والمسلم مأمور بالإحسان للضعفاء والمسنين عموما،

والبر بالجميع والإحسان والرحمة حتى بالحيوان الحي والمعد للذبح .

فالمجتمع الإسلامي يملؤه الحب الصادق ويسوده الرحمة والمودة في العلاقات الأسرية

إلى حد كبير، وهذه العادات الغربية ظهرت من الكتاب المنبهرين بتقليد الغربيين دون نقد

أو تمحيص ظهرت على فئة قليلة من المسلمين ، ممن أصيب بحب التقليد،

وخاصة لأولئك الذين تفوقوا صناعيا، فإن حُمَّى التبعية للثقافة الغربية سرعان ما تنتشر لا

سيما في النساء قليلات الاطلاع، وذلك من علامات الانهزامية، فيجدر بكل مسلمة متعلمة أو

مثقفة أن يكون لها شخصية متميزة و أن تعتز بدينها ، وتفتخر بالانتساب لحضارتها

الإسلامية.


التمهيد:

وفيه بيان لخطورة الاحتفال بغير الأعياد الإسلامية :

قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أقواما أو فئاما من أمته سيتبعون أهل الكتاب في بعض شعائرهم وعاداتهم ، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم ، قلنا يا رسول الله : اليهود والنصارى ، قال : فمن؟! ) ( أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم 8/151 ) . ( ومسلم في العلم باب اتباع سنن اليهود والنصارى 4/2054 ) .
حدَّث أبو واقد -رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما خرج إلى خيبر مرَّ بشجرة للمشركين يقال لها (ذات أنواط) يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا : يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:( سبحان الله، هذا كما قال قوم موسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، والذي نفسي بيده لتركبُنّ سَنَنَ من كان قبلكم ) أخرجه الترمذي، وقال حسن صحيح.
فحبُّ التقليد، وإن كان موجوداً في النفوس، إلا أنه ممقوت شرعا إذا كان المقلِّد يخالفنا في اعتقاده وفكره خاصة فيما يكون التقليد فيه عَقَدِيّاً أو تعبُّديا أو يكون شعارا أو عادة ، ولما ضعف المسلمون في هذا الزمان ازدادت تبعيتهم لأعدائهم، وراجت كثير من المظاهر الغريبة سواء كانت أنماطا استهلاكية أو تصرفات سلوكية. ومن هذه المظاهر الاهتمام بعيد الأم.
ونجح هؤلاء الكتاب في إحياء البدعة وتقليد الغرب وغيروا التسمية ، فسموه يوم الأم ، وأطلق بعضهم يوم الوالدين أو يوم الأسرة ، ثم تساهل الناس وسموه عيد الأم، وشجعهم التجار على إقامة الاحتفال لترويج بضائعهم الكاسدة .
ونحن لا نقرهم على إقامة هذه البدع ونرشدهم إلى البر بالوالدين والإحسان إليهما ليس بالاحتفال مرة في العام ، ثم يركن إلى ذلك ، وينسى أمه وأباه طوال السنة ،
وهنا تكمن الخطورة في تقليد الغربيين لهذه البدعة، حيث يشعر المسلم أنه أحسن لوالديه أو إلى أمه في يكون يوم الاحتفال المخصص وكفى ولا يشعر بأي ذنب ولا يحس بتأنيب الضمير، ولا يشعر أنه ارتكب إثما أو وقع في محرم .


[size=4][font=Arial Black]ونتناول هذا الموضوع من خلال هذه العناصر السبعة .

1ـ المراحل العمرية لكل إنسان

فلقد مضت سنة الله في الإنسان أن جعله يمر بمراحل متعددة في رحلته الدنيوية ،

فيبدأ وليداً ضعيفاً ، ثمَّ شاباً قوياً ، وأخيراً شيخاً ضعيفاً . قال تعالى :

{الله الَّذي خَلَقَكُم مِن ضَعفٍ ثمَّ جَعَلَ مِن بَعد ضَعفٍ قُوَّةً ثمَّ جَعَلَ مِن بَعدِ قُوَّةٍ ضَعفاً وَشَيبَةً

يَخلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ } [ الروم 54 ] ولقد عنيت الشريعة برعاية هذا الإنسان منذ

نعومة أظفاره وحتى مماته .

ولئن كانت هذه الرعاية تمتد طوال حياة الإنسان فإن ما يهمنا هنا المرحلة الأخيرة منها ،

وهي مرحلة الشيخوخة . فلقد حرص الإسلام على هذه المرحلة وجعلها محطة تكريم وعناية

خاصة وأوصى بأهلها مزيد رعاية ، واحترام وتوقير ، وبخاصة الوالدين .

ذلك أن صاحبها يتصف بالضعف وحاجته إلى الآخرين لخدمته والقيام بشؤونه الدنيوية ،

فهي مرحلة عصيبة ، ولا عجب أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعوَّذ منها

فلقد روى أنس - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (( اللهم إني

أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم ...))

وفي رواية أخرى تعوَّذ صلى الله عليه وسلم من أن يُرد إلى أرذل العمر )


يصاحب مرحلة الكبر لدى الإنسان ضعف عام ، قال تعالى : { الله الَّذي خَلَقَكُم مِن ضَعفٍ ثمَّ

جَعَلَ مِن بَعد ضَعفٍ قُوَّةً ثمَّ جَعَلَ مِن بَعدِ قُوَّةٍ ضَعفاً وَشَيبَةً يَخلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ }

[ الروم 54 ] فالإنسان يمر بثلاث مراحل رئيسة: ضعف ، ثمَّ قوة ، ثمَّ ضعف ،

ولكن هذا الضعف الأخير نسبي بين البشر عموماً والمؤمنين خصوصاً

وعلى كل حال فغالب المسلمين لا يصلون إلى هذه المرحلة التي تحدث فيها هذه التغيرات ،

وهذا التدهور الصحي ، والبدني ، والنفسي ، ذلك أن أعمار المسلمين غالباً بين الستين

إلى السبعين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أعمار أمتي ما بين الستين إلى

السبعين ، وأقلهم من يجوز ذلك )) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ،

وهذا بشكل عام يشمل جميع المسلمين إلا أنه يمكننا القول أيضاً :

أن المسلم المؤمن الحافظ لحدود الله، الحافظ للقرآن ، لا تصيبه المتغيرات التي تحدث

للإنسان في مرحلة الشيخوخة وبخاصة التغيرات الجسمية والعقلية والنفسية ،

وإن حدثت فهي أقل ولا شك مما يصيب الآخرين ، أو تتأخر فلا تحدث إلا في آخر أيامه .


و مما يعضد هذا الرأي ما رواه ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال :

قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعوا بهؤلاء الدعوات

لأصحابه : (( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تُهون به علينا مصيبات الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ... الحديث )) رواه البخاري في الأدب المفرد.


2- من خصائص المجتمع المسلم أنه مجتمع متراحم متماسك متوادّ :


قال تعالى : { مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَينَهُم ... الآية }

[ الفتح : 29 ] ، وقال تعالى واصفاً المؤمنين : { ثمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وتَوَاصَوا بِالصَّبرِ

وتَوَاصَوا بِالمَرحَمَةِ } [ البلد : 17 ] ، ويصف الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين بأنهم

كالجسد الواحد ، وذلك فيما رواه النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى

الله عليه وسلم قال : ((ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا

اشتكى منه عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى)) . وفي رواية عنه -

رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((المسلمون كرجل واحد إن

اشتكى عينه اشتكى كله ، وإن اشتكى رأسه اشتكى كله)) رواه مسلم،

وعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) ،

وذكر جرير بن عبدالله - رضي الله عنه - قول الرسول صلى الله عليه وسلم

: ((لا يرحم الله من لا يرحم الناس)) ، كما أخرج الترمذي عن عبد الله بن عمر - رضي الله

عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((الراحمون يرحمهم الله ،

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) ،

وأخرج الإمام أحمد رحمه الله عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه -

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد

يألم لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس)).

ولعظم قيمة التراحم عدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا يرحم البشر عموماً من

الخاسرين ففي الحديث : ((خاب عبدٌ وخسر لم يجعل الله تعالى في قلبه رحمة للبشر)) ،

كما دلنا صلى الله عليه وسلم على طريقة تكفل للمجتمع المسلم أن يكون مجتمعاً متحاباً

فيما بينه ، فيروي أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

((والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أوَلا أدلكم

على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم)).


3- إن جزاء الإحسان في الإسلام الإحسان :

قال الله تعالى : { هَل جَزَاءُ الإِحسَانِ إِلاَّ الإِحسَانَ } [ الرحمن : 60 ] ، أي: هل جزاء من

أحسن في عبادة الخالق ، ونفع عبيده ، إلا أن يحسن خالقه إليه بالثواب الجزيل ،

والفوز الكبير والنعيم والعيش السليم . قال محمد ابن علي (ابن الحنفية) - رحمه الله - في

تفسير هذه الآية : هي مسجلة للبَّرِّ والفاجر ، روى شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء ...)) الحديث.

وعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ما أكرم شابٌ شيخاً

لسنِّه إلا قيَّض الله له من يُكرمه عند سنِّه)) ، فهذا الحديث يبيِّن أن إحسان الشاب للشيخ

يكون سبباً لأن يقيِّض الله للشاب من يكرمه عند كبره ، ومن العلماء من قال : إن في هذا

الحديث دليل على إطالة عمر الشاب الذي يكرم المسنِّين .


4- المجتمع المسلم مجتمع متعاطف متكاتف متعاون :


لقد حضَّ الإسلام وحرص على أن يجعل المجتمع المسلم متآزراً متعاوناً يشد بعضه بعضاً ،

وذلك من خلال الحثَّ المتواصل لأفراده على خدمة بعضهم بعضاً ، وتفريج كرب إخوانهم

المسلمين ، وإدخال السرور على أنفسهم ، وكفّ ضيعتهم، ورتَّب على ذلك الأجر الجزيل ،

وعدَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال ، فعن أبي هريرة - رضي الله

عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل : أي العمل أفضل ؟ قال : ((أفضل العمل أن

تُدخل على أخيك المؤمن سروراً ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطعمه خبزاً)).

كما جعل عون الرجل لأخيه المسلم صدقة يتصدق بها عن نفسه في كل يوم ،

فعن ابن عباس - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

((في ابن آدم ستون وثلاثمائة سلامى أو عظم أو مفصل ، على كل واحد في كل يوم

صدقة، كل كلمة طيبة صدقة ، وعون الرجل أخاه صدقة ... )) الحديث .




وللحديث بقية :
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 16-03-2004, 09:26 PM
  #2
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
التكملة :

تابع الفقرة

4ـ المجتمع المسلم مجتمع متعاطف متكاتف متعاون :

ولقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم حال المؤمن مع أخيه المؤمن في المجتمع بأبلغ عبارة

وأدق وصف ، وذلك فيما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال

: (( المؤمن مرآة أخيه ، والمؤمن أخو المؤمن يكفّ عليه ضيعته ، ويحوطه من ورائه )) وأخرج الإمام مسلم - رحمه الله

- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه )) متفق عليه.


ويتواصل الحثُّ من الرسول صلى الله عليه وسلم لأفراد المجتمع المسلم بأن يتعاونوا ويكونوا في خدمة بعضهم بعضاً ،

والتعاون لقضاء حوائج بعضهم البعض ، روى جابر - رضي الله عنه - حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم

وفيه : (( ... ومن يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته )) ، ويا له من عون للإنسان عندما يكون الله في حاجته ،

ولكن ذلك لا يتحقق إلا حينما يكون المسلم في حاجة أخيه المحتاج لأي نوع من أنواع الحاجة .


ولقد وجَّه الرسول صلى الله عليه وسلم أمته إلى نفع الناس وإدخال السرور على أنفسهم وكشف كربهم ،

وعدَّ مَن يفعل ذلك بأنه أحب الناس إلى الله ، كما أخبر ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

: (( أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه ... ))

الحديث.


5- توقير الكبير والتشبه به سمة من سمات المجتمع المسلم :


يتصف المجتمع المسلم بصفات كريمة ، منها : توقير الكبير في السن ، وقد تواتر حثُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم

على إكرام الكبير ، وتوقيره ، ومن ذلك ما أخرجه البخاري - رحمه الله - عن أبي موسى - رضي الله عنه - أنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم ... )) ،كما أخرج الترمذي - رحمه الله -

عن أنس - رضي الله عنه - قال : جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له ،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقِّر كبيرنا ))،

وذكر بعض العلماء أن مقتضى هذه الصيغة وهي قول الشارع عليه الصلاة والسلام (( ليس منا .. )) التحريم ،

ومن العلماء من جعلها كبيرة راجع الآداب الشرعية لا بن مفلح الحنبلي .


وذكر ابن حجر - رحمه الله - في الفتح حديثاً فيه توجيه إلهي كريم باحترام الأكابر

وتقديرهم وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( أمرني جبريل أن أقدم الأكابر )).

كما أورد الهيثمي عن معاذ بن جبل أن رسول الله قال : ((إذا أتاكم كبير قوم فأكرموه )).

وروى عبد الرزاق الصنعاني في المصنف عن طاووس عن أبيه قال : ( من السنة أن يوقّر أربعة :

العالم ، وذو الشيبة ، والسلطان ، والوالد ... ) وتأكيداً لذلك عقد البخاري - رحمه الله -

ثلاثة أبواب في كتابه الأدب المفرد وهي باب فضل الكبير ) و ( باب إجلال الكبير )و

( باب يبدأ الأكبر بالكلام والسؤال ) .


6ـ المسنُّ ذو الشيبة المسلم له منزلة ومكانة متميزة في الإسلام :


وذلك بما ألبسه الله من ثياب الوقار بشيبه ، فلقد روى كعب بن مرة - رضي الله عنه -

أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة ))

الحديث رواه الترمذي وصححه،

وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم :

(( إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم ...)) الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد،

كما روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - أنه قال : نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن نتف الشيب ، وقال : (( هو نور المؤمن )) ، وقال : (( ما شاب رجل في الإسلام شيبة إلا رفعه الله بها درجة ،

ومحيت عنه بها سيئة وكتبت له بها حسنة )) رواه ابن ماجه وصححه الألباني. وفي الموطأ عن سعيد بن المسيب -

رحمه الله - أنه قال : (( كان إبراهيم - عليه السلام - أول الناس ضيَّف الضيف ، وأول الناس اختتن ،

وأول الناس قصَّ الشارب ، وأول الناس رأى الشيب فقال : يارب ما هذا ؟ فقال الله تبارك وتعالى :

وقار يا إبراهيم ، فقال : يارب زدني وقاراً))راجع الموطأ.


وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

: (( ما من مُعمَّر يعمَّر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلايا ،

الجنون والجذام والبرص ، فإذا بلغ خمسين سنة ليَّن الله عليه الحساب ،

فإذا بلغ ستين سنة رزقه الله الإنابة إليه بما يُحب ، فإذا بلغ سبعين سنة أحبه الله وأحبه أهل السماء ،

فإذا بلغ الثمانين قبل الله حسناته وتجاوز عن سيئاته ، فإذا بلغ تسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،

وسُمي أسير الله في أرضه ، وشفَّع لأهل بيته )) رواه أحمد.


7ـ رعاية الوالدين باعتبارها مظهر من مظاهر رعاية المسنِّين:


لقد أوصى الله بالوالدين خيراً ، وأمر ببرِّهما وجعل الإحسان إليهما قرين عبادته ،

قال تعالى : { وَقَضَى رَبُكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ..... } [ الإسراء : 23 ] ،

كما جعل شكره قريناً لشكر الوالدين ، قال تعالى : { وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَاُلُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } [ لقمان : 14 ] ،

وفي جعل الشكر لهما مقترناً بالشكر لله دلالة على أن حقَّهما من أعظم الحقوق على الولد وأكبرها وأشدها

راجع فتح القدير للشوكاني، وعكس ذلك فقد جعل الشرك قرين العقوق لهما ،

فلقد روى أنس - رضي الله عنه - أن الكبائر ذُكرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال

: (( الشرك بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين ...)) رواه البخاري.

ولقد نهى الله عز وجل عن نهرهما بأدنى الكلمات ، وهي : أف ، ونقل السيوطي عن الديلمي

أن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قال : (( لو علم الله شيئاً من العقوق أدنى من أف لحرّمه )

) راجع الدر المنثور. ولقد أتى بِرُّ الوالدين في المرتبة الثانية بعد الصلاة في محبة الله، لِما رواه ابن مسعود -

رضي الله عنه - قال: (( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : الصلاة على وقتها .

قال ثمَّ أي ؟ قال : ثمَّ بر الوالدين . قال : ثمَّ أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله))رواه البخاري.


والوالدان هما مفتاح الجنة للابن فببرهما يدخل الجنة وبخاصة من أدرك أبويه عند الكبر ،

لما أخرجه مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

: (( رغم أنفه ، ثمَّ رغم أنفه ، ثمَّ رغم أنفه . قيل مَنْ يارسول الله ؟ قال : من أدرك والديه عنده الكبر أحدهما

أو كليهما ثمَّ لم يدخل الجنة )) رواه مسلم

ولقد قدَّمَ الرسول صلى الله عليه وسلم برهما على الجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإسلام ،

فعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد

فقال : (( أحيّ والداك ؟ قال نعم . قال : ففيهما فجاهد )) رواه مسلم


ولقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن بر الوالدين سبب لإطالة العمر وزيادة الرزق،

أخرج أحمد في المسند عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

: (( من أحبَّ أن يُمد له في عمره وأن يزاد له في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه )) رواه أحمد 3/293 ،


( ومهما بذل الإنسان من عمل فلن يجزي والده إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه ويعتقه كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم رواه مسلم.
ومن البر الإحسان إلى الأم : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :

يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال :

ثم من ؟ قال : ثم أبوك . رواه البخاري ( 5626 ) ومسلم ( 2548 ) .

قال الحافظ ابن حجر :قال ابن بطال : مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة

أمثال ما للأب من البر ، قال : وكان ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع فهذه تنفرد بها الأم

وتشقى بها ثم تشارك الأب في التربية ، وقد وقعت الإشارة إلى ذلك في قوله تعالى

{ ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين } ،

فسوَّى بينهما في الوصاية ، وخص الأم بالأمور الثلاثة ، قال القرطبي : المراد أن الأم تستحق على الولد

الحظ الأوفر من البر ، وتقدَّم في ذلك على حق الأب عند المزاحمة ، وقال عياض : وذهب الجمهور إلى

أن الأم تفضل في البر على الأب ، وقيل : يكون برهما سواء ، ونقله بعضهم عن مالك والصواب الأول .

راجع فتح الباري " ( 10 / 402 ) .

وللحديث بقية :
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 16-03-2004, 09:47 PM
  #3
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
اقتباس:
بقية الموضوع :


ويؤكد ذلك ما ذكره ابن حجر : أن سليمان بن بريدة روى عن أبيه - رضي الله عنه - :

أن رجلاً كان في الطواف حاملاً أمه يطوف بها ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم :

هل أديت حقها ؟

قال : (( ولا بزفرة واحدة )) راجع مختصر زوائد مسند البزار على الكتب الستة

ومسند أحمد جزء 2 ، ص 83 .

وعند البخاري في الأدب المفرد ص 20 أن الذي أجاب السائل

هو ابن عمر - رضي الله عنهما - وليس الرسول صلى الله عليه وسلم .


البرك بالوالد المشرك :

إن بر الوالدين لا يقتصر على الوالد المسلم أو الأم المسلمة ،

بل الابن مطالب ببرهما حتى وإن كانا كافرين ، وليس هذا فحسب ،

بل وإن جاهداه ليشرك بالله فعليه واجب برهما من غير طاعة لهما في الشرك .

روى الإمام مسلم في صحيحه عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص :

أنه نزل فيه آيات من القرآن قال : حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه ،

و لا تأكل ولا تشرب ، قالت : زعمت أن الله وصاك بوالديك وأنا أمك وأنا آمرك بهذا ،

قال : فمكثت ثلاثاً حتى غشي عليها من الجهد ، فقام ابن لها يقال له عمارة ، فسقاها ،

فجعلت تدعو على سعد ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية { ووصينا الإنسان بوالديه حُسناً .

وإن جاهداك على أن تشرك بي.... } وفيها : {وصاحبهما في الدنيا معروفا } .. رواه مسلم.


وهذه أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - تقدم عليها أمها ( قتيلة بنت عبدالعُزَّى )

وهي كافرة ، فتستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلة له :

(( إن أمي قدمت وهي راغبة )) ، وفي رواية : (( وهي راغمة )) - أي :

ساخطة وكارهة للإسلام - (( أفأصل أمي ؟ قال : نعم . صلي أمك )) رواه البخاري وغيره

ونزل قوله تعالى { لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِيَن لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدّيِنِ ... الآية } [ الممتحنة : 8 ] .


ولا يمنع كُفر الوالدين برَّ الأبناء بهما ، ولا حتى نفاق الوالدين وهو أشد من الكفر ،

ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - :

(( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ على عبدالله بن أبي سلول وهو في ظل ،

فقال : غبَّر علينا ابن أبي كبشة . فقال ابنه عبدالله بن عبدالله :

والذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب لئن شئت لآتينك برأسه .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا . ولكن برّ أباك وأحسن صحبته ))

راجع المعجم الأوسط للطبراني 1/177

ويستمر البرُّ بالوالدين الكافرين حتى بعد مماتهما فعن علي - رضي الله عنه -

أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبا طالب مات .

فقال له صلى الله عليه وسلم (( اذهب فواره )) . فقال : إنه مات مشركاً ،

فقال : (( اذهب فواره ... )) وفي الحديث أن عليّا - رضي الله عنه -

عاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما واراه ، فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم رواه أحمد وصححه الألباني،

وأخذاً من هذا الحديث فإنه يشرع للمسلم أن يتولى دفن قريبه المشرك ،

وأن ذلك لا ينافي بغضه إياه لشركه ، ودفن الولد أبيه المشرك أو أمه المشركة

هو آخر ما يملكه الولد من حسن صحبة الوالد المشرك في الدنيا

راجع السلسلة الصحيحة للألباني 1/


والأمر ببرِّ الوالدين ليس مختصاً بهذه الأمة الإسلامية ،

بل هو مما كُتب على السابقين وما ذلك إلا لأهميته ووجوبه ،

قال تعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ... }
الآية [ البقرة : 83 ] .


ولقد دلَّس الشيطان على بعض الأبناء وأوحى إليهم أن الرعاية التي تقدمها الدولة

أو الجمعيات الخيرية من خلال دور رعاية المسنِّين أفضل

وأشمل من الرعاية التي يقدمها الأبناء ، وبخاصة إذا كان الابن فقيراً ،

ومن هنا يسوغ له أن يودعهما الدار أو أحدهما براً بهما وخدمة لهما حسب ظنه .... ،

ولقد صدرت الفتاوى بعدم جواز التخلِّي عن الوالدين أو أحدهما بحجة أن الخدمة التي

تقدمها الدولة لهم من خلال دور رعاية المسنِّين أفضل وأشمل من الخدمة والرعاية التي

قد يقدمها لهما الأبناء في المنزل بسبب فقر الأبناء ، لأن ولاية الدولة ولاية عامة ،

وولاية الولد ولاية خاصة ، وهذه الولاية الخاصة أوجب وألزم من الولاية العامة

راجع مجلة البحوث الفقهية المعاصرة محرم 1412هـ العدد1.


من فتاوى اللجنة الدائمة : اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3 / 59 ، 61 ) .


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ..

وبعد :أولا : العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة

أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك فالعيد يجمع أمورا منها : يوم عائد كيوم عيد الفطر

ويوم الجمعة ، ومنها : الاجتماع في ذلك اليوم ، ومنها : الأعمال التي يقام بها في ذلك

اليوم من عبادات وعادات

.ثانيا : ما كان من ذلك مقصودا به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر ،

أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة

داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم " من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم ،

مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني لما في الأول من إحداث عبادة

لم يأذن بها الله ، وكما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة ،

ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار ، وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال

مثلا لمصلحة الأمة وضبط أمورها كأسبوع المرور وتنظيم مواعيد الدراسة والاجتماع

بالموظفين للعمل ونحو ذلك مما لا يفضي إلى التقرب به والعبادة والتعظيم بالأصالة ،

فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد " فلا حرج فيه بل يكون مشروعاً .

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أخوكم أبو همام ،
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 16-03-2004, 09:56 PM
  #4
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
كتبت وجمعت تلك الكلمات السابقة ( عيد الأم ) ثم وصلني بالميل نشرة عن عيد الأم ! نبذة تاريخية :

عيد الأم ! نبذة تاريخية

الأم في بلاد غير المسلمين


إن المتتبع لأحوال الأسرة عموما وللأم خاصة في المجتمعات الغير إسلامية ليسمع ويقرأ عجباً ،

فلا تكاد تجد أسرة متكاملة يصل أفرادها بعضهم بعضاً فضلا عن لقاءات تحدث بينهم وفضلا عن اجتماع دائم .

وكما قال بعض المشاهدين لبلاد الكفر : إنك قد تجد في الأسواق أو الطرقات أما وابنها أو ابنتها ، أو أبا وابنه وابنته ،

لكنه من النادر أن تجد الأسرة كاملة تتسوق أو تمشي في الطرقات .

وعندما يصير الأب أو الأم في حالة الكِبَر يسارع البار ! بهما إلى وضعهما في دور العجزة والمسنِّين ،

وقد ذهب بعض المسلمين إلى بعض تلك الدور وسأل عشرة من المسنِّين عن أمنيته ،

فكلهم قالوا : الموت !! وما ذلك إلى بسبب ما يعيشه الواحد منهم من قهر وحزن وأسى على الحال

التي وصل الواحد منهم إليها وتخلى عنهم فلذات أكبادهم في وقت أحوج ما يكون الواحد إليهم .


وقت عيد الأم عند الدول


الاحتفال بعيد الأم يختلف تاريخه من دولة لأخرى ، وكذلك أسلوب الاحتفال به ، فالنرويج تقيمه في الأحد الثاني من فبراير ، أما في الأرجنتين فهو يوم الأحد الثاني من أكتوبر ، وفي لبنان يكون اليوم الأول من فصل الربيع ، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم الأحد الأول من مايو.
أما في فرنسا فيكون الاحتفال أكثر بالعيد كعيد الأسرة في يوم الأحد الأخير من مايو حيث يجتمع أفراد الأسرة للعشاء معاً ثم تقدم كيكة للأم.
والسويد أيضا عندها عطلة عيد الأسرة في الأحد الأخير من مايو وقبلها بأيام يقوم الصليب الأحمر السويدي ببيع وردات صغيرة من البلاستيك تقدم حصيلتها للأمهات اللاتي يكن في عطلة لرعاية أطفالهن . وفي اليابان يكون الاحتفال في يوم الأحد الثاني من مايو مثل أمريكا الشمالية وفيه يتم عرض صور رسمها أطفال بين السادسة والرابعة عشرة من عمرهم وتدخل ضمن معرض متجول يحمل اسم "أمي" ويتم نقله كل 4 سنوات يتجول المعرض في عديد من الدول .

عيد الأم ، نبذة تاريخية

قال بعض الباحثين :

يزعم بعض المؤرخين أن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع، وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم "ريا" زوجة "كرونس" الإله الأب، وفي روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل "سيبل" –أم أخرى للآلهة. وقد بدأت الأخيرة حوالي 250 سنة قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام؛ وهذه الاحتفالات الدينية عند الرومان كانت تسمى "هيلاريا" وتستمر لثلاثة أيام من 15 إلى 18 مارس .
الأحد في إنجلترا
وهو يوم شبيه باحتفالات عيد الأم الحالية، ولكنه كان يسمى أحد الأمهات أو أحد نصف الصوم، لأنه كان يُقام في فترة الصوم الكبير عندهم، والبعض يقول إن الاحتفالات التي كانت تقام لعبادة وتكريم "سيبل" الرومانية بُدِّلت من قبل الكنيسة باحتفالات لتوقير وتبجيل مريم عليها السلام ، وهذه العادة بدأت بحَثِّ الأفراد على زيارة الكنيسة التابعين لها والكنيسة الأم محمَّلين بالقرابين، وفي عام 1600 بدأ الشباب والشابات ذوو الحرف البسيطة والخادمون في زيارة أمهاتهم في "أحد الأمهات" مُحمَّلين بالهدايا والمأكولات، هذا عن انجلترا أما عن الولايات المتحدة الأمريكية فكانت هناك قصة أخرى.
الولايات المتحدة
آنا.م.جارفس: (1864-1948):
هي صاحبة فكرة ومشروع جعل يوم عيد الأم إجازة رسمية في الولايات المتحدة، فهي لم تتزوج قط وكانت شديدة الارتباط بوالدتها، وكانت ابنه للدير، وتدرس في مدرسة الأحد التابعة للكنيسة النظامية "أندرو" في جرافتون غرب فرجينيا، وبعد موت والدتها بسنتين بدأت حملة واسعة النطاق شملت رجال الأعمال والوزراء ورجال الكونجرس؛ لإعلان يوم عيد الأم عطلة رسمية في البلاد، وكان لديها شعور أن الأطفال لا يقدرون ما تفعله الأمهات خلال حياتهم، وكانت تأمل أن يزيد هذا اليوم من إحساس الأطفال والأبناء بالأمهات والآباء، وتقوى الروابط العائلية المفقودة
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 16-03-2004, 10:07 PM
  #5
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
البقية :

البداية:
قامت الكنيسة بتكريم الآنسة آنا جارفس في جرافتون غرب فرجينيا وفلادلفيا وبنسلفانيا في العاشر من مايو 1908،

وكانت هذه بداية الاحتفال بعيد الأم في الولايات المتحدة .

وكان القرنفل من ورود والدتها المفضلة وخصوصًا الأبيض ؛ لأنه يعبر عن الطيبة والنقاء والتحمل والذي يتميز به حب الأم،

ومع مرور الوقت أصبح القرنفل الأحمر إشارة إلى أن الأم على قيد الحياة، والأبيض أن الأم رحلت عن الحياة .


وأول إعلان رسمي عن عيد الأم في الولايات المتحدة كان غرب فرجينيا ولاية أوكلاهوما سنة 1910، ومع عام 1911 كانت كل الولايات المتحدة قد احتفلت بهذا اليوم، ومع هذا الوقت كانت الاحتفالات قد دخلت كلاً من المكسيك، وكندا، والصين، واليابان، وأمريكا اللاتينية وأفريقيا ، ثم وافق الكونجرس الأمريكي رسميًّا على الإعلان عن الاحتفال بيوم الأم، وذلك في العاشر من مايو سنة 1913، وقد اختير يوم الأحد الأول من شهر مايو للاحتفال بعيد الأم .



عيد الأم العربي


بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم العربي في مصر على يد الأخوين "مصطفى وعلي أمين"

مؤسسي دار أخبار اليوم الصحفية.. فقد وردت إلى علي أمين ذاته رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها

وسوء معاملتهم لها، وتتألم من نكرانهم للجميل.. وتصادف أن زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه..

وحكت له قصتها التي تتلخص في أنها ترمَّلت وأولادها صغار، فلم تتزوج، وأوقفت حياتها على أولادها، تقوم بدور الأب والأم،

وظلت ترعى أولادها بكل طاقتها، حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته،

ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير

"فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تذكرة بفضلها، وأشارا إلى أن الغرب يفعلون ذلك، وإلى أن الإسلام

يحض على الاهتمام بالأم، فانهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد،

ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد،

وشارك القراء في اختيار يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة..

واحتفلت مصر بأول عيد أم في 21 مارس سنة 1956م .. ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى ..

وقد اقترح البعض في وقت من الأوقات تسمية عيد الأم بعيد الأسرة ليكون تكريمًا للأب أيضًا، لكن هذه الفكرة

لم تلق قبولاً كبيرًا، واعتبر الناس ذلك انتقاصًا من حق الأم، أو أن أصحاب فكرة عيد الأسرة "يستكثرون"

على الأم يومًا يُخصص لها.. وحتى الآن تحتفل البلاد العربية بهذا اليوم من خلال أجهزة الإعلام المختلفة..

ويتم تكريم الأمهات المثاليات اللواتي عشن قصص كفاح عظيمة من أجل أبنائهن في كل صعيد . انتهى


ولا عجب بعدها من معرفة أن أكثر من يحتفل بهذه الأعياد اليهود والنصارى والمتشبهون بهم ،

ويُظهرون ذلك على أنه اهتمام بالمرأة والأم وتحتفل بعض الأندية الماسونية في العالم العربي

بعيد الأم كنوادي الروتاري والليونز .


وبالمناسبة فإن يوم عيد الأم وهو 21 مارس هو رأس السنة عند الأقباط النصارى ، وهو يوم عيد النيرروز عند الفرس أو الأكراد .


الموقف الشرعي من عيد الأم :

الإسلام غني عما ابتدعه الآخرون سواءً عيد الأم أو غيره ، وفي تشريعاته من البر بالأمهات ما يغني عن عيد الأم المبتدع .

فتاوى أهل العلم

1. قال علماء اللجنة الدائمة :

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد :
أولا : العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك فالعيد يجمع أمورا منها : يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة ، ومنها : الاجتماع في ذلك اليوم ، ومنها : الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات .ثانيا : ما كان من ذلك مقصودا به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر ، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم " من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم ، مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله ، وكما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة ، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار ، وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلا لمصلحة الأمة وضبط أمورها كأسبوع المرور وتنظيم مواعيد الدراسة والاجتماع بالموظفين للعمل ونحو ذلك مما لا يفضي إلى التقرب به والعبادة والتعظيم بالأصالة ، فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد " فلا حرج فيه بل يكون مشروعاً .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3 / 59 ، 61 ) .
2. وقالوا – أيضاً - :


لا يجوز الاحتفال بما يسمى " عيد الأم " ولا نحوه من الأعياد المبتدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ، وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله صلى الله عليه وسلم ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم ولا من عمل سلف الأمة ، وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3 / 86 ) .
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 16-03-2004, 10:14 PM
  #6
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز :
اطلعتُ على ما نشرته صحيفة (الندوة) في عددها الصادر بتاريخ 30 / 11 / 1384 هـ تحت عنوان (تكريم الأم.. وتكريم الأسرة) فألفيت الكاتب قد حبذ من بعض الوجوه ما ابتدعه الغرب من تخصيص يوم في السنة يحتفل فيه بالأم وأَوْرَدَ عليه شيئا غفل عنه المفكرون في إحداث هذا اليوم وهي ما ينال الأطفال الذين ابتلوا بفقد الأم من الكآبة والحزن حينما يرون زملائهم يحتفلون بتكريم أمهاتهم واقترح أن يكون الاحتفال للأسرة كلها واعتذر عن عدم مجيء الإسلام بهذا العيد ؛ لأن الشريعة الإسلامية قد أوجبت تكريم الأم .
ولقد أحسن الكاتب فيما اعتذر به عن الإسلام وفيما أورده من سيئة هذا العيد التي قد غفل عنها من أحدثه ولكنه لم يشر إلى ما في البدع من مخالفة صريح النصوص الواردة عن رسول الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام ولا إلى ما في ذلك من الأضرار ومشابهة المشركين والكفار فأردت بهذه الكلمة الوجيزة أن أنبه الكاتب وغيره على ما في هذه البدعة وغيرها مما أحدثه أعداء الإسلام والجاهلون به من البدع في الدين حتى شوهوا سمعته ونفروا الناس منه وحصل بسبب ذلك من اللبس والفرقة ما لا يعلم مدى ضرره وفساده إلا الله سبحانه.
وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التحذير من المحدثات في الدين وعن مشابهة أعداء الله من اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " متفق عليه وفي لفظ لمسلم " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " ، والمعنى :
فهو مردود على ما أحدثه وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة : " أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " خرجه مسلم في صحيحه ، ولا ريب أن تخصيص يوم من السنة للاحتفال بتكريم الأم أو الأسرة من محدثات الأمور التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته المرضيون ، فوجب تركه وتحذير الناس منه ، والاكتفاء بما شرعه الله ورسوله .
وقد سبق أن الكاتب أشار إلى أن الشريعة الإسلامية قد جاءت بتكريم الأم والتحريض على برها كل وقت وقد صدق في ذلك فالواجب على المسلمين أن يكتفوا بما شرعه الله لهم من بر الوالدة وتعظيمها والإحسان إليها والسمع لها في المعروف كل وقت وأن يحذروا من محدثات الأمور التي حذرهم الله منها والتي تفضي بهم إلى مشابهة أعداء الله والسير في ركابهم واستحسان ما استحسنوه من البدع, وليس ذلك خاصا بالأم بل قد شرع الله للمسلمين بر الوالدين جميعا وتكريمهما والإحسان إليهما وصلة جميع القرابة وحذرهم سبحانه من العقوق والقطيعة وخص الأم بمزيد العناية والبر؛ لأن عنايتها بالولد أكبر ما ينالها من المشقة في حمله وإرضاعه وتربيته أكثر قال الله سبحانه: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } الإسراء/23 ، وقال تعالى : { وَوَصَّيْنَا الأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } لقمان/14 ، وقال تعالى : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } محمد/22 ، 23 .
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور ، وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله أي الناس أحق بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أبوك ثم الأقرب فالأقرب .
وقال عليه الصلاة والسلام " لا يدخل الجنة قاطع " ، يعني : قاطع رحم ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أحب أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أجَله فليصل رحمه " ، والآيات والأحاديث في بر الوالدين وصلة الرحم وبيان تأكيد حق الأم كثيرة مشهورة وفيما ذكرنا منها كفاية ودلالة على ما سواه وهي تدل مَنْ تأملها دلالة ظاهرة على وجوب إكرام الوالدين جميعا واحترامهما والإحسان إليهما وإلى سائر الأقارب في جميع الأوقات وترشد إلى أن عقوق الوالدين وقطيعة الرحم من أقبح الصفات والكبائر التي توجب النار وغضب الجبار نسأل الله العافية من ذلك .
وهذا أبلغ وأعظم مما أحدثه الغرب من تخصيص الأم بالتكريم في يوم من السنة فقط ثم إهمالها في بقية العام مع الإعراض عن حق الأب وسائر الأقارب ولا يخفى على اللبيب ما يترتب على هذا الإجراء من الفساد الكبير مع كونه مخالفا لشرع أحكم الحاكمين وموجباً للوقوع فيما حذر منه رسوله الأمين .
ويلتحق بهذا التخصيص والابتداع ما يفعله كثير من الناس من الاحتفال بالموالد وذكرى استقلال البلاد أو الاعتلاء على عرش الملك وأشباه ذلك فإن هذه كلها من المحدثات التي قلد فيها كثير من المسلمين غيرهم من أعداء الله وغفلوا عما جاء به الشرع المطهر من التحذير من ذلك والنهي عنه وهذا مصداق الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : " لتتبعن سَنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ، قالوا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن " ،
وفي لفظ آخر: " لتأخذن أمتي مأخذ الأمم قبلها شبراً بشبر وذراعاً بذراع ، قالوا : يا رسول الله فارس والروم ؟ قال : فمن ؟ " ، والمعنى فمن المراد إلا أولئك فقد وقع ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من متابعة هذه الأمة إلا من شاء الله منها لمن كان قبلهم من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من الكفرة في كثير من أخلاقهم وأعمالهم حتى استحكمت غربة الإسلام وصار هدي الكفار وما هم عليه من الأخلاق والأعمال أحسن عند الكثير من الناس مما جاء به الإسلام وحتى صار المعروف منكرا والمنكر معروفا والسنة بدعة والبدعة سنة عند أكثر الخلق بسبب الجهل والإعراض عما جاء به الإسلام من الأخلاق الكريمة والأعمال الصالحة المستقيمة فإنا لله وإنا إليه راجعون
ونسأل الله أن يوفق المسلمين للفقه في الدين وأن يصلح أحوالهم ويهدي قادتهم وأن يوفق علماءنا وكتابنا لنشر محاسن ديننا والتحذير من البدع والمحدثات التي تشوه سمعته وتنفر منه إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ومن سلك سبيله واتبع سنته إلى يوم الدين .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 5 / 189 ) .
4. وقال الشيخ صالح الفوزان :
ومن الأمور التي يجري تقليد الكفار فيها : تقليدهم في أمور العبادات ، كتقليدهم في الأمور الشركية من البناء على القبور ، وتشييد المشاهد عليها والغلو فيها . وقد قال صلى الله عليه وسلم : " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ، وأخبر أنهم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه الصور ، وإنهم شرار الخلق ، وقد وقع في هذه الأدلة من الشرك الأكبر بسبب الغلو في القبور ما هو معلوم لدى الخاص والعام وسبب ذلك تقليد اليهود والنصارى .
ومن ذلك تقليدهم في الأعياد الشركية والبدعية كأعياد الموالد عند مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وأعياد موالد الرؤساء والملوك ، وقد تسمى هذه الأعياد البدعية أو الشركية بالأيام أو الأسابيع – كاليوم الوطني للبلاد ، ويوم الأم وأسبوع النظافة – وغير ذلك من الأعياد اليومية والأسبوعية، وكلها وافدة على المسلمين من الكفار ؛ وإلا فليس في الإسلام إلا عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى ، وما عداهما فهو بدعة وتقليد للكفار ، فيجب على المسلمين أن ينتبهوا لذلك ولا يغتروا بكثرة من يفعله ممن ينتسب إلى الإسلام وهو يجهل حقيقة الإسلام ، فيقع في هذه الأمور عن جهل ، أو لا يجهل حقيقة الإسلام ولكنه يتعمد هذه الأمور ، فالمصيبة حينئذ أشد ، { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً } الأحزاب/21 .
من خطبة " الحث على مخالفة الكفار"
5. وسئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم الاحتفال بما يسمى عيد الأم ؟.فأجاب :
إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضا؛ فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى ، والأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام ، وهي عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، وعيد الأسبوع ( يوم الجمعة ) وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة ، وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة في شريعة الله سبحانه وتعالى ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أي : مردود عليه غير مقبول عند الله وفي لفظ : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ، وإذا تبين ذلك فإنه لا يجوز في العيد الذي ذكر في السؤال والمسمى عيد الأم ، لا يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد ، كإظهار الفرح والسرور ، وتقديم الهدايا وما أشبه ذلك ، والواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به وأن يقتصر على ما حده الله تعالى لعباده فلا يزيد فيه ولا ينقص منه ، والذي ينبغي للمسلم أيضا ألا يكون إمعة يتبع كل ناعق بل ينبغي أن يُكوِّن شخصيته بمقتضى شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعا لا تابعا ، وحتى يكون أسوة لا متأسياً ؛ لأن شريعة الله - والحمد لله - كاملة من جميع الوجوه كما قال تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ، والأم أحق من أن يحتفى بها يوماً واحداً في السنة ، بل الأم لها الحق على أولادها أن يرعوها ، وأن يعتنوا بها ، وأن يقوموا بطاعتها في غير معصية الله عز وجل في كل زمان ومكان .
" فتاوى إسلامية " ( 1 / 124 ) ومجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / 301 ، 302 ) .
6. وقال شيخ الإسلام – في التعليق على موضوع مقارب - :
وبهذا يتبين لك كمال موقع الشريعة الحنيفية ، وبعض حكم ما شرع الله لرسوله [ من ] مباينة الكفار ومخالفتهم في عامة الأمور ؛ لتكون المخالفة أحسم لمادة الشر وأبعد عن الوقوع فيما وقع فيه الناس ، فينبغي للمسلم إذا طلب منه أهله وأولاده شيئاً من ذلك أن يحيلهم على ما عند الله ورسوله ويقضي لهم في عيد الله من الحقوق ما يقطع استشرافهم إلى غيره فإن لم يرضوا فلا حول ولا قوة إلا بالله ومن أغضب أهله لله أرضاه الله وأرضاهم . فليحذر العاقل من طاعة النساء في ذلك وفي الصحيحين عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " ، وأكثر ما يفسد الملك والدول طاعة النساء ، ففي صحيح البخاري عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " . .. وقد قال صلى الله عليه وسلم لأمهات المؤمنين لما راجعنه في تقديم أبي بكر : " إنكن صواحب يوسف " ، يريد أن النساء من شأنهن مراجعة ذي اللب كما قال في الحديث الآخر : " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب ذي اللب من إحداكن " .
قال بعض العلماء : ينبغي للرجل أن يجتهد إلى الله في إصلاح زوجته ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " . مجموع الفتاوى " ( 25 / 324 – 326 ) .والله أعلم .
المصدر موقع الإسلام سؤال وجواب
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 20-03-2004, 06:39 PM
  #7
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
بسم الله

إضافة لما سبق

أسئلة وأجوبة جديدة عن حكم الاحتفال بعيد الأم :

سؤال ورد إلى إسلام أون لاين : في مثل هذه الأيام من كل عام يكثر النقاش حول شرعية الاحتفال
بيوم الأم أو عيد الأم كما يسميه البعض فهناك من يرى أن الاحتفال بهذا اليوم لا حرج فيه، والبعض

يقول إنه بدعة فالإسلام لا يعرف إلا عيدين فنرجو أن توضحوا لنا الحكم الشرعي في هذه المسألة ؟

يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي :

عندما اخترع الغرب عيد الأم قلدناهم فى ذلك تقليدًاً أعمى ، ولم نفكر في الأسباب التي جعلت الغرب يبتكر عيد الأم ،

فالمفكرون الأوربيون وجدوا الأبناء ينسون أمهاتهم ، ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن ، فأرادوا أن يجعلوا يوماً فى السنة ،

ليذكروا الأبناء بأمهاتهم ، ولكن عندنا عيد للأم في كل لحظة من لحظاتها فى بيتها ،

فالإنسان منا ساعة خروجه من البيت يقبل يد أمه ، ويطلب دعواتها يزورها بالهدايا دائماً ،

إذن ليس هناك ضرورة لهذا العيد عندنا ، ولكننا أخذنا ذلك على أنه منقبة من مناقب الغرب ،

فى حين أنه مثلبة ، فى أوربا يترك الولد أمه تعيش فى ملجأ وأبوه يعيش فى مكان لا يدرى عنه شيئاً ،

وليس فى حياتنا مثل ذلك .

فالإسلام أعطانا تكاتفاً وعلى قدر حاجة الأبوين رتب الإسلام الحقوق (‏ أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أبوك )‏

لأن أباك رجل حتى لو تعرض للسؤال فلا حرج ، وإنما الأم لا .وعندما نستعرض القضية القرآنية فى هذا الخصوص

{‏ ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا }‏ وجدنا القرآن يوصى بالوالدين، ولكن إذا نظرت للآية القرآنية تجد أن الحيثيات

فى الآية للأم كلها ، وفى البداية أتى بحيثية مشتركة ، ثم قال {‏ حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا }‏

الأحقاف ‏15 ،فلماذا ؟ لأن علاقة الأم مع الإنسان قبل أن يعقل ، وهذه نقطة يجب أن ننتبه إليها ،

الإنسان لم ير أمه وهى تحمله فى بطنها لم ير أمه وهى تتعب فى تربيته وهو صغير ، ولكنه رأى أن أباه

هو الذي يرعى الأسرة ، إذا طلب شيئاً فأمه تقول له :‏ أبوك .‏إذن الأمور منسوبة إلى الأب كلها ،

فأراد اللّه أن يؤكد على الأم فى الحيثيات ليؤكد مكانتها فى الإسلام.

ويقول الدكتور عبد الفتاح عاشور من علماء الأزهر:


الاحتفال بأيام فيها تكريم للناس، أو إحياء ذكرى طيبة لم يقل أحد بأن هذا احتفال ديني،

أو عيد من أعياد المسلمين، ولكنه فرصة لإبداء المشاعر الطيبة نحو من أسدوا لنا معروفًا،

ومن ذلك ما يعرف بالاحتفال بيوم الأم، أو بعيد الأم، فإن الأم لها منزلة خاصة في دين الله،

بل في كل دين، ولذلك يجب أن تكرم وأن تحترم وأن يحتفل بها.

فلو اخترنا يومًا من أيام السنة يظهر الأبناء مشاعرهم الطيبة نحو أمهم وآبائهم لما كان في ذلك مانع شرعي ،

وليس في هذا تقليد للغرب أو للشرق، فنحن نحتفل بهذا اليوم بما لا يخالف شرع الله،

بل بالعكس نحن ننفذ ما أمر الله به من بر الوالدين والأم على وجه خاص، فليس في هذا مشابهة ولا تقليد لأحد.

ويقول الشيخ فيصل مولوي (نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء) :


تكريم الأم مطلوب على مدار السنة كلّها. واحترامها وطلب مرضاتها وخدمتها

وسائر أعمال البرّ مطلوب طلباً مؤكداً في كتاب الله وفي سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم،

مما أصبح مشهوراً على ألسنة جميع الناس.

إلا أن الغربيين اعتادوا على تحديد أحد أيام السنة واعتبروه عيداً للأم، يقوم أولادها فيه بتقديم ا

لهدايا لها وتكريمها. والمسلمون ليس عندهم عيد من الناحية الشرعية إلا عيد الفطر وعيد الأضحى،

وما سوى ذلك من مناسبات تحدث فهي لا تتجاوز أن تكون مناسبة أو أن تسمّى مثلاً يوم الأمّ أو ذكرى يوم معيّن.

فإذا اعتبرنا ما يسمّيه الغربيون عيداً للأمّ يوماً لتكريمها تكريماً إضافياً فليس هناك مانع شرعي في هذا الأمر.

والحرج الشرعي يكون في اعتبار هذا اليوم عيداً بالمعنى الشرعي. ويكون كذلك في حصر تكريم الأم بهذا اليوم.

فإذا انتفى هذان الأمران فلا حرج من تكريم الأمّ في يوم الأمّ، إلا عند الذين يعتبرون ذلك من قبيل تقليد غير المسلمين والتشبّه بهم
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 21-03-2004, 09:14 AM
  #8
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
بسم الله

طبعا من الأمانة العلمية نقلت لكم رأي أحد علماء الأزهر ممن

لا يتفق رأيه مع غالبية العلماء ، ولم يطلع على تاريخ الاحتفال

وهو لم ينظر إلى مقاصد الشرع

ثم إنه لا يعلم أن هذه عادة منقولة من الغرب ، ولذلك نقلنا كل ما يثبت أن

أصلها غربي ، وأن الهدف منها تخصيص يوم واحد يتم الإحسان فيه إلى الأم المهملة طوال العام

كما ذكر عدد كبير ممن نقلت كلا مهم .
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 21-03-2004, 09:46 PM
  #9
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
بسم الله

ما رأيكم في كتابة قصص كفاح حقيقية لأمهات فاضلات أو

أو أكتب كذلك عن بعض الأمهات المتسلطات ؟
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:53 AM.


images