ماذا لو أساء إليك شخص ما .. سواء كان
صديقك أو جارك أو إنسان مددت له يد العون
ما هو الشعور الذي سينتابك وكيف تتصرف ؟
هل سترد الإساءة اليه صاعين وتحول من
أساءوا اليك إلى أعداء دائمين ؟؟؟
التصرف اللبق في مثل هذه الحالات ان
تكون قويا قادرا على تحمل أخطاء الاخرين
وتفهمها ...أن تحاول رد الاساءه بالاحسان...
مهما جرحوك وأساءوا اليك...فتحمل...
وحاول قدر الامكان أن تصلح ماحدث...
بشتى الطرق وبالأسلوب الطيب...
أما مواجهة الإساءة بالعنف ففي
الحال سيؤدي إلى النفور والعداء ..
والمواجهة اللبقة تكون بالاعصاب الهادئة
والارادة الفولاذية والرد المناسب للإساءة
كي لا تتكرر مرة اخرى ..
واحذر أن تترك الإساءة تمر دون إيقاف من
اساءوا إليك عند حدهم وعالج الإساءة في
حينها بطريقة لبقة ومسالمة..
ولا تتركها تتفاعل في رأسك كي
لا تتحول إلى شعور بالعدوانية نحو
من أساءوا اليك ..
و ثق أن القليل من الناس يعتبر النقد
وسيله للإصلاح بينما الاغلبية يعتبرون النقد
تهجما فنحن لا نقبل ان ننتقد الاخرين ونلومهم
لذلك لا نقبل أن يسيء احد الينا وعلى هذا
الاساس نواجه من أساءوا الينا بلباقة عن طريق
الأخلاق العاليه ... وعدم ترك الامر يمر دون محاسبة
أما اذا فعلت كل مابوسعك وشرحت
موقفك...وحسن نيتك...وحاولت قدر الامكان رد الاساءه
بالاحسان...وتعاملت بأخلاقك العاليه...وقيمك الرفيعه...
ولم تجد من الطرف الآخر غير المواصله بالتجريح...والاساءه
بشتى الطرق والوسائل...فانك ستكون قد فعلت ماعليك...
والعله ستكون في الطرف الآخر وليس فيك...
كيف تكون لبق مع الآخرين ؟
مثال :
كان هناك ملك وفي احد الليالي رأى رؤيا في
منامه .. وفي الصباح أراد ان يعرف تفسيرالرؤيا
واستدعى أحد مفسرين الاحلام وقص عليه رؤياه
وبعد ان سمع المفسر ما قص عليه الملك قال: لا حول
ولا قوة الا بالله .. عظم الله اجرك يا سيدي( الملك)
يتوفى كل أهل بيتك الواحد تلو الاخر وتبقى وحيد
وأهل بيتك جميعا سيموتون وانت اخرهم ..
هناغضب الملك من كلامه وثار ثم أمر بقطع راسه ..
وبعدها استدعى مفسر اخر للاحلام وقص عليه
رؤاياه وبعد ان سمع المفسر كلام الملك قال : ابشر
يا مولاي ابشر .. اطال الله في عمرك .. عمرك طويل
يا مولاي ان شاء الله وانت اكثر اهل بيتك واطولهم
عمرا .. فامر الملك له بالمكافاة..
نلاحظ من في القصه ان المفسرين الاثنين قصدوا معنى
واحد ولكن باسلوب مختلف...!؟
الاسلوب الذي اتبعه الاول أفقده راسه والاسلوب الذي
اتبعه الثاني كسب به رضا الملك والمكافأة..
رغم ان المعنى واحد ..
فالانسان قد يكون على حق ولكن الاسلوب الذي يتبعه
شديد وجارح .. قد يفقده الكثير مع مع تجنب الناس له
بينما لو اتبع اسلوب اللباقه مع الآخرين لكسب قلوبهم
اذ لابد من ارضاء الجميع بأسلوب يكسبك الاحترام
و يكسبك مناصرة الاخرين.ويكسبك أخوتهم ..
ولنا في رسول الله أسوة حسنه في تعامله اللبق
فملك القلوب ولانت له الأفئده...
فأخلاق الانسان العاليه لاتظهر الا في مواقفه مع الناس وطريقة تعامله معهم
وخاصه في مواقف الغضب والمواقف الصعبه...
فاما ينجح بالاختبار ويكون من ذو الاخلاق العاليه والقيم الرفيعه
ومن الناس الذي لايمكن أن يسؤوا او يجرحوا أي احد سواء بكلمه او اي تصرف صغيرا كان ام كبيرا
فيكون من الذين يحفظون ألسنتهم ...ويتعاملون مع الجميع باخلاق عاليه
ولايسمحون لأنفسهم بجرح او الاساءه الى اي انسان....
وأما أن تخسر في الاختبار...فلايهمك الا نفسك...تجرح هذا وتسئ الى ذاك...ولاتذكر الشيئ الجميل ولا الاحسان
فتسئ سواء بتصرف او كلام دون ان تستشعر بمراقبة الله سبحانه لك..
.فتفقد الصوره الطيبة التي رسمها الطرف الأخر لك بسبب اساءتك وظلمك وتجريحك...
فلاتتعامل باخلاق عاليه ولاقيم رفيعه...لأنك لم تحفظ لسانك ولم تراعي مشاعر غيرك..
.فلم يهمك الا نفسك...فستكون انسان أناني...تنسى الاخلاق العالية في تعاملك مع الناس...
لان من لايتعامل باخلاق عاليه...ومن يسئ الى الناس ...سيكون من أصحاب الشعارات...الذي يقول مالايفعل...
راجع نفسك...دع الكبرياء جانبا...
اعترف بغلطتك...فليس عيبا بان يعترف الانسان بغلطه ولكن العيب أن يستمر على الخطأدون اعتراف...
اذا كنت اخطات بحق صديق....قريب ...فسارع واعترف بخطئك...فباذن الله لن يردك..ودع الكبرياء جانبا فانك لن تجني وراءه الا الندم...
والايام تدور ومافعلته في غيرك سيفعله غيرك فيك.
اعترف بخطئك ليس بينك وبين نفسك فقط...بل اعترف به بلسانك لمن أسأت له...
لاتنتظر مبادرة من أسأت اليه لأنه بالتأكيد حاول مرارا ولم يجد نفعا...
وربما تكون قد صددته وجرحته ولم تفهمه...لذلك جاء وقت مبادرتك أنت...
منقول
تذكر يامن قابلت الإحسان بالإساءة
وتذكر
وتذكر قبل أن تقول عندما يداهمك ملك الموت (ياحسرتى على مافرطت في جنب الله)
فهل ياترى سيطلب منّا السماح من رد الإحسان بإساءة؟؟!!!
أم جمانة