الجميع يخطئون لكن قليلين فقط يجدون الشجاعة للاعتذار عن أخطائهم للآخرين وخاصة إذا كان الآخر هو الزوجة.
والأزواج يختلفون فيما بينهم فالبعض يعتذر بأسلوب غير مباشر، لكنه يفي بالغرض وآخرون يتجنبون إثارة المشاكل حرصاً على مستقبل الأطفال النفسي الذي تدمره الخناقات الزوجية، أما الطرف المتشدد سي السيد الذي صوره نجيب محفوظ في رواياته فإنه يرفض الاعتذار أصلاً زاعماً بأن ذلك يهدر كرامته ورجولته مع أن خبراء النفس والاجتماع يصفون هذه الشخصية بأنها غير سوية.
فأي من الشخصيات أنت؟
يؤكد د.سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية وعميد كلية التربية بجامعة عين شمس على ضرورة الاعتذار ويقول إن الاعتذار مطلوب ومن يخطئ لا بد أن يعتذر فليس هناك مكابرة وإلا فإن الشخص الذي يرفض الاعتذار يصبح بغيضاً في نظر الآخرين.. والاعتذار سلوك حضاري بين الناس عامة والزوجين خاصة...فالزوج الذي يخطئ عليه أن يسعى بدافع من شعوره الراقي أمام زوجته أو أي شخص آخر بالاعتذار، والذي يقول أنه يرفض الاعتذار لزوجته لأن كرامته ورجولته لا تسمحان بذلك، فإن يعتبر مريضاً نفسياً.. والكرامة الفعلية السامية هي أن نعتذر إذا أخطأنا...
أما الدكتور يسري عبدالمحسن أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس يقول أن تعاليمنا الدينية تدفعنا للاعتذار، والله عز وجل يقبل التوبة من عباده, ومعنى ذلك أن الإنسان إذا أخطأ في حياته الدنيوية عليه أن يتراجع عن خطئه وباب الاعتذار مفتوح...والاعتذار ليس عيباً بقدر ما يعني الشجاعة والقوة وأن المعتذر يتمتع بشخصية سوية متكاملة، ويعرف حدود نفسه ويشعر بالآخرين.
ويقول د.أحمد المجدوب أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة أن الرجولة تدفع الرجل لأن يعتذر إذا أخطأ في حق زوجته أو أي شخص آخر، فالرجولة تعني الصدق والشهامة... وعندما يعتذر الرجل فإنه لا يسقط من عين زوجته أو يهون أمره عليها، بل ترتفع قيمته في نظرها ويعلمها درساً في الأمانة والشهامة واحترام الذات. والاعتذار ليس ضعفاّ بل الضعف أن تخفي خطأك وتظل تكابر، أما الرجل الذي يثق بنفسه ويحترم ذاته فإنه لا يجد غضاضة في أن يعتذر ووقتها سوف يصبح قدوة لزوجته...
وتقول د.رائدة خير الدين، استشارية شؤون الأسرة في الأردن لمجلة سيدتي: أن كثيرا من مشاكل الأزواج تبدأ بمكابرة الزوج وامتناعه عن الاعتذار لزوجته عندما يغضبها لذلك عليك أيها الزوج أن تتذكر أنك باعتذارك تعيد المياه إلى مجاريها وتجدد الشعور بالرومانسية بينك وبين زوجتك وإن كنت تعتقد أن رجولتك لا تسمح بذلك اعتذار منها بطريقة غير مباشرة فإليك هذه النصائح التي ستساعدك على ذلك:
1- استعمل الزهور لتعتذر عنك، فللوردة فعل السحر في هذه المواقف.
2- عندما تتركها غاضبة، لا ترجع إلى البيت من دون هدية قل لها أنك تذكرتها وقدمها لها واطلب منها أن تستخدمها وأنتما تتناولان العشاء.
3- خذها في نزهة بين أحضان الطبيعة، فمثل هذه النزهات تجدد الروح والحياة وتبعد العصبية والروتين والملل.
4- ادعها للعشاء في مكان تمتد الطاولة بين الزهور والروائح الزكية والشموع الخافتة واجتهد أن تجعل الجو بينكما هادئا حنونا بعيداً عن الانفعالات المشحونة بالعواطف السلبية.
5- وإن كان لا بد من العتاب.. اترك المسألة لها وانصت إليها فقط ولا ضير إن قلت لها في النهاية "معك حق".
6- شاركها اهتمامك بالأولاد.. ساعدهم على المذاكرة أو حل مسألة خاصة بهم كانت عالقة وانتبه لا تفجر أي مشكلة من مشاكل الأطفال لينعكس الغرض من اعتذارك ويزداد الطين بلة.
7- قد يكون فكرة دعوة أفراد أسرتها على غداء أو عشاء خاص مناسبة لتحقيق هدفك ساعدها على إعداد المائدة وعامل أهلها أحسن معاملة خاصة والدتها.
8- استعد معها مواقف طريفة مضحكة حدثت معكما أو مع أحدكما منفرداً
فالضحك وسيلة مهمة للتواصل العاطفي الإيجابي ومناسبة للتجديد وصفاء النفس والروح.
---------------------------
*المصدر: البوابة