وردت كلمة في القرآن الكريم عشرين مرة موزعة بين 17 مرة معرفة و 3 مرات نكرة

كقوله تعالى في سورة البقرة: (( .......وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) ))ثم قوله تعالى في

سورة ص : (( إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14)))ووردت كذلك اشتقاقات أخرى للعقاب كالفعل

عاقب الذي ذكر مرة واحدة في قوله تعالى في سورة

الحج :

(( ذَٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60) ))
و كلمة عاقبتم مرتين في سورة

النحل و الممتحنة و اشتقاقات اخرى للفعل نفسه "فعاقبوا ... عوقب ... عوقبتم" ووردت كلمات أخرى

تفيد العقاب كالقصاص والضرب

إذاً الله سبحانه وتعالى شرع العقاب ... للمسئ والمذنب ... وهذا شيء لا نختلف عليه أبداً

و لاحظوا أن الله جل وعلا في كتابه الكريم عن سرد قصص الاقوام الذين كفروا وتجبروا وعصوا الله

لم ينزل العقاب عليهم دون سابق إنذار ... بل كان يرسل لهم الرسل حتى يدعونهم

وينذرونهم ويحذروهم من غضب الله ... ثم بعد ذلك إذا أصروا على معصيتهم وكفرهم ينزل الله عقابه

عليهم ...

إذاً العقاب هو وسيلة لابد منها لردع السلوكيات الخاطئة والسلبية التي تصدر من الكبار والصغار

وبالطبع هنا أود أن أتكلم عن العقاب فيما يخص الطفل ... الذي هو محور حدثينا في هذا الموضوع

واسمحوا لي أن أذكركم بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم

عن أبي الدرداء رضي الله عنه - أقبل إلى النبي عليه الصلاة والسلام - المربي العظيم

يسأله وصية تجمع له اسباب الخير في الدنيا ولاخرة, فما زاد النبي صلى الله عليه وسلم على ان قال

له : لا تغضب ...

وكما تعلمون يا أحبة أن الغضب يجعلنا نقوم بأفعال نندم عليها فيما بعد خاصة عندما يتعلق بأطفالنا

فكم من مرة في ثورة الغضب ظلم طفل ووقع عليه اشد العقاب من الضرب بما لا يتناسب مع سنه

وادراكه لمفهوم هذا العقاب ....

ولعلي أستهل هذه الجزئية بأن أورد لكم حديث عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

عن ابن مسعود البدري - رضي الله عنه - قال : كنت اضرب غلاما لي بسوط قسمعت صوتا

من خلفي " اعلم ابا مسعود " فلم افهم الصوت من الغضب , فلما دنا مني اذا هو رسول الله صلى الله عليه

وسلم , فاذا هو يقول : اعلم ابا مسعود ان الله اقدر عليك منك على هذا الغلام , فقلت لا اضرب مملوكا

بعده ابداً .. صحيح مسلم

وهنا احب ان أشير الى ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يضرب عبدا ولا امراة قط

اذا علينا ان نفهم العقاب بالصورة الصحيحة

- دليل على الافلاس

- مشكوك في جدواه

- مضاره تفوه مزاياه

- لايعالج العلل بل اعراضها - مهدئ يزول تاثيره بمجرد زوال الم العقاب ثم يعود الطفل للسلوك الغير مرغوب

- يعلم الاطفال العنف وحل المشكلات بالقوة

ومن هنا يجب علينا كمربين ان نحلل تصرفاتنا عند لحظة ايقاع العقاب بحيت تكون وفق هذه الاسس

- يجب ان يكون العقاب على قدر الخطا

- يجب ان يكون العقاب للتاديب لا للتنفيس عن النفس او الانتقام من الطفل

- يجب ان لا يتاث العقاب بانفعالات المربي النفسية والعصبية

- يجب ان لا يتاثر بثورة غضب المربي

- يجب ان يكون العقاب وفق اسلوب تربوي سليم لا يفقد الطفل ثقته بنفسه واحترامه لذاته

وهذه هي اهم نقطة في الموضوع ...