لا تشكو للناس جرحاً أنت صاحبه .. لا يعرف الجرح إلا من به ألمُ
فقلت لهم..
لولا أني أشعر بهم، ولولا أني أشعر بتلك الهموم التي كانت تذهب ما تذهب، ثم لا تنتهي، فتعود بي من حيث تذهب، لما كتبت. لولا أني أعرفهم، وأعرف أنهم هناك، هناك يقبعون خلف الأبواب المواربة، ويعيشون في تلك المنطقة الرمادية، حيث لا حدود قاطعة، حيث قلوبهم مازلت نقيةً مليئةً بالتسامح والوفاء، لما كتبت. ولولا أني عرفت قبلهم بأن المعرفة قيدٌ على البوح، لما كتبت..
ربما بعض كلماتي ستكون موجعة وغير مستساغة، ولكنها تصف حالي يوماً ما، أما الأسماء فهي مستعارة ولكنها لأشخاصٍ حقيقيين، يعيشون بينكم ومعكم، فأرجو المعذرة!
سأبدأ الكتابة من ذاكرتي القلقة، والتي ربما مازلت قلقةً حتى الآن، كما كانت..
....
كمومس، تعترك الليل والأزقة، تدور فيك على حل شعرها، تعلمك المنهج، تشكيل الأسئلة، وتختلف معك في كل شيء.
الفقراء، مهنتها الأولى، ومن ثم يأتي رهط البطالة، والصعاليك.
كبطالة فقراء صعاليك، معنيين بسياق المعنى، كنا نستلذ – بامتياز – غموض التعريف. كنا نعلك أخبار منح الشيخ زايد، ونستشهد بالبدايات الأولى لنشأة مفهوم – الفقر – على مخيلتنا. كنا فقط نملأ وقتنا/الجوع بما يطيب، أو نكمل عشاءنا نوماً..
أيضاً. كنا نتسارع على أزقة هذه المدينة التي لا يخفو سرها وحدثها، لنلتقط ما لم تراه عينٌ لم تبكي يوماً، ثم نمارس الشيوعية عليها (كشيءٍ عامٍ وللجميع)، فنؤمم ما يعود به على كافة المجموعة، برغم بعض التجاوزات هنا وهناك.
يستفزني أصدقائي في استدامة الفقر، فأستفزهم بأن الفقراء يطرقون أبواب الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام، هم القليل، والقليل من عباده الشكور..
ويستفزون في غياب المدينة، وجودي عليها بلا عباءةٍ تدثرني، وهذا التجني الصارخ لإنسانٍ تجاوزته كافة الأشياء على حد قول يوسف، فأصمت.
كنا أيضاً ندمن القهوة التركية، ولا تزال مقولة محمد تزن وتزن: رحم الله رجلاً عرف قدر نفسه، فارتوى قهوة. ولا أعلم أيهما طاردنا، مقولة محمد أم القهوة، لا يهم، فكلاهما هاجرا في رحلةٍ لا عودة منها.
كنا نقطع الطريق إلى المدرسة مشياً، خمسة وأربعون دقيقة، كنا – مشائين – آنذاك. كنا نشحذ الخبز من المخابز، رغيفٌ ونصف، كنا نصراً غير مشكوكٍ فيه، لي وهاني، الذي جنَّ الآن، ومن ثم تعلمت منه، أن تخون أصدقاءك، هو أن تكافئ نفسك، أو تدلعها.. بوجبةٍ دسمة.
آااه.. وكانت الرياض مدينةً مظلمةً لنا ومضيئةً لآخرين.
ليت الصبى يعود يوما ً لاخبره بما فعل الشباب
^_*
نثرث ذكرياتك مشفره ,,
نوع التشفير " فصحى خياليه "
لكن تظل رائحه اشجان الماضي تفوح من كلماتك
اتمتى لك التوفيق اخوي
^_*
__________________
::: لا تقنط من الواقع فإصلاح الموجود خير من انتظار المفقود :::