الجمال المفقود
[COLOR="Blue"]
بعد أن اكتشف العرب تخلفهم عن المجتمع الغربي ، ذهبت اهتمامات الكثير ما العلماء والفلاسفة والمثقفين أمثال محمد عبده ومالك ابن نبي وغيرهم من العلماء والمفكرين والمثقفين والأدباء إلى محاولة إيجاد نظرية تفسر التخلف وتحقق التقدم الحضاري للشعوب الإسلامية البعض سماها نظريات الصحوة الإسلامية والبعض الآخر أطلق عليها نظريات النهضة الإسلامية وكلها مفاهيم تؤكد مصطلحاتها تخلف الأمة العربية وركودها وتدعوا إلى معالجات ثقافية لتغيير أوضاعها. ومن الاتجاهات الفكرية التي تناولت هذه القضية ما يمكن ان نسميه بـ "الاتجاه الجمالي" وهو اتجاه ينظر إلى النزعة الجمالية باعتبارها عنصراً ضروري لنهضة الشعوب والأمم بل إن الحضارة لا تقوم إلا بها. يقول الفيلسوف العربي مالك ابن نبي " إن الإطار الحضاري بكل محتوياته متصل بذوق الجمال بل إن الجمال هو الإطار الذي تتكون فيه أية حضارة " وفي كتابه شروط النهضة يقول " إن الأفكار ـ بصفتها روح الأعمال التي تعبر عنها وتسير بوحيها ـ إنما تتولد من الصور المحسة ، الموجودة في الإطار الاجتماعي ، والتي تنعكس في نفس من يعيش فيه ، وهنا تصبح صوراً معنوية يصدر عنها تفكيره " وهذا يعني أن الجمال الموجود في الإطار الاجتماعي الذي يشتمل على الألوان والأصوات والروائح والحركات والأشكال يوحي للإنسان بأفكاره ويطبعها بطابعه الخاص من الذوق الجميل . وبالذوق الجميل الذي ينطبع فيه فكر الفرد ، يجد الإنسان في نفسه نزوعاً إلى الإحسان في العمل ، وتوخياً للكريم من العادات .
ولا يمكن لصورة قبيحة أن توحي بالخيال الجميل ، لأن لمنظرها القبيح في النفس خيالا أقبح ، والمجتمع الذي ينطوي على صور قبيحة ، لا بد أن يظهر أثر هذه الصور في أفكاره ، وأعماله ، ومساعيه . وبناء على هذا التوجه الفكري في تفسير التخلف العربي يؤكد ابن نبي " أننا أصبحنا اليوم نفقد ذوق الجمال ، ولو أنه كان موجوداً في ثقافتنا لسخرناه في حل مشكلات جزئية تكوّن في مجموعها جانباً من حياة الإنسان ". كأنه يريد أن يقول إن الأمة الإسلامية اليوم تعيش في وسط اجتماعي ثقافي يسوده القبيح ويغيب عنه الجميل ، ولذلك نحن امة متخلفة ، لن تنهض بحالها إلا عندما يكون الجمال هو مصدر إلهامها وتفكيرها ، ولا شك أن الإسلام يدعونا إلى الجمال فالطهارة التي يأمرنا بها الإسلام تدل على أنه دين جميل والحديث القائل " إن الله جميل ويحب الجمال " هو دليل آخر يدعونا إلى الجمال إلا أننا ابتعدنا كثيراً عنه وأخذنا بما هو دونه في عاداتنا وتقاليدنا "
هذا وللحديث بقية ... ولكم فائق الحب والتقدير
[/COLOR]
التعديل الأخير تم بواسطة ربيع الوطن ; 06-09-2009 الساعة 06:39 AM
06-09-2009, 06:32 AM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري