حق اللجوء العاطفي..
شعور الإنسان بأنه محبوب من قبل إنسان أخر لا يعادله أي شعور، ولكن عندما يزداد هذا الشعور بالحب من قبل أخر ويتضخم إلى حد قد يخنق أنفاس المحبوب ويقيد حركته عندئذ يكون ذلك الحب قد تحول إلى مرض يستلزم علاجا سريعا حتى يعود إلى سابق عهده رقيقا وناعما ومهذبا كوردة .
ذلك النوع من الحب الذي يحذر منه خبراء العلاقات الزوجية، وهو ما يطلق عليه حب التملك سواء كان حب تملك الزوجة لزوجها أو حب تملك الزوج لزوجته وحب تملك هذا تزيده اشتعالا مشاعر الغيرة التى إذا لم يتم … السيطرة عليها فسوف تكون عواقبها وخيمة على الحياة الزوجية ، وربما على حياة الزوجين ،وهذا الشيء الذي تؤكده صفحات الحوادث في الصحف المحلية والعالمية كل يوم تقريبا .
والسؤال الذي يطرح نفسه دائما في هذا السياق هو لماذا المرأة على نحو خاص تترك لمشاعر الغيرة العنان لتتحدد لها شكل علاقتها بالرجل الذي تحبه بأن تفرض عليه كل أنواع القيود ولا تترك أمامه أي مجال للتحرك بحرية بعيدا عن سيطرتها.
ويجيب الخبراء على هذا السؤال بارجاع السبب إلى عدم شعور المرأة بالثقة بنفسها ، الأمر الذي يفقدها ثقتها في الرجل الذي تحبه ..وإلى الخطأ الذي تقع فيه المرأة عندما تلغي حياتها الخاصة وتنحي اهتماماتها جانبا لتضع رجلها في مركز اهتمامها فترقب كل افعاله وتترصد أي خطأ يصدر عنه وما يتبع ذلك من توجيه اتهامات له ولا يكون لديها الإستعداد لسماع اي دفاع أو تبرير .
المتخصصون في العلاقات الزوجية يرجعون كل هذا الى غياب فيضيلة المصارحة بين الزوجين وإلى افراط الزوجة في الإهتمام بكل ما يتصل بزوجها من دون أن يكون لديها أية اهتمامات وهوايات ومهام تأخذها بعيدا عن مشاعر الغيرة واحاسيس حب التملك .
إذا كان من الخطأ أن تهمل الزوجة زوجها ولا توفر له الأمان العاطفي والأسري الذي يشعره بحب زوجته له وبأنها شريكة وعلى نحو ايجابي لحياته، فان الزوجة ترتكب الخطأ الأكبر إذا هي أوقفت حياتها ومشاعرها وهتماماتها عليه وحده ووضعته تحت ناظريها من دون أن تترك له أي هامش من الحرية يتحرك فيه، لأن الزوج عندئذ يحاول جاهدا التحرر من قيودها طالبا حق اللجوء العاطفي الى امرأة أخرى قد تمنحه الحرية والحب .
مقالة
للكاتب : عبدالله باجبير
__________________
الفيلم الوثائقي : أحداث الاربعاء 16 - 11 على اليوتيوب