هاهو الليل يخيم علي مرة أخرى بظلامه بهدوءه المميت

وها أنا ذا مرة أخرى .. وحدي .. أعاني من ندوب نفسيه .. أعاني من تاريخ أثقل كاهلي بالمعاصي

وليلة أخرى أقضيها شارد الذهن ضيق الصدر مكفهر الوجه

أقضيها بعيدا عن الدين وعن الدنيا أيضا .. أقضيها في الفراغ .. في اللاشيء

أرى كتاب الله أمامي .. أرى مصلاي ..فلا أحرك ساكنا

كل ليلة أسأل نفسي ... لماذا .. كيف وصل بي الحال إلى ما أنا فيه

ويطول السؤال ويتثاقل الجواب فلا يأتيني حتى الشعاع الاول من الفجر

وعندما يهم بالكلام .. يتناهى إلى سمعه صوت الاذان .. فيشيح بوجهه ويمضي سريعا وكأنه ترك مهمة الجواب للمؤذن

ثم أصلي كالالة .. ثم لا أطيق العوده إلى المنزل ولا أطيق البقاء في المسجد بل أجتر ذكرياتي في شوارع حارتي القديمه وأراني وأنا في مراهقتي أخرج من المسجد بوجه بشوش مشرق

وأراني وأنا أذرع الشارع المقابل للمسجد ذهابا وإيابا وبيدي كتاب الله وأنا أقرأه بشغف وكأنها المرة الاولى التي تطالع عيني هذا الكنز الثمين

وأراني وأنا أصلي ركعتا الضحى ..



أتعب من التفكير .. أتعب من الماضي .. الماضي الذي يجلدني كل يوم بسياط الندم فيسكرني من الالم

الجأ إلى فراشي هربا من هذا العذاب .. فأرى فراشي وكأنه يجافيني ... المسه بيدي فإذا هو شديد البروده جاف فقد كل معاني الطمأنينه والسكينه


(يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون )