
زوجتي ما عادت «تعبي عيني»
بعد مرور سنوات على الزواج، يبدأ الازواج بالتذمر والشكوى والتأفف وتصبح عيونهم «زايغة» و«بصباصة» تبحث بين النساء الاخريات عمن «تعبيها». لماذا؟ لأنهم شبعوا من صاحبة البيت وأم العيال التي تغير شكلها بعد الحمل والانجاب والعمر، بمعنى أوضح ما عادت «تعبي عيونهم»، بينما هم ما زالوا ينهلون من شباب أيامهم ويستحقون امرأة تضاهيهم شباباً وحيوية، وأكثر أنوثة ورقة ودلالا من زوجاتهم. هذه وجهة نظرهم، لكن ماذا عن الزوجة التي تعتبر نفسها شريكة العمر الدائمة، التي أفنت حيويتها ونضارتها عاملة على قدم وساق من أجل رعاية زوجها واولادها وكسب رضاهم؟ وهل نسي هذا الزوج انه أخذ منها أجمل سنوات عمرها وشبابها لينعم من خلالها بحياة كريمة وأسرة مستقرة؟
يقول عبد الله السيد، استاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية: للأسف هذا النوع من الازواج يتعلق بالقشور أكثر مما يسعى الى اللب، انه يشغل باله بالجزء السطحي غافلا عن جمال المرأة الحقيقي، الذي هو جمال شخصيتها وعقلها وقلبها، الذي لا تمحوه آثار العمر ولا تغيره تقلبات الايام.
قناعتك كنز
ويسأل عبد الله السيد عن السبب الاساسي الذي يدفع الرجل عادة للزواج من امرأة معينة دون اخرى؟ بالطبع ليس شكلها.. فصحيح ان الرجل يلفته كثيرا جمال المرأة ونعومتها، لكن في الزواج نجده يبحث عن المثقفة والخلوقة والمطيعة القادرة على البناء والعطاء، وليس عن الانانية ولا المغرورة التي لا ترى سوى ذاتها في الوجود، فتأخذ أكثر مما تعطي وتسعى لإشباع حاجاتها ورغباتها وليس لإرضاء زوجها وأسرتها.
لن تقنعك أبدا
ويضيف السيد ان بعض الرجال لا يفكرون بأبعد مما تقع عليه أعينهم، فتراهم بعدما يعتادون على زوجاتهم، تستميلهم أخريات يرون فيهن جمالاً جديدا يلفت أنظارهم فيقارنون بينهن وبين زوجاتهم، متمنين ان يظفروا بصاحبة هذا الوجه النضر او تلك الطلعة البهية، ولسان حال كل منهم يقول: «ليتها كانت لي لكي أتمسى وأتصبح بوجهها الجميل»، لكن ماذا عن «قرة العين» الزوجة الحاضرة دائما وابدا لتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم؟ وبماذا سيخدمهم الجمال الذي جذبهم فجأة ان لم يصاحبه ذكاء وعقل وقدرة على مواجهة تعقيدات الايام وصبر على تحمل مسؤوليات الحياة الاسرية المختلفة والمتنوعة؟ ثم هل سيبقى الشكل على حاله، ام سيتغير مع مرور الايام ومضي السنين؟ ولو افترضنا انه بقي على حاله، فهل سيبقى الرجل مقتنعا ومتأثرا به ام سيمل منه؟ بالتأكيد لن يتوقف عنده لو صار له وسيحاول البحث مجددا عن الاجمل، لان هناك صنفا من الرجال لا تشبع عينه ابدا مهما توافرت لدى زوجته من معطيات.
نعمة الجمالين
إذن ما ذكر يعيدنا الى صلب المسألة، وهو ان الجمال الحقيقي هو جمال النفس ورجاحة العقل وعلى الرجل الذكي ان يركز قبل كل شيء على هذا النوع من الجمال في زوجته لانه الاهم والابقى. اما اذا توفر في الزوجة الجمالان الداخلي والخارجي، فهذه نعمة، عليه ان يشبع و«يعبي عينه» بها ويحافظ عليها ولا يتخلى عنها ابدا.
العِشرة أجمل
وتؤكد كلام السيد، الاختصاصية الاجتماعية رانية حمدان التي تقول: يخطئ الزوج الذي يرى سعادته من خلال ما تراه عينه فقط. فالجمال لا يدوم بل العشرة الجميلة، وبما ان الزواج اصلا قرار مصيري ومثل هذا القرار لا يبنى على الشكل الخارجي للمرأة فقط، فعلى الرجل ان يختار شريكة حياة ويقتنع بها دائما. لكن معظم الرجال للأسف، والكلام لحمدان، يتجاهلون دائما جمال زوجاتهم الحقيقي النابع من دواخلهن، والذي يفترض ان يراه الرجل في جميع الاوقات، خاصة عندما تلفت نظره امرأة أجمل شكلا من زوجته. فالجمال الداخلي لا بد ان ينعكس، وبشكل طبيعي، على مظهر الزوجة، او على الاقل يسيطر عليه، فيعوض الزوج ويسعده ويرضيه.
وما ذنبها؟
رغم ما قيل، فإن المشكلة التي يقع فيها أغلب الازواج تنبع من قلة وعيهم بالمتغيرات الفيزيولوجية التي تطرأ على الزوجة بعد ظروف الحمل والولادة ومشقة العمل ومسؤوليات الاسرة، التي لا ذنب لها فيها، فيعتبرونها المسؤولة المباشرة عما يسمونه إهمالا في شكلها ومظهرها، فيبحثون عن الجمال الذي تطلبه العين لدى غيرها، لان ذلك حق من حقوقهم متجاهلين الاثر الذي قد يتركه موقفهم هذا على مشاعر نسائهم وأحاسيسهن، مع العلم انهن يسعين جاهدات ليبقين الاجمل في عيون أزواجهن.
جميلة في عينك
ايضا تؤكد الاختصاصية حمدان ان لكل زوج زوجة جميلة وإلا ما اختارها شريكة لعمره. فكل زوجة، برأي حمدان، تتمتع بمواصفات جميلة لا توجد في غيرها، ولا يراها احد سوى عين الزوج الجميلة التي ترى كل ما حوله جميلا. إذن على الزوج ان يكون ذكيا ويكتشف الجمال الذي بين يديه ويحافظ عليه ويصونه ولا يطعنه من الخلف، ولو كان هذا الجمال لا يلفت نظر أحد سواه، فهذا هو المطلوب.
بيدك.. فلا تدمرها
كما تنصح حمدان ان سعادة كل زوج في يده، وكذلك تدميرها. فلا تكن مسؤولا عن إفشال حياتك الزوجية وشقاء اولادك الذين يطمحون لحياة مستقرة تحت رعاية والديهم معا، بل تمسك وبقوة بما بين يديك ليتمسك من حولك بحب الحياة واستقرارها واستمراريتها.
أنت من يجعلها
من جهته، يرى الاختصاصي النفسي نايف محمد ان جمال المرأة في شخصيتها الطيبة والمعطاءة التي تنشر الخير حولها، ووحده الزوج الواعي والناضج غير السطحي، الذي يدرك انعكاس جمال وطيبة داخل زوجته على مظهرها وشكلها. فلا تتخل عن هذا الجمال الحقيقي بسبب طيش او نزوة عابرة. وتذكر ان حياة زوجتك معك ستؤثر في نفسيتها وشكلها، فإن كانت تعيش حياة سعيدة ومستقرة معك، فمن الطبيعي ان يكون شكلها جميلا يسعد من حوله، والعكس صحيح. لذلك انت المسؤول.. فإما ان تجعل زوجتك تبدو جميلة او ان تجعلها قبيحة.
«لاءات» تبقها جميلة
يقدم الاختصاصيان السيد وحمدان مجموعة محاذير مهمة لكل زوج يحرص على رؤية الجمال في زوجته لكي «تعبي عينه» دائماً، بعيدا عن جمال الأخريات، وهي:
* لا تهمل زوجتك، بل اهتم بها واشعرها دائما بأنوثتها مهما كبرت في السن او تغيرت رشاقتها، وذلك من خلال ابداء إعجابك بما ترتديه او تقوله او تتصرف
به، فتحرص هي على ان تكون جميلة دائما في نظرك.
* لا تقارن بين شكل زوجتك الحالي وبين أخريات شابات لم تتعبهن الحياة بعد كما أتعبت زوجتك. وتذكر انها الانسانة التي اخترتها رفيقة لدربك، والا أحزنتها مقارنتك وأورثتها كآبة تؤثر في حياتها معك وبين اولادك.
* لا ترهق زوجتك بهموم عملك ومشاكلك المادية لان ذلك يتعبها كثيرا ويؤثر في نفسيتها ومظهرها وسط الأخريات.
* لا تشك في جمال زوجتك، بل تخيل انه ما زال فيها جمال لم تكتشفه انت بعد. راجع نفسك وأفكارك وابحث عن مواصفاتها الايجابية التي تزيدها جمالا في عينيك.
* لا تنس ان زوجتك تحتاج الى التجديد كما تحتاجه أنت. فلا تنشغل في تجديد حياتك بعيدا عنها او قبل ان تسعى لتجديد حياتها اولا. فلا تكن أنانياً، واحرص على سعادة زوجتك لان ذلك يجلب سعادتكما معاً.
نصائح خاصة بالزوجة
كل زوجة تسعى لأن يراها زوجها جميلة يجب ان تتبع هذه النصائح التي يقدمها الاختصاصي السيد:
* حافظي دائما على نظافة وجهك وجسدك واستخدمي بين وقت وآخر عطراً جديداً يريح زوجك ويجذب اهتمامه.
* مع السنين، تتكتل الشحوم في مناطق معينة من جسد المرأة، فلا تهملي نفسك متذرعة بالولادة وهموم الاطفال. بل خذي قسطا كاملا من الاهتمام بنفسك واعتمدي على التمارين الرياضية التي تحافظ على رشاقتك، وخففي من المأكولات التي تتسبب بزيادة الوزن.
* في الفضائيات العربية اليوم الكثير من البرامج المتخصصة للمرأة، شاهديها وخذي منها نصائح وإرشادات تهتم بكيفية الاعتناء بالبشرة والشعر ووضع الماكياج وتنسيق الالوان. فكل ذلك يحسن من شكلك امام زوجك.
* ركزي على إبراز جمالك الداخلي واظهري صفاتك الايجابية ليراها زوجك فينسى ما لديك من عيوب.
* كوني متفائلة وصاحبة ابتسامة دائمة، فالرجل يحب الوجه البشوش ويعتبره مصدرا لرزقه وهنائه.
* تسلحي دائما بالكلام الجميل وانشغلي بنفسك وعائلتك، فالكلمة الطيبة تترك دائما الاثر الطيب
منقوووول