أحترمها و أقدرها و لكني لا أحبها ..
أحترمها و أقدرها و لكني لا أحبها
قال لي صديقي المقرب جدا جدا مفضفضاً عن ما يجول في خاطره عن حياته الزوجية بأنه يتمنى أن يحس و يشعر بالحب لزوجته !!! فهو على حد قوله يقدرها و يحترمها ولكنه لا يحبها ولا يشعر بأنها المرأة التي أمتلكت قلبه و مشاعره !!
و زاد من فضفضته لي بأنه يقوم بالتمثيل في مشاعره و حبه لها أمامها حتى لا تشعر هي بما يخفيه عنها من عدم حبه لها ، و يقول بأنه كل شئ أقوم به لأجلها ليس بدافع الحب و لكنه بدافع التقدير و الأحترام و إحساسي بأن ليس لها ذنب فيما أنا فيه !! و يضيف بأن والكلام لصديقي بأن زوجته جميلة و محافظة و طيبة جدا جدا و تحبه و لكنها لم تستطع أن تمتلك قلبه لأنه على حد قوله ليست بالمرأة التي كنت أتمنى أن تكون شريكة حياتي !!
سألت صديقي بعد كل هذه الفضفضه سؤالاً : لماذا تزوجتها إذا كانت ليست المرأة التي تتمنى أن تشاركك حياتك !؟
أجابني بأنه قبل زواجه كان يعيش قصة حب و لكن الله سبحانه و تعالي لم يقدر أن تكون هي نصيبي في حياتي وكانت من نصيب غيري و بعد أن تجاوزت مرحلة صدمتي العاطفية هذه التي أخذت مني وقتاً ليس بالطويل لأنني كنت أبحث عن مخرج لحالتي النفسية السيئة ، من بعد هذا تقدمت لخطبة فتاتين كنت أرى أنهما مناسبتين لي من كل النواحي ولكن الله أيضاً لم يقدر أن تكونا من نصيبي ، وفي نهاية المطاف أراد الله لي أن أرتبط بزوجتي الحالية والتي كما قلت لك سابقا كل شي فيها جميل إلا أنها لم تستطع أن تمتلك قلبي و عواطفي و لكني أعيش معها بإحترام و تقدير و أحتويها بكل شئ و لكني لا أشعر بأنني عاطفياً سعيد !!
بعد كل هذا قلت لصديقي المحروم من حبه قد نخسر إنساناً نحبه و نرى أنه هو الوحيد القادر على إسعادنا و لكن ماذا نفعل لو لم يكن هذا لإنسان هو نصيبنا هل ننتحر ؟ أو هل نقفل على إنفسنا الباب و نبكي حتى يقضي الله أمراً ؟؟ لا يا صديقي معظم الناس خسروا أحباء لهم و لكنهم إستمروا في الحياة و فتحوا قلوبهم للحياة و إذا كانت زوجتك في تلك الصفات التي قلتها و لكنك فقط لا تحبها فقد يكون في هذا خيرا لك كثير فأن الله سبحانه و تعالى يحرمنا من بعض الأشياء مقابل أشياء لا نشعر بأنها خيرا لنا لأننا لا نعلم الخيرة في ما أختاره الله لنا ..
و أكملت كلامي لصديقي و قلت له كلنا مررنا في تجارب عاطفية و تمنينا أن نعيش مع من أخترناه برضانا و برغبتنا و لكن قدر الله و نصيبه يفرض علينا أن نؤمن بأنه هو الذي أعلم منا بما هو أصلح لنا حتى لو كان هذا لا يرضينا و مخالف لرغباتنا .. و الحب الحقيقي هو الذي يأتي بعد الزواج و ليس قبله فحاول أن ترى زوجتك كما هي و أحببها كما هي ولا يوجد مخلوق في هذا الكون كله كامل الصفات حتى أنت و أنا كلنا فينا سلبياتنا و إيجابياتنا فقد تكون هي أيضاً لها رغباتها و إمنياتها و لم تجدها فيك و لكنها ترى فيك إيجابيات تنسيها سلبياتك ..
بعد كل هذه الفضفضة بيني و بين صديقي حمدنا الله على أنه خصنا بزوجاتنا و أننا راضون بما كتبه لنا حتى لو كان هذا مخالف لأمنياتنا و رغباتنا ..
أتمنى للجميع السعادة ...