و الآن أنظر ما الذي فعله سيدنا عمر بن الخطاب مع والي حمص،الذي عندما سألهم عنه قالو : نشتكي أنه لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار ، و عندما سأله دفاعه أجاب : أن ليس لأهلي خادم ، فأنا أعجن عجيني ، ثم انتظر حتى يختمر ، ثمَّ أخبزه ، ثم أتوضأ و أصلي الضحى، و بعدها أخرج إليهم ، فتهلل وجه عمربن الخطاب عندما وجد سعيد ابن عامر عند حسن ظنه به -أنظر كتاب صور من حياة الصحابة تأليف أ/ خالد محمد خالد- لم يقل له عمر بن الخطاب لِمَ لم تضرب زوجتك و تجبرها أن تقوم هي بهذا العمل؟!! هذا لأن الصحابة قدوتهم النبي صلى الله عليه وسلم الذي عندما سئلت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها في الحديث المتفق عليه : ماذا كان يصنع في بيته؟ قالت: " كان في مهنة أهله فإذا سمع الأذان خرج " هذا بالرغم أن المرأة أيام النبي صلى الله عليه وسلم كانت لا تعمل خارج البيت ولا تساهم في أعباء المنزل كالرجل ، وكانت البيوت صغيرة لا تحتاج لمجهود في نظافتها، فقد كانت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم حجرات، وكان الرجل يحارب ويتدرب على السيف والرمح ،وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقود أمة، وكان الرجل يبذل مجهود بدني ليكسب قوته خارج المنزل ، و أخذوه أيضا من هديه و الثابت في صحيح مسلم ، تحت باب خادم المرأة ، و الذي رواه سيدنا علي رضي الله عنه أن فاطمة عليها السلام أنت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تجد في يدها من الرحى ، وبلغها أنه جاءه رقيق ، فلم تصادفه، فذكرت ذلك لعائشة ، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة، قال: فجاءنا ، وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبنا نقوم فقال: على مكانكما " فجاء فقعد بيني وبينها ، حتى وجدت برد قدميه على بطني، فقال: ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما ،أو أويتما إلي فراشكما، فسبحا ثلاث وثلاثين ،وأحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين، فهو خير لكما من الخادم) وهنا نلاحظ استخدام صيغ المثني وهذا يدل أن سيدنا على كان يعاون السيدة فاطمة.
و قد أقر كل من أبو حنيفة و مالك و الشافعي أن الزواج ليس من مقصوده الخدمة ، فكيف يقبل بعد كل ما ذكرناه أن يضرب الرجل زوجته إذا قصرت في الخدمة؟!! إن المرأة تخدم زوجها من باب حسن التبعل له ، و الذي ورد في حديث وافدة النساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم -أسماء بنت يزيد الأنصارية- و التي قالت له صلى الله عليه وسلم: : أنا وافدة النساء إليك قد آمنا بك وصدقناك، وأنكم معاشر الرجال فضلتم عنا بالجمع والجماعات، والحج بعد الحج وشهود الجنائز، وعيادة المرضي، وأفضل من ذلك كله الجهاد في سبيل الله، وانتم إذا سافرتم حفظنا لكم أموالكم، وربينا لكم أولا دكم و غزلنا لكم أثوابكم أفلا نشاركم في هذا الأجر يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم: أذهبي وأعلمي من وراءك من النساء إن حسن تبعل إحدا كن لزوجها وطلبها لمرضاته يعدل كل ما ذكرت"
ألا تريد أن تشارك المرأة في حسن التبعل لك ، و تشاركها في أعمالها كما كان النبي قدوتك صلى الله عليه في بيته ، في مهنة أهله ، حتى تنال أنت أيضا ذلك الفضل العظيم المذكور في الحديث؛ حيث أنه صلى الله عليه و سلم قال " من أعان على خير كان له مثل أجر فاعله دون أن ينقص من أجر فاعله شيء وقال صلى الله عليه وسلم:" أكمل المؤمنين أيمانا أحاسنهم أخلاقا وخياركم خياركم لنسائهم" .
أيها الرجل إن طبيعتك تأبى عليك أحيانا في الدنيا-دار الفناء- أن تكون زوجتك أفضل منك ، كيف سيكون الحال في الآخرة –دار البقاء ؟!!!!! وقد قال تعالي (وللأخرة اكبر درجات وأكبر تفضيلا) الأسراء 21
5- لقد صدر الأمر الفصل في حجة الوداع في موضوع ضرب الزوجة :- في أي شئ بالضبط يجوز؟ و شروط هذا الضرب ، و فيما عدى ذلك فهو ظلم ، و غير جائز . قال صلى الله عليه وسلم : ألا ، واستوصوا بالنساء خيرا، فإنما هن عوان عندكم ( أي أسيرات) ، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك ، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع ، واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ، ألا إن لكم على نسائكم حقا ، ولنسائكم عليكم حقا، فلكم عليهن ألا يوطئن فرشكم من تكرهونه (عند العرب كناية عن الزنا) ولا بأذنّ في بيوتكم من تكرهونه ، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن" رواه ابن ماجه والترمذي ،وقال :حديث حسن صحيح . و لكن كون الزوجة أسيرة عند زوجها ،لا يعطيه الحق أن يقطع رحمها ، أو يمنعها من زيارة والديها و برهم ما دام بالقدر المعقول ، و تمريض المريض منهما ، خاصة إن لم يكن سواها يمكن أن يفعل ذلك ، حيث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، و الإستناد إلى حادثة التي خرج زوجها للحج ، و أمرها ألا تخرج من بيتها ، فأتاها من يقول لها أن أباها مريض و يريد أن يراها ، فإستأذنت النبي صلى الله عليه و سلم بالخروج لزيارته ، فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى : بأن تطيع أمر زوجها ، و أن الله سيدخل أباها الجنة بطاعة ابنته لزوجها ، دعونا نلحظ أن المرأة ربما ليس لها محرم تسافر معه ، و ستسافر في رحلة طويلة قد تتعرض فيها لقطاع طرق ، أو من يهتك عرضها ، كما أن أباها كان سيموت قبل أن تصل ، و كل ما كان سيحدث أنها ستكوت خالفت أمر زوجها ، و عرضت سمعتها للخطر.
كذلك أنظر ما أعده الله لمن يكرم الأسير، بإعتبار الزوجة أمانة و أسيرة عند زوجها، قال تعالى{ويطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا ،إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء و لا شكورا ،إنّا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا،فوقاهم الله شر ذلك اليوم لقاهم نضرة و سرورا،و جزاهم بما صبروا جنة و حريرا.......}سورة الإنسان آية،8،12،11،10،9ثمّ لننظر للنعيم المعد أيضا في الآيات إلى آية24
http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=211713
أخيرا ما كان في هذا البحث من خير ، فهو من فضل الله و منته سبحانه هو الولي الحميد ، و ما كان من خطأ أو تقصير فأسأل الله أن يعفو عني ، و يسخر له من يصلحه ، و أساله سبحانه الوهاب أن يتقبله مني بفضله وإحسانه بقبول حسن ، و ينفع به الإسلام و المسلمين .