كثيراً ما تحدث الخلافات الطبعية بين بني البشر , ولا تخلو علاقة بين اثنين من خلاف ـ ولو جزئيٍ ـ تفرضه عليهما طبيعة البشر الذين لا يزالون مختلفين , حيث لم يخلق الله بشراً مطابقاً لبشر آخر في جميع الصفات والمشاعر والأحاسيس والآراء والعلوم والثقافة والتجارب وغيرها من الأشياء التي يظهر فيها التفاوت .
فالخلاف إذن طَبَعِي
ويجرنا الحديث إلى الخلاف بين الزوجين , ومما يزيده ويشعله ويذكيه كثرة المماسة والمخالطة والمجالسة , فكثرة الإمساس تزيد الإحساس , وقد يؤدي ذلك إلى زوال حاجز الحياء بينهما , بغض النظر عن الخطأ الحاصل من أحدهما وبغض النظر عن تقصير أحدهما ..
فإذا وقع الخلاف وزاد الشقاق وتخلل ذلك ونتج عنه نوع نُفرة أو زعل أو خصام وهجر لمدة قد تطول أو تقصر ففي الغالب يرمي أحدهما الخطأ على الآخر , هذا في الغالب
فإن كان الأمر كذلك
وحدث أن تنازل أحدهما وأخذ في مراضاة الآخر وهو يعلم أن نصفه الآخر مخطئ فهل هذه الخطوة تحسب له أم تحسب عليه باعتبار أن الآخر أيضاً يرى أن نصيفه مخطئ ؟
ولكن المشكلة أن بعض الزوجات إن استمريت في المبادرة , ومدِّ يد الإصلاح أصبح ذلك عادة لها , فلا ترضى إلا أن تبادر أنت , أما هي فتنتظر ذلك وترى أن مبادرتها رضى بخطئها وإثباتاً لصواب زوجها ؟! وكذلك يحدث العكس .
فإن وصل الأمر إلى ذلك فقد تستمر المشكلة أياماً بل أسابيع وشهوراً , وسبب ذلك كله العناد , وما أدراك ما العناد ...
ولا ننسى حديث النبي صلى الله عليه وسلم في المسلمين المتخاصمين : (يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا , وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) , ويدخل فيه الخصام بين الزوجين أيضاً , لانهما من جملة المسلمين .
فما رأيكم في المبادرة حتى لو رأيت أن الآخر هو المخطأ , والدلائل كلها تميل إلى تصويبك , فهل تبادر أم أنت من جنس من لا يتنازل عن حقه أم أنت من جنس المعاندين , أم ترى أن ترك المبادرة علاج لمن عرف بالعناد وكثرة الزعل .
ولا تنسوا أن المبادرة إلى المراضاة فيه وأد للمشاكل الكبرى المتولدة عن طول الزعل أو شدةالخلاف مع تقادم الزمن .
فكم من طليق أو طليقة تمنى أنه تنازل وأرضى صاحبه قبل ألا تحمد العاقبة ...
وأحب أن أنبه أن الكلام هنا عن الخلاف بين الزوجين أو بين الصديقين , لا بين الولد مع والديه أو من هو أكبر سناً منه .
وتقبلوا تحياتي ...
__________________ (..ما أجمل أن تختم يومك ويكون قلبك خالياً من الغل أو الحقد أو الضغينة على امرئ مسلم ..)
التعديل الأخير تم بواسطة أم داليا ; 26-09-2010 الساعة 12:20 AM
السبب: العنوان
أخي الموحد لله...
لا أجد حرجا بالرجوع إلى زوجي ومصالحته حتى لو كان المخطئ.. فهو يقدر في النهاية.. فغالبا ما أضع المشكلة في كفة ميزان مع حبه.. فيرجح الحب.. فأهرع إلى مصالحته.. دون أدنى شعور بالمهانة.
طبعا هذا قبل المشكلة الأخيرة التي لا داعي لذكرها هنا.. وأنت أحد أبطالي فيها الله يسعدك..
__________________ اطبع الطين ما دام رطباً، واغرس العود ما دام لدنا، لو رأيت ما في ميزانك لختمت على لسانك.
أخي الموحد لله...
لا أجد حرجا بالرجوع إلى زوجي ومصالحته حتى لو كان المخطئ.. فهو يقدر في النهاية.. فغالبا ما أضع المشكلة في كفة ميزان مع حبه.. فيرجح الحب.. فأهرع إلى مصالحته.. دون أدنى شعور بالمهانة.
طبعا هذا قبل المشكلة الأخيرة التي لا داعي لذكرها هنا.. وأنت أحد أبطالي فيها الله يسعدك..
الله يرجعك لزوجك ويجمعك به ..آمين
كثيراً ما يندم من لم يبادر إلى المراضاة
لكن الحمد لله على كل حال ..
وما أدري وش مقصودك بقولك (أنت أحد أبطالي فيها) ؟
__________________ (..ما أجمل أن تختم يومك ويكون قلبك خالياً من الغل أو الحقد أو الضغينة على امرئ مسلم ..)
عن نفسي لا احب الخصام و لا اطيقة لانة يعمل جو مش ظريف في المنزل لكن هناك مشكلة الرجل عندما يجد المراءة هي من تقبل على الصلح كل مرة يعتاد على هذا و لا يبادر هو بالصلح ابدا و هذا الكلام اقولة عن تجربة شخصية بل و قد يصل بة التبجح انة قد يرفض الصلح للاسف هذا هو الواقع
أختي الكريمة
المراضاة غير التسامح
التسامح العفو عما اقترفه الآخر , لكن مع اعتراف الآخر بأنه مخطئ
أما المراضاة فطلب رضا الأخر سواء كان الخطأ منه أو من الآخر
يعني مثلاً :
تلفظت عليك زوجتك ورفعت صوتها أو عصتك في بعض الأمور مع غضبها ثم حصل منها زعل
فإذا تركتها قد تكبر المشكلة وإذا تنازلت وراضيتها فهنا حصلت المبادرة منك بالمراضاة مع عدم ذكرك لخطئها لأنها ترى أنها هي الصواب؟
أما التسامح فإن حصل منه مراضاة فقد تسمح هي عما مضى وتعفو وقد لا تسمح مع أنه رضت عنه ..
__________________ (..ما أجمل أن تختم يومك ويكون قلبك خالياً من الغل أو الحقد أو الضغينة على امرئ مسلم ..)