على مشارف الموت(( قصة قصيرة )) ومقطع يوتيوب - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 26-09-2010, 09:50 PM
  #1
أبو فيصل
المدير العام
 الصورة الرمزية أبو فيصل
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 15,836
أبو فيصل غير متصل  
على مشارف الموت(( قصة قصيرة )) ومقطع يوتيوب

في البداية لا بد أن أوضح بأن ما ستقرأه أدناه هو قصة واقعية، كتبتها بقلمي ومن وحي خيالي .. لا أدعي أنها لشخص بعينه .. هي معاناة قد تخص عزيزا على قلبي .. ووهي معاناة قد تخص عزيزا على قلبكَ أنت .. أو قلبكٍ أنتٍ ..

أحسب أنني اجتهدت في سرد هذه القصة لأنقل معاناة عزيز لدي .. أو وعزيز لديك .. ولا نعلم من القادم على هذا الطريق ، فالحياة سائرة ، والطريق طريق يسير عليه الجميع .. وأعتذر عن ضعف أسلوبي القصصي ، فلست من كتاب القصة ، ولست من قرائها .. أو رواد مكتباتها ..


وإليكمُ القصة :

مشاعري بعد أن اكتشفت أني مريض بالسرطان الخبيث .

دنا الموت مني ، وأصبحت الآن أقرب إليه منه بالأمس . كنت كل يوم أرى أن الحياة طويلة أمامي . كانت الإبتسامة لا تفارق وجهي .. معروف بأني صاحب نكتة وابتسامة .. كل من حولي يحبني .. يحبون أن يجالسونني .. لكن بمجرد أن قيل لي أنت مريض بالسرطان .. توقف كل ذلك عندي ولم أعد أشعر به .. فلم يعد في العمر بقية بعد أن تم تشخيص حالتي بأني مريض بورم خبيث في رأسي وأن علاج مثل حالتي شبه مستحيل .

في هذه اللحظات اسودت الدنيا في وجهي ، وبت أنظر إلى ما بعدها .. الموت .. القبر .. البعث .. النشور .. الجنة .. أو النار .. وفي الذنوب والمعاصي التي اقترفتها .. اكتشفت لحظتها أني عاص لربي ، وأن ذنوبي قد أثقلتني .. بحثت عن أعمال صالحة فوجدتها قليلة جدا ، بعد أن كنت قبل دقائق أستكثرها .. أصبحت أنظر إلى نفسي وحياتي الدنيا بحياد .. متجردا من التسويف ... كنت أعتقد أنني على خير .. لكن الآن عرفت أنني على خطر كبير جدا ..

مضى أمامي شريط حياتي كاملا في دقائق وثوان قليلة تذكرت خلالها جزءا يسيرا من ذنوبي صغيرها وكبيرها .. وهل سيغفرها الله لي .. لم أعد أفكر بعلاج لمرضي ، ولم أفكر هل سنيفعني العلاج الكيميائي أم لا ؟ أو يذهبون بي لأقاصي الدنيا طلبا للعلاج .. أم يذهبون لقاريء يقرأ علي القرآن .. بل كان جل تفكيري هو ماذا قدمت ؟ اكتشفت أني لم أقدم شيئا .. وهنا الألم والأسى والندم ..


تذكرت حينما كنت أجاهر بالمعاصي وأتباهى أمام أصدقائي وأتفاخر .. تذكرت حينما أسمعهم رواياتي ومغامراتي مع الفتيات.. وكيف استطعت أن أخرج مع فلانة وفلانة وفلانة .. تذكرت كيف كان أصدقائي يتحلقون حولي ليسمعوا تلك المغامرات وأزيد فيها وأنقص ..كنت أراها شقاوة وبطولات .. كنت أسعد الناس حينما كان أصدقائي يشيرون إلي بالبنان وبقدراتي الخارقة .. لكن ما يتردد أمامي الآن هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان: عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه".


تذكرت أن جل أوقاتي سماع للأغاني مرة في السيارة ، وأخرى أمام قناة فضائية .. وأخرى في جلسة مع أصدقائي .. تذكرت حينما أتسمر أمام القنوات الفضائية مع الأصدقاء ونشاهد الأفلام والأغاني الماجنة والراقصات والمومسات .. ونتبادل الابتسامات والضحكات والإعجاب بالغانيات ..


تذكرت سفراتي ومغامراتي .. مع من كنت أسهر .. وكيف كنت .. وعلى أي وضع كنت .. ماذا كنت أتناول .. وماذا كنت أشرب .. فالموت دنا مني الآن .. فماذا أفعل هل سيغفر الله ذلك كله لي ؟ من يضمن ؟ هي سأتوب ؟ ترى كم من الناس أمثالي مات فجأة ؟ وفي لحظة من أجزاء الثانية ؟ هل علمي بمرضي دليل رحمة .. قد يكون ذلك حتى أتوب .. لكنني اقترفت الكثير من المعاصي والذنوب .. ما مقدار حسناتي .. لا شيء .. حتى رمضان لم أكن أصلي سوى الفرائض فما بالي بغير رمضان ؟ تذكرت أنني في كل عام من العشر الأواخر أجلس امام المسلسلات والأغاني الهابطات ,, والناس في المساجد والمصليات ..

تذكرت كم كنت أغتاب فلان وفلان .. وكيف كنت أبرر لنفسي أسباب الغيبة .. أما الآن أدركت أنها غيبة لا محالة .. وأنها عصيان لربي .. كم من الناس اغتبت .. كل يوم قد يكون لي فيه أكثر من غيبة .. وسباب .. وشتام .. وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال : هَلْ تَدْرُونَ مَنْ ‏الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا ‏: الْمُفْلِسُ فِينَا ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ . قَالَ ‏: ‏إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، فَيُقْعَدُ ‏، ‏فَيَقْتَصُّ ‏‏هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنْ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ .


تذكرت أموالي وهل حصلت عليها بالحلال أم بالحرام .. كنت أسوغ لنفسي تقصيري في عملي .. أتأخر .. وأخرج مبكرا .. دون علم مديري .. كنت وقتها أتذاكى .. وأتحايل على الأنظمة والقوانين .. وأستلم رواتبي بكل فخر فقد كانت كلها في وجهة نظري حلال .. لكني اليوم أنظر للمسألة بحياد تام وأقول بل إنني عصيت ربي بذلك .. وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فأنى يستجاب له".

فيالهوان الدنيا وقصرها الآن فسوف تنتهي بعد أيام أو أشهر قليلة بعد أن كنت أمد خيالي نحوها واسعا .. ويا لعظم الآخرة فقد كنت قبل دقائق أنظر إلى أنها بعيدة .. لكنها الآن باتت مني قريبة .. فإن مت هذه الأيام فقد أعذب في قبري عذابا أليما .. فهل لدي متسع من الوقت لأتوب ؟

أملاكي .. سياراتي .. بيتي .. أبنائي .. أموالي .. زوجتي .. أصدقائي .. أقاربي .. كلها كانت دنياي .. الآن أصبحت ماض بالنسبة لي .. لا فائدة فيها .. سأغادرها لا محالة .. إلى جنة أو نار .. وفي إحداهن قد أخلد .. بل إن كل تلك الأشياء قد أحاسب بسببها ..

عشت عشرات السنين في المعاصي والذنوب .. وبعد أن دنا أجلي أفكر أن أتوب .. فليس أمامي الآن سوى أشهر وأيام .. فهل هي كافية لأمحو زللي وإجرامي ؟ وهل حسناتي القليلة القادمة ستمحو كل سيئاتي ؟ هل ستشملني رحمة ربي ؟ أم أنني وقعت في آثام عظيمة ؟ هل أنا ممن قال الله فيهم ( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما ).

الآن أدركت أنه لن ينفعني أحد من الخلق .. وأن الخالق وحده هو من ينفع .. نعم كنت أعرف هذا .. لكن الآن أراه واقعا عيانا بيانا .. فلم أنظر لأصدقاء أو أقارب ليمسحو ما اقترفته يداي .. ولن تنفعني واسطة ليتجاوز الله عن سيئاتي .. ولن ينفعني مالي .. ليغفر الله لي ..

آآآآه الآن أصبحت أنظر لأصدقائي باحتقار .. كلهم كانوا يشجعونني على المعصية .. ويثنون علي .. ويشيرون علي بالبنان .. وأنا كنت أهز رأسي وأظنني عظيم .. مستبشر ومسرور بما يقال .. أما الآن فكل ذاك الكلام كالجمر يحرقني الآن .. يقطع نياط قلبي .. يبكيني ..

الصلاة عمود الدين .. ماذا كان حالي مع الصلاة ؟ كم كنت أؤخر ؟ كم كنت أؤجل ؟ كم جمعت من صلاة دون عذر ؟ كم أسرعت في صلاة أنقرها كنقر الغراب ؟ كم مرة تركتها لأنام ؟ كم فجرا صليت جماعة ؟

بعد كل هذا فليس لي سوى رحمة ربي .. بأن يدخلني الجنة ..

كل ما مضى كان شعوري لدقائق معدودة قد تكون ثواني حينما أخبرني الطبيب بأني مريض بالسرطان الخبيث في رأسي .. وأدركت حينها أن الموت قد دنا مني ..

وهنا أرجو من الجميع وكل من قرأ القصة أن يدعو لكاتبها لعل الرحمة أن تدركه فرحمة ربي وسعت كل شيء .. مسموح بنقلها وتناقلها .. لعلها تنفعني حينما لا أجد من ينقذني ..




كتبتها لأصف حال عاص علم بالمرض وقد تكون الدنيا أمامه أياما وشهورا .. لكن ما حال من تفاجأ بموته بحادث سيارة .. أو بصعق كهربائي .. أو بسقوط من مكان عالي .. وتعددت أسباب الموت المفاجيء فلا نكاد نذكرها ونعدها ..

هي قصة من وحي الخيال .. لكنها واقعية .. قد يعيشها الكثير من الناس .. بل عاشها ناس وأشخاص .. فرحم الله من كانت هذه قصته .. وأسكنه فسيح جناته .. وغفر الله لنا وله .. كتبتها على لسانه ..

تحياتي للجميع ..

كتبها أخيكم أبو فيصل ..
رد مع اقتباس
قديم 26-09-2010, 10:40 PM
  #2
طيووف الأمل
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,091
طيووف الأمل غير متصل  
الله يجزاك خير اخي ابو فيصل

الله يرحمنا ويغفرلنا يااارب ويرحم من كان هذا حاله



والله مدري شقول بالنسبه لي تخيلت نفسي مكانه وماقدرت امسك دموعي وانا أقرأ حرف حرف

مو مسألة خوف من هالمرض عفانا الله وكل مسلم ,,,,لأ ,,,,

الخوف الى بعد الموت ,,,,,,,,,,,,,,,,الى أين المصير ؟؟؟؟؟؟



الدنيا حلم ,,,والأخرة يقظه ,,,

والمتوسط بينهما الموت ونحن في اضغاث أحلام


شكرا لك ابوفيصل
__________________
كبرنا كثيرا" يارفقه 8-8
ولم تُعد آآيامنآ كماكانت بسيطه
رد مع اقتباس
قديم 26-09-2010, 10:46 PM
  #3
طيووف الأمل
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,091
طيووف الأمل غير متصل  

اسمح لي بهالأضافة


كن رجلا" ان اتوا بعده ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يقولون مر وهذا الأثر
__________________
كبرنا كثيرا" يارفقه 8-8
ولم تُعد آآيامنآ كماكانت بسيطه
رد مع اقتباس
قديم 26-09-2010, 10:55 PM
  #4
سحابة الصحراء
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 6,406
سحابة الصحراء غير متصل  
على الأنسان أن يتوقع الموت والمرض ولايبعدها عنه وبذالك يتقرب من الطاعات ويبتعد عن المعاصي

قصة واقعية اكيد وقعت على كل مبتلي بالمرض عافانا الله منه

جزاك الله خيرا على ذكراها وقد تكون تذكير لنا على محاسبة انفسنا قبل أن نحاسب
رد مع اقتباس
قديم 27-09-2010, 12:23 AM
  #5
درة الخليج
عضو مثالي
 الصورة الرمزية درة الخليج
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 406
درة الخليج غير متصل  
ايقظت قلوبا كادت ان تغفل

جزاك الله خير الجزاء وغفرلنا ولكم وعفانا وشفى جميع مرضى السرطان ورحم موتى المسلمين ورحمنااذاصرناالى ماصارواالية
__________________
للتنبية: ترى المعرف بيني وبين صديقتي فلاتستغربون اختلاف المشاركات
رد مع اقتباس
قديم 27-09-2010, 12:30 AM
  #6
الزين كله212
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 13
الزين كله212 غير متصل  
اسأل الله ان يتوب علينا
ابكيتني
رد مع اقتباس
قديم 27-09-2010, 01:05 AM
  #7
عاشقة الغالي
عضو مثالي
 الصورة الرمزية عاشقة الغالي
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 2,726
عاشقة الغالي غير متصل  
فعلا احيانا الواحد يحتاج مثل هالقصص ليحمد الله ويرجع يراجع نفسه
جزاك الله خير يااخي وجلعله في ميزان حسناتك
__________________
يارب عوضني عاجلا غير اجل واجعل ابني شفيعا لنا واحفظ زوجي لي وارزقنا من حيث لانحتسب
رد مع اقتباس
قديم 27-09-2010, 04:28 AM
  #8
أم تـوتي
عضو مثالي
 الصورة الرمزية أم تـوتي
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 301
أم تـوتي غير متصل  
جزاك الله خيـــر أخي ابو فيصل ،،

"ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"

الله يبعدة عن المسلمين اجمعين ويحفظنا وذرياتنا من الأمراض جميعها ..
القصيدة مؤثرة جدا ..
رد مع اقتباس
قديم 27-09-2010, 10:40 AM
  #9
أبو فيصل
المدير العام
 الصورة الرمزية أبو فيصل
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 15,836
أبو فيصل غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طيووف الأمل مشاهدة المشاركة
الله يجزاك خير اخي ابو فيصل

الله يرحمنا ويغفرلنا يااارب ويرحم من كان هذا حاله



والله مدري شقول بالنسبه لي تخيلت نفسي مكانه وماقدرت امسك دموعي وانا أقرأ حرف حرف

مو مسألة خوف من هالمرض عفانا الله وكل مسلم ,,,,لأ ,,,,

الخوف الى بعد الموت ,,,,,,,,,,,,,,,,الى أين المصير ؟؟؟؟؟؟



الدنيا حلم ,,,والأخرة يقظه ,,,

والمتوسط بينهما الموت ونحن في اضغاث أحلام


شكرا لك ابوفيصل
أختي الكريمة طيوف الأمل . شكرا لمرورك ، وأسأل الله لي ولك وللمسلمين حسن الختام
رد مع اقتباس
قديم 27-09-2010, 04:13 PM
  #10
أبو فيصل
المدير العام
 الصورة الرمزية أبو فيصل
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 15,836
أبو فيصل غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طيووف الأمل مشاهدة المشاركة

اسمح لي بهالأضافة


كن رجلا" ان اتوا بعده ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يقولون مر وهذا الأثر
أختي الكريمة طيووف الأمل . لم أنتبه للإضافة سوى الآن . إضافة جيدة بارك الله فيك .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:13 AM.


images