أعيش في قرية صغيرة في كوكب غير الذي يقطنه الجميع
عائلة مترابطة ، بل أقل ما يقال عنها هي هذه الكلمة !
ترعرعت في كنفها ..
أستيقظ صباحاً أهرع على رأس أمي أطبع قبلة عميقة أخرجتها من الصمام الخلفي في قلبي مروراً بالأمامي سيراً نحو رأس أمي مستقرتاً
وأخرى تطير من شفتي استقراراً على كفيّ العطاء أبي
أرتشف قطرات الشاي بإستمتاع بالرغم من أن جامعتي تناديني .. بل تلح علي في ندائها
وأخرج على عجله حاملة " مكتبة " كتبي على يديّ خارجة بسرعة الضوء
وأرجع لأعود وأمشي بطيئة
فقد رأيت جارتنا أم علي .. واقفه مع العامل الهندي الذي يجلب لها الخضار صباحاً
أصافحها بحرارة وتسألني السؤال المعتاد
" بتروحين الجامعة "
" أي والله يا أمي ومتأخرة بعد "
فترفع بصرها للمساء بنظرة خاطفة وتدعي لي بكل الخير
مشيت عنها فيعود ويستوقفني جارنا " أبو محمد "
" شخبارج ، عساج بخير ... ها بتروحين الجامعة ؟ "
" عساك بخير آنا بخير .. إي رايحة الجامعة "
ويعطيني طاقة من الدعاء وأعود لأطلق ساقي للريح أفتح سيارتي " العروسة " كما أسميها
فتأتيني من البعيييد وتأشر لي " الخالة مليحة "
" صباح الخير ... بنيتي تقدرين توصليني المستوصف ؟ "
" من عيوني "
وفي طريقي ... أرى بعض الجيران خارجين نحو عملهم منطلقين بسياراتهم فيلقون علي التحية من على مقعد السيارة بـ صوت " الهرن " الذي يرن في أذني حتى أصل للجامعة
أولاد أم علي وبناتها وأولاد أبا محمد وبناته ... يصبحون علي وينادوني بإسم الدلع الذي كانوا يعرفوني به حين كنت صغيرة !
وأوصلها أخيراً ومن ثم أنطلق نحو جامعتي ... وكلي طاقة وحيوية فَرحة بجيراني
أما في شهر الخير " رمضان " فجيراني الكرام
يتحول كلٍ منهم إلى " حاتم الطائي "
لا أخفيكم فـ " جارنا أبا محمد " : يبعث لنا السمك والدجاج واللحم
أما جارتنا " أم علي " : فـ صحن " الهريس البحريني " لازال يأتينا كل يوم
أما جارتنا " أم حسن " : تأتينا بالحلويات
وجدتي العزيزة : تبعث لنا " الثريد " وصحن " الحلويات " و الأرز وما لذ وطاب
فنفكر حياناً لمَ نطبخ الفطور كل يوم
وهريس أم علي يأتي ساخناً يتربع على المائدة قبلنا جميعاً وما أن يعلو صوت الحق حتى نُقَبله نحن جميعاً

من هنا أبعث تحية لجيراني الأعزاء .... كم أحبكم !
::::
أنا واثقة أنه لم يعد هناك مثل جيراني الأعزاء - رجالاً ونساءاً - إلا القليل النادر