الشتاء هذا الذي عشت معه قصة حب طويله يأبى إلا أن ينهي علاقتنا الجميله بخصام ربما ينهي كل شيء
برده كان دائما يلهمني
كنت أكثر ما أنتج في أيام البرد . كنت أستغرب معاناة الناس فيه وعندما تزداد الشكوى أتلفت حولي فلا أرى ثلجا ولا جليدا ولا أي معلم من معالم الشتاء فلا أدري هل هو أنا من أحرق الثلج أم هو من أحرقه لأجلي فيحيلة طاقة تدفعني للامام
وفي ليلة باردة أيضا كنت أرتشف قهوة رديئة الصنع أعددتها على عجل مع زميلي في السكن وكنت أنكمش على كرسي مكتبي وأنا متدثر برداء ثقيل فلا يرى مني سوى أجزاء بسيطه تعينني على النظر ولمس القلم في تلك الليلة كنت أنادي زميلي وهو غرفته أيضا وبالطبع هو منكمش أكثر مني كنت أناديه هل ترانا ننجو الليله فيقول ربما وتنطلق الضحكات ثم يعقبها حوارات غريبه في مواضيع أجد صعوبة في ربطها الان وكنا ننهيها دائما بجملة ( يكفي تضييع وقت ) ثم لا نلبث أن نعود ولا أدري لماذا كنا نصر على المعاناة وعدم الاستمتاع فالحوار كان يحمله الهواء من غرفتي إلى غرفته فلا أراه ولا يراني وكان دائما على يمشي بخطى سريعه على نار الوقت
أما اليوم
فالشتاء اليوم شديد القسوة علي .بالامس نسيت إرتداء قفازات تحمي يداي من البرد فوقعت في شر أعمالي ووصلت البيت وأنا أكاد أبكي من شدة الالم ولم أعلم أن الشتاء يسبب الالم إلا اليوم ثم دخلت البيت أنادي على زميلي فلا يرد وأنادي على فلان وفلانه فلا يردون أيضا .. عادت لي الذاكرة سريعا ... أنت لوحدك ياصاح كيف نسيت هذا أم أن البرد جمد ذاكرتك أيضا
واليوم أمتنعت عن الخروج بسبب أكوام الثلج الهائله فتذكرت زمانا كنت أذيب فيه الثلج وتحسرت
نظرت إلى وجهي في المرآه فوجدته يتحول ببطء مخيف ووجدتني أتحول إلى رجل آخر بمرور الزمن وتحسسته فوجدته خشنا بفعل البرد وهذه المره لم أتحسر بل ابتسمت لكنها ابتسامة من يريد أن يشعل الحركه في عضلات وجهه الحبيسه وراء هذا الجلد المتجمد
أخيرا عزيزي الشتاء أعترف أن رسالتي هذه هي من عتب المحب وأعلم أن ضربك ياحبيبي هو مثل أكل الزبيب فأنت تؤدبني ولا أعلم هل تمعن في هذا التأديب أم تكتفي لكني أحببت إعلامك أني اليوم أتعلم فشكرا لك.