السفينة الحالمة والجبل الأشم
خاطرة بقلمي بعنوان
السفينة الحالمة والجبل الأشم
أبحرت سفينتي الزوجية مزهوةً بربانها الفحل المتشبع بكل معاني القبيلة والفخر والإباء العربي
هذا الربان العربي وارث مجد القبيلة جاء إلى البحر من الجبال السود الشاهقة العلو فهي التي أرضعته الإباء والشمم والزوايا الحادة من صخورها السوداء...
دثرته بلباس الضباب
صبغته الجبال بصمتها المطبق الذي لا يأبه لصفير النسمات وعزفها ألحان المرح مع الأشجار....
لم يتأثرهذا الربان الجبلي بأعتى الرياح والعواصف ببساطه لأنه جبل أشم كموطنه.....
صارت أشرعة سفينتي تفاخر الرياح بهذا الربان العظيم....
طيور النورس تلاحق سفينتي لتنعم بفضلات حب القائد العربي الأبي الجبلي لسفينتي...
هيأت السفينة للربان كل سبل الراحة وجنات الخمائل وعزفت له أرق الألحان..
استطعم الربان هذه السفينة وألحانها ونعيمها ولكنه يحس بداخله نبضات عروق الجبل فيه...
وفي خضم البحر وبعد أن تملك سفينتي حن الربان الجبلي إلى أصله وقبيلته ونشأته...
زادت نبضات عروق الجبل فيه...
انقلب إلى قرصان خشن قاس القلب...
صار يتعامل مع السفينة بصمت الجبال وحدة زواياها...
تخيل أن السفينة لا تستجيب له إذا هي جاهلة بالربان العربي الجبلي وارث فخر القبيلة..
إذا فخر القبيلة في شخص هذا الربان في خطر...
الإباء العربي الممثل في نسبه مهدد...
مهدد وممن من سفينة ناعمة لا تدرك ما تفعل....
سفينتي تتهداى مزهوة بهذا الربان وما زالت طيور النورس تتابع أخبارها الجميلة مع الربان..
لم تعلم طيور النورس بأن الربان صار قرصان يخطف الفرحة ويمزق الالحان الجميلة...
ووقف كالجبل الأشم الذي نشأ فيه ليخبر السفينة الناعمة الهادئة المخملية بمواهبة الجبلية.....
تعزف له لحناً فيصم أذنيه ويردد في نفسه يا لسذاجة هذه السفيه
تعزف لحناً لجبل يصارع أعتى الرياح....
تلفه سفينتي بشراع الحنان.....
يصرخ وهل أنا ناعم ساذج لأتدثر بشراع هذه السفينة التي لا تقدر من أكون وما اختزل من تاريخ قبيلتي...
لقد لفنى الضباب والسحب ولم تتمكن من الوصول إلى قممي....
وأصر هذا القرصان على نقل الجبل بكل معانيه إلى هذه السفينة المخملية الحالمة....
ثقل الجبل عليها....
وبعد صمته المطبق وشموخ قبيلته وإبائه العربي المتفاخر وما يختزل من تاريخ...
عزفت له السفينة لحن الوداع وغنت أغنية الرحيل أيها الربان الجبلي أنت في البحر...
وكل شي ناعم...
الماء الهواء السفينة أشرعة الحنان الالحان طيور النورس....
لم تنسجم هنا إرجع بي إلى الساحل ثم إرجع إلى الجبل لتجد من يقدر إباءك وشموخك وفخر قبيلتك...
إنصب خيمتك التي تقاوم أعتى الرياح الباردة والسحب السوداء وأنت ترى فيها النعيم المقيم....
إذا كنت تجد النعيم في الجبل فلا تركب سفينة حالمةً تتهادى في البحر بين أشرعة الحنان وطيور النورس....
عزيزي الربان العربي الجبلي الأشم الجبال للصقور والعقبان والنسور وليس لطيور النورس......
وبعد لحن الوداع وأغنية الرحيل توقعت السفينة أن الربان سيصفق لها ويودعها كما تحب
لكن الربان العظيم
والجبلي الأشم
كان
نائماً
يحلم
بخيمته
في الجبل....
***********************************
بعض الرجال يجعل كل موروثاته القبلية ومبادئة التي تربى عليها مهما كانت قاسية وخاطئة بينه وبين زوجته في التعامل.
وينسى أن أعظم وأكرم وأشرف رجل في التاريخ محمد صلى الله عليه وسلم يزداد حناناُ ولينا ورحمة كل ما كان الذي أمامه أضعف من زوجة وولد وخادم ويصرح بحبه لزوجته ولا يجعل بينه وبينها إلا الحب الزوجي الكبير الذي يجعل عائشة رضي الله عنها وعن والديها تقول له
( لو رأينك صويحبات يوسف لقطعن قلوبهن لا أيديهن).
وهو يقول لها إني أعلم إن كنتي مجافية لي أو غير مجافية فإن كنتي مجافية لي قلتي ورب إبراهيم وإن كنتي غير مجافية قلتي ورب محمد.فقالت والله إني لا أهجر إلا اسمك.
__________________
لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.
التعديل الأخير تم بواسطة رجل الرجال ; 29-03-2011 الساعة 11:48 AM