قف أمامك إشارة حمراء !
قد تسرح بخيالك وتسبح الأفكار كفلك لاتصل إلى شواطئها المقصودة وقد تطير كفراشات في سماء تضيئه شموع نيرة أو تهبط في ظلمات ليس بها ضوء قمر هكذا يفعل بنا الفراغ الذي يقتل فينا النشاط والخفة ويجعلنا نركن إلى الكسل والخمول ونحب الفرش الوثيرة لننعم بنوم هانئ فوق وساداتها وأحلام هي أقرب إلى الكوابيس وغفوات مليئة بطموحات تجعلنا نعانق السحاب وهي سراب لانكتشف حقيقته إلا مع أول يد تمتد إلينا ونحن نسمع كلمة انهض حان وقت الغداء أو وقت العشاء أو وقت الصلاة وليتنا نحافظ عليها أو نؤديها كما يجب أن تكون فالصلاة قد نحضر إليها كتأدية واجب لاأقل ولا أكثر جسد يؤدي وروح غارقة في بحر الأفكار ونفس معلقة بأحلام لن تتحقق بل هي أقرب للوهم منه إلى الحقيقة والسبب في ذلك كله شخص دخل حياتنا اسمه فراغ أكد لنا فأوهمنا فراغ من بين أيدينا وذاب كملح في الماء لانراه بل نشعر بوجودو عندما نتذوق طعمه الحقيقي بشرب مايتخفى خلفه هكذا حال مئات العاطلين الذين فاتتهم الوظائف وقطار العمر يمشي دون توقف والفراغ ينهش عقولهم ويجعلها تتآكل من كثر التفكير وبعضها قد يتوقف للصيانة عندما يرى إشارة حمراء تعترض طريقه اسمها الاكتئاب وبعضها الآخر تكون هذه الإشارة هي القشة التي قصمت ظهر البعير لأنه صارع موجا عاتيا من التفكير بقارب هش ركائزه لينة لاتقوى على المقاومة فسقط غريقا لأنه لايستطيع السباحة عكس التيار ولا يستطيع المضي قدما معه فإذا سبح عكسه سيموت لأنه لايملك الأدوات اللازمة لاجتيازه وإذا سبح معه فإنه لايملك الكوابح القادرة على فرملة انطلاقته الجنونية ففي هذه الحالة يكون قد وصل لمرحلة يجب أن يقول له أحد الناس بكل شدة وحزم ( كفى... قف أمامك إشارة حمراء )