بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
محمد ابن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه اجمعين
الى يو م الدين
اما بعد إخواني واخواتي واحبتي الأعزاء احيكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
واسعد الله كل اوقاتكم بالخير والمسرات اما بعد ايها الأحبة
حياتنا بالنسبة إلينا كلوحة نرسم فيها كل ذكرياتنا ولكن هل فكر
أحدنا ماذا رسم في هذه اللوحة هل رسم الورود ليزين لوحته
بعبير عطرها أم رسم الأشواك لينفر منه كل البشر لا شك بأن
الكل يتمنى الورود في لوحته ولكن كيف ذلك قد يغفل البعض
عن صفة دعا إليها ديننا الحنيف منذ القدم وهي صفة الرفق
والعفو والتسامح فماأجمل الحياة عندما يسودها التسامح فكم
من إنسان سينام قرير العين لأنه لا يحمل في قلبه إلا المحبة التي
تشع درب حياته بنور السعادةفديننا قد دعا إلى التسامح ولنا في
رسول الله صلى الله عليه وسلم خير مثال عندما فتح مكة ورغم
كل الأذى الذي لقيه منهم إلا أنه عندما سئل ماذا سيفعل بهم رد
عليهم بكلمة فيها أسمى معاني العفو والتسامح فقد قال لهم
اذهبوا فأنتم الطلقاء في ردة فعل قل أن نجد لها مثيل في هذا
الزمن وهذا أحد الخلفاء الذين تولوا أمر المسلمين له عبد من
عبيده يحلق له رأسه فسقطت أداة الحلاقة من يده فجرحت رأس
سيده فغضب غضبا شديدا ولما أراد أن يبطش بذلك العبد قال له
ياسيدي ألا تذكر قول الله تعالى(والكاظمين الغيظ) فذكر الله
وهدأ غضبه فأكمل (والعافين عن الناس) فقال سيده قد عفوت
عنك فأكمل (والله يحب المحسنين ) فقال له سيده اذهب فأنت
حر فقد أعتقتك يالهذا الخلق العظيم الذي علمنا إياه رسولنا
الكريم وسار على نهجه صحابته وتابعيه وهذه قصة لصديقين
سافرا سويا حتى إذا بلغا من الجهد مالله به عليم فحدث بينهما
سوء فهم فصفع أحدهما الآخر ولكن الثاني لم يرد عليه إنما كتب
على التراب في هذا اليوم أعز أصدقائي قد صفعني وواصل
المسير برفقة صديقه حتى حدث مالم يكن في الحسبان فهذا
الذي صفعه صديقه سقط في حفرة ولم يقوى الحراك فهب
صديقه لإنقاذه وتمكن من ذلك لكنه هذه لم يكتب هذا الصنيع
على الرمل كما في المرة السابقة إنما نحت هذا المعروف على
الصخرفتعجب صديقه من فعله وسأله صفعتك فكتبت ذلك على
الرمل رغم أنني أهنتك وأنقذتك فكتبت ذلك على الصخر فرد عليه
ياصديقي كتبت الصفعة على الرمل لتمحوها الرياح مع أول هبوب
عليها فأنساها ولا أعاملك بمثلها وكتبت الجميل على الصخر ليعجز
الزمن عن محوه فيبقى شاهدا على حسن فعلك معي فأجازيك
بمثله لأنه سيظل عالقا في ذهني مدى العمرفياسبحان الله هكذا
التسامح وبهذه الطريقة يكون العفو وماأجمل العفو عند المقدرة
فإنه يرفع من قدر صاحب وماأجمل أن يطبق كل منا أركان الحلم
وهي كظم الغيظ والعفو عن الناس والإحسان إليهم بأن نرد
الإساءة بإحسان فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يمر
بهذه الآية التي ذكرناها في بداية الحديث إلا ويتوقف عندها كثيرا
لما تحمله من المعاني السامية في طريقة التعامل مع الآخرين
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول (الدين المعاملة) وماأجملها
من معاملة كلها رفق فما وضع الرفق في شيء إلا زانه ومانزع
من شيء إلا شانه والله جل جلاله يقول في كتابه الكريم (ادفع
بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)
فياترى هل بحثنا في قرارة أنفسنا عن شكل معاملتنا اليومية مع
الآخرين وهل سألنا أنفسنا كم فرد ينتظر منا الصفح والعفو عن
خطأ لا يستحق كل هذه المكابرةفوالله وتالله لوأننا فعلنا قبل
المنام في كل ليلة فرمتة لأذهاننا وعفونا عن كل من أخطأ في
حقنا فلن نخطئ في حق أحد وسنعيش في راحة بال لن نجد لها
مثيل وعندها سنعرف للحياة وجها آخر مليئ بالسعادة وعامر
بالمسرات ولن ينغص علينا أي شيء لأننا رسمنا في لوحتنا ورودا
تعطر الجو الذي نعيشه في كل حين فوجدنا الراحة النفسية بكل
ماتحمله هذه الكلمة من معنى فلنجعل حياتنا لوحة ينظر إليها
الكل بإعجاب وانبهار لمافيها من أسس السعادة الحقيقة .
هاذا والحمدالله والله اكبر ولا اله الا الله وحده لاشريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير
اللهم طهر قلوبنا من كل غل وحقد ولاتحملنا مالا طاقة لنا به
ولا تقبض ارواحنا الا وانت
راض عنا يا ارحم الراحمين اللهم آمين.