
ياترى ماذا تبقى لدينا من مكارم الأخلاق
السلام عليــكم ورحمـــة الله تعالى وبركـاته
يظن البعض أن تعلم الخلق الحسن من الآخرين عيبا رغم أن
الخلق الحسن في وقتنا الحاضر يعد سلعة لاتقدر بثمن فمن
يملكها كمن يملك كنزا قيمته لاتتغير مهما طال عليه الزمن فالخلق
الحسن مرآة ناصعة لصاحبه يرى فيها صورته في أعين الآخرين
وقد جاء ديننا وأثنى على مكارم الأخلاق التي كان معظمها
موجودا حتى في عصر الجاهلية فقد قال الرسول صلى الله عليه
وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فياترى كم تبقى منها
في مجتمعاتنا هل قلت أم بقيت أم كثرت ؟
فالخلق الحسن سفير لصاحبه أينما حل وارتحل فهو كرائحة الزهور الزكية التي
لايكرهها أحد فصاحب الخلق الحسن ينبوع متفجر بكل ماهو
جميل لايستغني أحد عن معاشرته ويفتخر كل من اقترن اسمه به
فهو كوسام يعلو صدر صاحبه ليدل على رفعته فمهما طال الكلام
ومهما قيل عن حسن الخلق ومزاياه الحميدة فلن يتم الوفاء بكل
تلك المزايا وستبقى الكلمات عاجزة عن وصف مكانة صاحبه
فيكفيه أنه من أقرب الناس منزلة إلى الرسول صلى الله عليه
وسلم يوم القيامة فأي شرف أجل وأعلى من هذا ؟
فصاحب الخلق الحسن دائما مايجبر الكل على احترامه وإذا أخطأ أحد ما
في حقه قبل أن يتحدث هو سيجد شخصا ما قد هب للرد على
ذلك المخطئ وهذا يدل على عظيم قدره في نفوس الآخرين
فهو بالنسبة إليهم شخص لايليق بأحد أن ينال منه فمنذ القدم ومكارم الأخلاق
مصدر فخر بين الناس يتداولونها كما يتداولون السلع في الأسواق بل إن هناك شعراء ذكروا أبياتا دلت على
المكانة العظيمة لحسن الخلق ومن ذلك قول الشاعر
إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فكيف بأمم تهلك بسبب سوء أخلاقها وأمم ترقى سنام المجد بأخلاقها الفاضلة التي
جعلت منها رمزا يحتذى به في مجالس الشعر والحكايات أليس
من الأجدر بنا أن نحافظ على كل جميل من أخلاقنا ونجعل منه
مدعاة اعتزاز لفعلنا فحسن الخلق كلمتان يستظل بظلها كلمات لو
عرف الكل كيف يطبقها في حياته لعاش عيشة هانئة لايكدر
صفوها أي حزن مهما كان حجم تأثيره وستبقى حياته سعيدة
ومثالا حيا لمعنى الحياة الكريمة فلنجعل تصرفاتنا رسالة لحسن
الخلق يقرؤها كل من تمر عليه فيقف احتراما لشخصنا لا لمكانتنا
الاجتماعية التي قد يغيرها من أعطانا إياها بين عشية وضحاها
همسة :حسن الخلق يبقي لصاحبه سيرة عطرة عند ذكره سواء كان حيا أم ميتا.