تحل علينا ذكرى نصر اكتوبر هذه الايام واحب ان اوجه تحيه لشهداء الواجب فى جميع الاوطان وخاصة شهداء سيناء الغاليه التى ارتوت بدماء ابنائها الابرار ..
واحب بمناسبة الذكرى العطره ان تسمحوا لى ان استرجع ايام من احب الايام التى عشتها حيث كنت توى متخرج من الكليه الحربيه وعمرى واحد وعشرون عاما ولم تمض سنه على تخرجى الا وقامت الحرب بيننا وبين اسرائيل ..
لم اكن قد مارست الاشتباك العملى مع الطائرات بعد وانما كان دائما تدريب على الاجهزه ..
صباح يوم الثامن من اكتوبر وفى التاسعه صباحا رصد رادار كتيبتى طائرتين اسكاى هوك فى اتجاهنا وفورا تم الابلاغ عنهم واصدرت امرى
امسك الهدف ..
تقدم الهدف وقمنا باستخراج الحسابات اللازمه من سرعه وارتفاع ومسافه حتى اقتربت الطائرتين من منطقة التدمير .. تلك الحافه تظهر على الشاشه كخط افقى فطلبت الاذن بالاشتباك ..
اضرب يافندم ؟
لم يجيئ رد فكررت الهدف داخل منطقة التدمير .. اضرب يافندم
ولعلمكم ان الزمن المتاح لاتخاذ القرار صغير لا يتعدى ثلاثون ثانيه فاما ان تدمر الهدف او ان يركب الموقع ويدمرك هو ..
كانت المسافه عشرون كيلو متر واصبحت ثمانية عشر عندما صدر الامر
اشتبك مع الهدف
فقمت بتحويل المحطه لحالة الاشتباك معلنا بالميكروفوت ..
تحويل المحطه لحالة العمليات ..
تزامن الصواريخ ..
اطلاق الصاروخ الاول قناه اولى
فاذا بصوت هدير الصاروخ العابر فوق رؤسنا كما صوت هدد عماره و صوت قائد سرية النيران يصيح
تم انطلاق الصاروخ
اطلاق الصاروخ الثانى قناه تانيه ..
تم انطلاق الصاروخ ..
بعدها بدات بلاغاتى
تم الالتقاط ..
تم التوجيه ..
وللحقيقه الطيار الاسرائيلى على اعلى درجه من التدريب حيث قام بعمل مناوره للهروب من الصواريخ بالغطس لاسفل ووراءه الصاروخ حتى ظن الافراد ان الصاروخ سيصطدم بالارض ولكن مشيئه الله قد كانت ..
ارتفعت الطائره واذا الصاروخ يظهر من خلف التباب يرتفع وراءها والافراد تهلل وتكبر وكنا داخل المحطه ممسكين بعجلة القياده للمحافظه على الهدف تحت السيطره لانه ان فلت ضعنا ..
حاول الطيار عمل مناوره اخرى للغطس ولكن الصاروخ كان قد وصل له لاشاهد فتات تحطم الطائره على الشاشه وقام الجنود بالخارج بالهتاف يعيش الضابط رؤوف .. يعيش الضابط رؤوف ..
بكيت ..
بكيت بقهر الذل الى عشناه يوم كنا ننزل اجازه مطاطئى الراس مانصدق ننزع الزى العسكرى ..
بكيت لاننى اخذت فرصه وانا المتخرج حديثا مع ظباط اقدم منى وكانو يضعونى بالورديه الليله لصغر سنى ..
اينعم بعد يومين جاءت الطائرات الاسرائيليه ودكت موقعنا مما ادى الى استشهاد خمسة افراد مننا لكن لم تمحو فرحة نجاحى باسقاط طائره ..
اعذرونى للاطاله فتلك ذكرى محفوره فى ذهنى احب ان استرجعها واطلب قراء الفاتحه لكل من ضحى بروحه فداءا لوطنه

..
انا دايما اسمعهم يقولوا كده ..
هو انا كده ابقى خرجت عن المله ؟..
ما شد فى الدين احد الا غلبه