
إغتنموا الفرصه رحمكم الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصتي وليتعظ منكم من كان لعقله ودينه حافظاً .........
عجباً تذكرنا الصور بذكرى الحبيبه
أغابت عن عيني وقلبي حتى لم يعد قادرا على تذكرها , إلا بشحذ تلك الصور القديمه .
أقسوة يملكها قلبي أم عالماً من النسيان نسبح فيه حتى ما عاد يفرق بين ما يستحق أن نذكره وبين العث فيه .
عجبا أجف الدمع حتى ما عاد يروي عطشي لذكرى الحبيبه .
ما بال الدمع أصبح حيلتي في أن أقول لك ما زلت في قلب أمك أغلى حبيبه .
عجباً حين يكون القلم هو العصا السحرية التي تريحني وهو جماد لا يحس غير أنه اليوم ذا قيمه .
قيمته حبيبتي حين اكتب لك عن ما عجز عنه قلبي قوله وأنت قربه بالأمس يا أغلى حبيبه .
لكي يا حبي وشوقي أحبك ولو لي من الأمر شيئاً لضممتك إلى صدري ولبقيت العمر كله ساكنته وأقول هل من حبٍ يرويني .
كتبتها بعد وفاة إبنتاي رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته , وعرفت بعدها أن العمر مضى ولم أعطهما ما أحبتا وأحببت ظنا مني أن ما فاتني اليوم سأوفيه غداً لهم ولكن لم يأت هذا الغد المنتظر .
.................................................. .........................
هو ليس شعرا ولا نثرا
..................................
فيا إخوتي وأخواني لا يضيعن منكم العمر حتى تحسوا بمن حولكم , لكن بعد ماذا ., بعد أن يفوت الأوان ويرجع للتراب ما أخذ منه , فكم نشتكي ونشتكي , ولكن خذ الدنيا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل , إستظل بظل شجره ثم تركها وراح )) , أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
فاغتنموا الفرصة أحبتي بالرفق والحب والعطاء .
أيتها الزوجه , كم تشتكين من زوجك ( واقصد منها الشكوى لطبع في هذا الزوج يزعجك لكنه لا يخالف الدين وقد يزول بالصبر والدعاء وحسن التصرف معه ) .
أيتها الزوجه , تخيلي أن زوجك في الغد ميت ( لا سمح الله ) , ماذا تقدمين له وتفعلين , أظنك ستذكرين حينها أصغر ثم أصغر ثم أدق وأقدم تفاصيل الحب والخلق الطيب منه . ( كذلك هو لك أيها الزوج ) . فاغتنموا الفرصة رحمكم الله .
ثم أبنائكم , ماذا تفعلون لو علمتم أنهم مفارقوكم غدا , لأعطى ذلك الأب الكثير من وقته لهم , وأيضا تلك الأم العاملة دون حاجة لذلك ( لكن زيادة في المال وتحقيق للذات ) , أين هذا في أطفال لم يتجاوزوا السنتين يتركون عند عاملة لتحقيق الذات , فاغتنموا الفرصة رحمكم الله .
ثم لكم أخواني وأخواتي , أين انتم عن ذلك الأب وتلك الأم , قد يكونان صارمين وكثيرا الشكوى والسؤال , ولكن أحبتي في الله لنقرأ هذا ومن قسى قلبه بعد ذلك فما أفلح والله .
قال الله تعالى في سورة مريم على لسان إبراهيم عليه السلام (( إذْ قال لأبيه يا أبت لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا (42) يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا (43) يا أبت لا تعبد الشيطن إن الشيطن كان للرحمن عصيا (44) يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطن وليا )) . ثم هذا ما رد به أبيه , قال الله تعالى , (( قال أراغب أنت عن ءالهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا )) . وهذا أبو إبراهيم رد على إبراهيم عليه السلام بأشد خطاب وأقساه .
قال إبراهيم له , (( قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا )) .
هذا خطاب إبراهيم لأبيه وهو كافر , أيكفي أن اصف هذا الخطاب أن فيه من البر والرحمه والحنان ما يعجز عنه الوصف .
والبعض ماذا يفعلون بآبائهم وأزواجهم وأبنائهم وهم مسلمون , فاغتنموا الفرصة رحمكم الله .