إذا غضبت و صببت غضبك على الآخرين , فبلا شك أنك قد أفرغت كل ما في قلبك من غيظ و غضب , و لكن هل سيشاركك الآخرين راحتك ؟ هل صوتك المرتفع و أسلوبك العدواني يسهل عليك أن تجعله يشاطرك الرأي ؟
قال "ودرو ولسن" : إذا جئتني للمبارزة فأعدك أن قبضتي ستكون أقوى من قبضتك , أما إذا جئت إلي
و قلت : دعنا نتبادل الرأي , فحتى إذا اختلفنا فلن نلبث حتى نجد أننا نتفق في الكثير . وهناك مثل يقول : إن قطرة العسل تصيد من الذباب أكثر من ما يصيد برميل من العلقم , و الأمر كذلك بالنسبة للآخرين , إذا أردت أن تكسب شخصا إلى جانبك فأقنعه أولا أنك صديقه المخلص فهذه قطرة العسل تجلب قلبه إليك و تفتح لك الطريق إلى قلبه .
هناك شخص في السابق اسمه "وب" , رغب السيد "وب" أن يخفض إيجار منزله وكان يعلم أن المالك عنيد و مع ذلك نجح فكيف ؟ يقول "وب" : أخبرت المالك على خلاف حقيقتي برغبتي في ترك المنزل بعد انتهاء مدة الإيجار , أردت من ذلك التمهيد إلى طلب خفض الإيجار لكن الوضع بدا مستعصياً , فقد حاول الكثيرون من المستأجرين قبلي ولكنهم فشلوا لكنني قلت في نفسي إنني أتعامل برنامجا في فن التعامل مع الآخرين , فلماذا لا أجرب ذلك معه و أرى ماذا يحدث ؟
فور تسليم المالك الخطاب حضر إلي و معه سكرتيرته فقابلته على الباب بتحية حارة و ترحيب بالغ مصحوب ببسمة مشرقة , و لم استهل حديثي عن الإيجار المرتفع بل أبديت إعجابي بالمنزل , و الحق كنت مسرفا في ثنائي , صادقاً في امتداحي ثم أظهرت إعجابي بطريقته في إدارة أملاكه , و أخبرته عن رغبتي في البقاء في المنزل عاما آخر و أن مقدرتي المالية تحول دون ذلك , و لم يعهد المالك هذا الاستقبال الحار من مستأجر آخر , لذا وجدته يطلعني عن متاعبه مع المستأجرين , ثم قال : كم يسعدني أن أجد مستأجرا راضيا مسالما مثلك , و دون أن أطلب منه شيئا خفض لي الرجل إيجاري إلى الحد الذي أريده.
و فيما هو يغادر منزلي التفت إلي و سألني: أمن دهانات أستطيع أن أزين بها المنزل .
فلو أنني حاولت أن أطلب تخفيض الإيجار مثل الآخرين فإنني بكل تأكيد كنت سأفشل مثلهم ولكني حصلت على ما أريد بفضل الحديث الودي و الثناء و التقدير .
تذكر دائما هذا المثل : "قطرة من العسل تصيد من الذباب أكثر مما يصيد برميل من العلقم" فإذا رغبت في كسب الناس إلى وجهة نظرك فاتبع تلك القاعدة :
توسل بالرفق و اللين واترك الغضب و العنف .
منقول من الموقع :