قد تظن أن الشخص المنطلق في الكلام شخص جذاب ومؤنس بشكل عام وخصوصاً المرأة, ولكن في الحقيقة أن الثرثرة على نوعين وليست نوعاً واحداً: نوع يشعرك بالضيق و تتمنى أن يسكت صاحبه, ونوع تتمنى ألا يسكت صاحبه أبداً.. وهذان النوعان أتيا أصلاً من ثنائية الاختيار, فمختار الطبيعي (أو الخير والحق) يختار من الكلام ما يناسب اختياره, فيتكلم عن الطبيعة والحيوانات والتأمل والآخرة ..إلخ, كأنه يبحث عما يناسب اختياره، حتى عندما يتكلم عن الناس والأمنيات والذكريات..., يصبغها بصبغة خيّرة وإيجابية وجمالية أو على الأقل تميل إلى ذلك.. أما مختار التفكير غير الطبيعي (أو المادي المصلحي) تجد ثرثرته عن المشاكل و السرقات و الاغتصابات والبحث عن العيوب والتشكي واستعراض المطالب وتكبير الذات وانتقاص الآخرين..., وكأن ثرثرته مطالب ثقيلة غير مباشرة تنصب في خدمة أنانيته أو أنانيتها.. فالكلام واحد ولكن اختلاف الاختيار سبب هذا الاختلاف في اختيار الكلام وفي قيمته و جاذبيته. الكلام واحد ولكن من المتكلمين من تود أن يسكت ومنهم من تود أن يستمر..
كتبه الوراق .. وجزى الله خيراً من نقله دون اجتزاء مع ذكر المرجع (مدونةالوراق) .
بارك الله فيك عزيزتي حلم
ونور المنتدى
الله يفكنا مالثرثرة
في كل احوالها
__________________
أما والله لو علم الأنام *** لِما خلقوا لما هجعوا وناموا
لقد خُلِقوا لأمر لو رأته *** عيون قلوبهم تاهوا وهاموا
ممات ثم قبرٌ ثمّ حشرٌ *** وتوبيخٌ وأهوالٌ عظامُ
ليوم الحشر قد عمِلت رجال ***فصَلَّوْا من مخافته وصاموا
ونحن إذا أُمرنا أو نُهينا *** كأهل الكهف أيقاظٌ نيام