هذه سلسة من قصص حقيقيه وقفت عليها بنفسي .. وعرفت تفاصليها

والقصص تجارب الناس .. وفيها الحكم والفوائد .. ومعرفة احوال الناس

وهذه هي القصه الاولي ..


كانت هادئه الطبع .. دمثة الخلق .. شديدة الحياء ..

ولها ذكاء متوقد .. ونفس سموح ..

تعرف بين اترابها بطيبة القلب .. والتنازل عن حقوقها ..

تحب ان تنفع الاخرين .. وتعيش معها بسلام .. حتى ولو استغلوها .. وأحرقوا اعصابها

نجحت .. تميزت .. توظفت .. وصار لها راتب


تقدم لها ابن عمها ..


كانو يقولون انها يحبها من قديم .. وهو رجل عليه سيماء الخير .. ولا يعرف بين الناس

الا بالخير .. والناس مخابر ومظاهر .. وأحوال ظاهره .. واحوال باطنه

وافق اهلها على الفور .. ووافقت هي على العجل ..

زفت اليه .. ودخل بها .. وكانت من احلى لياليها ..

الايام والليالي بدأت تكشف الخصال الباطنه في زوجها .. كل يوم تكتشف فيه شي جديد



اكتشفت ان زوجها مثل الكهف المظلم .. كلما مشيت فيه اتضحت لك اسراره وعرفت خفاياه

لاحظت فيه حبا للمال .. وحرصا على جمع وادخاره .. يكره ان ينفق من المال ..

فئة الخمسمائه تعادل احد ابنائه .. والعشرة الالف تساوي في ميزانه عشيرته كلها

كانت كريمه .. اكرم من الذريات .. واجود من المطر

اغدقت عليه المال .. حتى اشترت لها سياره بباهض الاثمان ..

كان البيت من الفه الى يائه عليها .. كل شي منها .. حتى طعامه الذي في بطنه ..

وشرابه الذي يسري في دمائه .. هكذا فقد رجولته .. واصبح عالة على زوجته في كل شي


لاحظت فيه الاحتكار والتحكم والسيطره بدون مبرر

يمنعها من زيارة اهلها الا في يوم واحد من الاسبوع .. ويمنعها من الالتقاء بأخواتها

ومن الخروج الى السوق لحاجاتها .. صار زوجها كالقيد في اليد .. والغل في الرقبه


في يوم من الايام قال لها وبصريح العباره

اريد ان اتزوج بأخرى ..؟؟

قالت له وهل قصرت معك في شي ..

قال لا .. ولكنك لم تملي عيني .. ولست احبك ..

كان هذا الجواب كأنه المسمار يدق في عينها .... والجمره توضع على لسانها

انقعد لسانها .. ودارت بها الارض .. وضاقت على نفسها ..

أستجمعت قواها وقالت بصوت متحشرج

وما الذي اجبرك على الزواج بي ..؟؟

قال القدر .. وأرضاء عمي

كانت لا تحب النقاش وكثرة الجدل ..

قالت له لك في الشرع اربع ولكن تنفق علي وتدفع ايجار البيت وتنفق على

قال هيهات .. ليس لك ذالك

ذهبت الى بيت اهلها وهي تحمل ثقل الجحود والنكران .. وسم كفران العشير

كعادتها .. دفنت مشاكلها في صدرها ولم تخبر اهلها بشي ..

ولم تكن المرة الاولى التى يقذف زوجها البخيل بكلامه الناري البغيض عليها

ذهبت الى مدرستها ثقلية الخطى .. ضعيفة القوي .. كأنها تحمل فوق كتفيها جبال رضوى

احدى المعلمات الحكيمات .. وكانت جديده على المدرسه .. وعندها حكمه وحسن كياسه
قالت لها

ما بك يا صديقي .. اراك شاحبه الوجه .. كسيفة البال ...

اخبرتها بزوجها وجحوده ونكارته

قالت لها

لا عليك .. اتركيه ولا تتصلى عليه .. وأخبري اخوك بذالك ..

الرجال تخاطب الرجال .. وزوجك استغل طيبتك .. ويجب ان يقف عند حده

اشترطي عليه السكنى .. والنفقه .. وأن يسمح لك بالخروج لحاجتك .. وأن لايمس راتبك ..

وأن يعاملك كأنسانه لها حقوق ..

ولا تتزحزحي عن شروطك هذه .. ولو قبل رجليك .. وترضاك ..

كوني قويه .. فبعض الرجال لا يفهم الا لغة القوه .. ولا تكوني لينه فتعصرين ..

ولا قاسيه فتكسرين .. كوني متوسطه بين اللين والقسوه ..


استجابت لطلبها وأخبارت اخاها الكبير .. الذي حلف ايمانا مغلظه ان يؤدبه ويوقفه عند حده

وبعد اتصل عليها حضرة الباشا المكرم .

وكانت عادته انه يغاضبها .. ثم يتركها عند اهلها .. ثم يتصل عليها وبكلمتين

ترجع اليه .. ثم يعود الى اخلاقة السافله .. ونفسه الشحيحه ..


قالت له لا كلام لي معك .. الكلام مع اخي الاكبر ..

بداء بالكلام المعسول كعادته ..

قالت له اسمح لي .. لاكلام لي معك .. الكلام مع فلان


تركها مدة .. اشتاق اليها ..

كلام اخوها .. فأنبه ووبخه .. وطلب منه ان يقوم بواجبه

استجاب الزوج لمطالب زوجته .. ورجعت الى بيت زوجها مرفوعة الرأس


حكمة هذه القصه

بعض الرجال لا ينفع معه اللين .. يجب ان يشد عليه .. لان اوتار قلبه رخوه

لا تصدر انغام الحب الا بشدها ..