هناك حقيقة تقول ان النفوس قد تتطابق وقد تتسامح
وقد تتباين وتختلف وتتصارع وتتضاد عند اللقاء لاول مرة وبدون معرفة سابقه
وهذا امر عجيب يدعونا للتأمل في مثل هذه الاسرار وهذا ما نحاول فهمه في
هذه الاسطر ...
فهناك اشخاص تشعر بالراحه عندما تراهم لاول مره لان النفوس متطابقه
مثل التقاء الماء والنبات يحدث الزرع والخضره والثمار المختلفه
وهناك اشخاص لا تشعر تجاههم بأي مشاعر عندما تراهم لاول مره لان النفوس متسامحه
مثل التقاء الماء بالماء يجري بدون اي مشاكل
وهناك اشخاص تشعر بالنفور عندما تراهم لاول مره
مثل التقاء الحديد بالحديد .. سوف يحدث حراره وشرار نار
والاكثر ان يحدث بين الاوراح والنفوس حالة المسامحه .. والاقل ان تحدث
حالة الارتياح والنفور ..
ماسبب النفور الذي تحسه في نفسك عندما تواجه انسان لاول مره .. او انسان
سبق وأن التقيت به لقاء عارض .. ؟؟؟
فأنت عزيزي القاري تحس في نفسك بنفور .. وبمجرد ما ترى وجهه يتدفق في قلبك
نفره واعراض واهتزاز واضطراب ... فيزداد نبضك وتنفسك ويتغير
كمياء جسدك بمجرد مروره بك او رؤيتك له ..
هذه المشاعر نحس ونشعر بها في قلوبنا احيانا فهل لها من تفسير ..؟؟
عندي خمسة تفاسير لها
الاول عدم تطابق النفوس وتعارضها
بمعني ان تكون نفسك معارضه وغير متطابقه مع هذا الانسان
فهناك نفوس ناريه ونفوس مائيه .. نفوس شريره ونفوس خيره
نفوس هادئه ونفوس متهيجه ..
بدليل ان الاسلام شرع للانسان رؤية مخطوبته قبل الزواج وقد يقول بعض
الناس ان اللقاء العابر لا يؤسس لحب
نقول لهم ان اللقاء العابر يراد منه معرفة تطابق النفوس من خلال النظره
الاولي .. والناس اليوم يؤمنون بما يسمي (( الحب من اول نظره ))
ومما يدل عليه حديث (( الارواح جنود مجنده فما تعارف منها ائتلاف وما
تناكر منها اختلاف ))
ولعل التعارف المذكور تطابق النفوس في الطبائع
الثاني عدم تطابق الميول والاتجاهات
ونعني به ان يكون احدهما متدينا والاخر فاجرا .. او يكون احدهما عفيف
والاخر خائن .. او يكون احدهما صادق والاخر كاذب ..
وكلما ارتقت النفوس في مدراج الاعمال احست بما يشابهها وما يماثلها
وبمن يخالفها ويباينها
فنفس الساحر تنفر من نفس الراقي
ونفس المؤمن الصالح تنفر من نفس الفاجر المائر
قال احد الصالحين اذا بلغني ان فلان يحبني وهو من الصالحين فرحت
واذا بلغني ان فلان يحبني من الفاسدين تكدرت وخفت
لان النفوس تميل الى ما يماثلها ويشابهها . واخشى ان اكون فاجرا مثله
الثالث عدم تطابق الوجدانيات والمشاعر
فيكون احدهما سليم القلب والاخر حقود حسود .. او يكون احدهما سخي النفس
والاخر بخيل حريص .. او يكون احدهما مبغض نافر والاخر محب متأقلم مع غيره
فنفس الحسود مباينه لنفس من يحب الخير للناس .. ولذا يحصل تعارض ونفور
عندما يلتقي حسود بمن يحب الخير للناس ..
فالنفوس مثل الالوان والجسوم .. فهناك جسوم تناسبها الوان معينه ولا تناسبها
الوان اخرى ..
الرابع ان يكون وسواس شيطاني مفرق
فأحيانا يحدث الشيطان حركه في القلب من اجل بث العدوات بين اهل الايمان
واهل الصنعه الواحده فيحدث النفور بين طلاب العلم والتجار والمتنافسين
في عمل واحد
لان مهمة الشيطان التفريق بين اهل الايمان وايقاع العدوات والشحناء بين
الناس كما ورد في الحديث (( أن الشيطان ايس ان يعبده المصلون في جزيرة
العرب ولكن في التحريش بينهم ))
فوظيفة التحريش تكون بأيقاع النفره في القلوب وسؤ الظن وتفسير الاحداث
الموقف بأسؤ الاحتمالات ..
الخامس التطابق الصوري
ونعني به ان تكون صورة الشخص وشكله وحركاته تشابه صورة شخص
اخر اساء اليك او اعتدي عليك او ظلمك
لان الانسان يحزن في ذكراته صورة من اساء اليه او اهانه وكل شي
يتصل به كثوبه وسيارته وطاولته ورائحته ومكانه وزمانه
فبعض الناس يكره الشتاء او الصيف او لون معين او لباس معين
والسبب ان هذه الاشياء ترتبط بشخص اساء اليه وظلمه واهانه
الخلاصه
ان سبب النفور من الاخرين عندما تراهم لاول
مرة او بعد لقاء عارض بسيط قد يكون روحي او عملي او نفسي او شيطاني او خبري
فالروحي عدم تطابق مزاج واتجاهات الاوراح هذا عنيد وهذا مرن
والعملي عدم تطابق اعمال الارواح مثل هذا مؤمن وهذا فاجر
والنفسي عدم تطابق العواطف والمشاعر هذا حسود وهذا سخي النفس
والشيطاني وسوسة الشيطان بعدم التطابق بسؤ الظن وايقاع النفره
والخبري ان تشابه صورة الشخص بصورة شخص اخر تكرهه ولا تحبه